تقنية معلومات
“السوق الإلكترونية السوداء” تهدد مواقع الإنترنت
فمؤخراً ذكرت مصادر إخبارية أن أحد الأشخاص فى الولايات المتحدة باع اسم موقعاً إلكترونيًا بمبلغ يقدر بـ 2.6 مليون دولار فى حين أنه اشتراه بحوالي 20 دولاراً فقط مقابل حجز الدومين، ليفتح بذلك مجالاً جديداً لاستخدامات الإنترنت أو ما يعرف بـ”تجارة مواقع الإنترنت ونطاقاتها”.
الشئ نفسه ينطبق على ظاهرة انتشرت حديثاً تتمثل في بيع الإيميلات أو البريد الإلكتروني مقابل مبالغ مالية كبيرة لاسيما وإن كان هذا البريد من الأسماء المميزة والقصيرة.
وفي تقرير حديث لشركة ماكافى المتخصصة فى حلول الأمن المعلوماتي، أظهر أن هناك بعض الشركات المسئولة عن منح عناوين للمواقع المختلفة تتساهل فى المسائل الأمنية مع بعض النطاقات.
وقد اكتشفت ماكافى أن أكثر النطاقات أو الدومين خطورة هى نطاقات “.hk” “هونج كونج” و التى تحدد أن 19.2% من مواقعها خطرة ، “.cn” الصين بنسبة 11.8 من المواقع الخطرة و”.info” “معلومات” بنسبة 11.7، ويستطيع مشغلو المواقع الإلكترونية تسجيل مواقعهم من أى مكان، فعلى سبيل المثال لا يكون نطاق “.cn” دائما فى الصين.
وأشار تقرير مكافي أيضاً إلى أن هناك أكثر من خمسة فى المائة من المواقع المسجلة تحت نطاق “.com” التجارى المعروف عالميًا تمثل خطرًآ على زائرى تلك المواقع.
ولأن مسألة التعدي علي حقوق الغير دخلت في كل مجالات حياتنا ، فلم تسلم نطاقات الإنترنت من هذا الأمر ، فقد أعلنت المنظمة العالمية للملكية الفكرية أن نسبة التعدي على اسماء النطاق على شبكة الانترنت العام المنصرم بلغت مستويات غير مسبوقة في العالم ، بعد تلقيها 18% من الشكاوى الاضافية حول “احتلال النطاقات”.
وتدير المنظمة مركز التحكيم والوساطة الذي يحل النزاعات على اسماء النطاقات”دومين” اذ تلقى العام المنصرم 2156 شكوى مقابل 1824 عام 2006.
ويبقى المضاربون باسماء النطاقات على أهبة الاستعداد لتسجيل عنوان ما أن يتوقعوا إمكان إعادة بيعه بسعر جيد.
وقد تراوحت الخلافات العام الماضي من طائرة ايرباص العملاقة أي 380 الى تكنولوجيا السيارات الهجينة، مع المرور بمارلين ديتريتش، ال سيمبسون، شبكتي المنتديات الاجتماعية فيس بوك وماي سبيس وحتى جولة فرقة بوليس الموسيقية.
وبدا قطاع الصيدلة أكثر سرعة في صد تلك الممارسات، مقارنة بالمالية، والانترنت والمعلوماتية والتوزيع وعروض التسلية.
ومنذ بدأت المنظمة الدولية للملكية الفكرية في حل تلك النزاعات عام 2000، تلقت أكثر من 12 ألف شكوى من حوالي مئة دولة في ربع تلك القضايا، تم حل الخلاف بالتراضي. في 85% من الحالات الاخرى حصل المدعي على حكم لصالحه.
وغالبا ما يكون المدعون من دول متطورة كالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ، أما من جهة المدعى عليهم فيبرز بالتوالي رعايا من الولايات المتحدة وبريطانيا ثم الصين.
ونطاق الإنترنت الأولي هو تلك الأحرف المستخدمة في أسماء مواقع الإنترنت لتشير إلى دولة معينة أو نوعية الموقع سواء كان تجاريا أو حكوميا أو غيرها ، فمثلا www.example.com ، com هي اختصار لكلمة commercial وتعني تجاري ، أما www.example.fr ، fr هي اختصار لكلمة France وتعني فرنسا .
ويساعد نظام أسماء النطاقات المستخدمين على إرسال بريد الكتروني بسهولة وعلى إيجاد مخارج لهم في رحاب الإنترنت. فعلى سبيل المثال الأرقام الهاتفية ، يوجد لكل جهاز كمبيوتر عنوان مستقل يسمى بروتوكول الإنترنت.
ولأن هذه الأرقام يصعب تذكرها ، استحدث نظام أسماء النطاقات لتوفير أسماء النطاقات بغية استخدامها بدلا من الأرقام. وعلى سبيل المثال ، بفضل نظام أسماء النطاقات يمكن للمستخدمين العثور على موقع شبكي وذلك بمجرد طباعة اسم مثل: http://www.internic.net في برامج التصفح الخاصة بهم بدلا من الرقم . 207.151.159.3.
كان تشغيل وإدارة نظام أسماء النطاقات يتم لسنوات عديدة على نحو غير رسمي وفي أغلب الأحيان وعلى أساس خاص. وبشكل عام هذه المهام تنجز من قبل شبكة عالمية من الباحثين الأكاديميين والمؤسسات الفنية ، ومهندسي الإنترنت ، والمتطوعين والمقاولين من حكومة الولايات المتحدة. وقد كان ظهور الإنترنت في التسعينات بمثابة أداة عالمية للتجارة والاتصالات والتعليم ، إلا أنها استلزمت إعداد نظام رسمي واكثر قوة إدارة هذه المهام.
وبدأت حكومة الولايات المتحدة ، استنادا إلى المتطلبات العالمية ، عملية خصخصة و” تدويل” إدارة نظام أسماء النطاقات ومهام الإنترنت التنسيقية ذات الصلة ، وفي عام 1998 بدأت الحكومة الأمريكية تحويل مسؤوليتها عن إدارة نظام أسماء النطاقات إلى (آيكان) وهي هيئة شكلتها جماعة عالمية من المهتمين بشؤون الإنترنت.
والمعروف أن آيكان هيئة مستقلة وغير ربحية من مؤسسات القطاع الخاص وتتخذ من كاليفورنيا مقرا لها وتضطلع بإدارة مهام التنسيق الفني للإنترنت.
محيط [/ALIGN]