قير تور
الصيادون هذه الأيام..(2-2)
أما القصة الرابعة والأخيرة فالمرجع لها صورة في جريدة الخرطوم الصادرة بتاريخ الثلاثاء 13 يناير 2009 م الموافق 16 محرم 1430 هـ ، العدد (6959) ، ص 7 ، جاء مكتوبٌ في اعلاها (التشكيليون السودانيون يرسمون على الأسفلت تضامناً مع أهل غزة)… إن الصورة الممتلئة بكل الإبتسامات التي لو لا ما كتب أعلى الصورة … هذه الصورة فسرت لي ما كنت لم أفهمه لكن ليس بنفس الطريقة اراد اصحابها توصيلها .وحسب فهمي فقصدهم شريف ونبيل لكني ارى طريقة التنفيذ مخل أكثر بل لا يفرق بين الذي لم يبال وآخر إدعى الإهتمام.
أنا يومياً بحكم مروري بجسر القوات المسلحة عندما تعرج السيارة التي تقلني بحدائق السلام فقد إنتبهت لكتابات ورسومات على الأسفلت وكلها شعارات جميلة تعكس التضامن مع شعب غزة…. لكن ما لم يعجبني هو أن تلك الشعارات التي تدين وتشجب عمل إسرائيل في غزة تسير عليها العربات ويمر عليها المارة بالـ(الجزم)…. ولاحظوا فنحن ندوس بأرجلنا ما رسمناها بايدينا وإرادتنا التامة… أسالكم اية رسالة إيجابية يا سادة من شئ يداس على الأرض دون مبالاة؟.
عفواً عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة .. فقد ابدو ذهبت بعيداً سبب سردي اربع قصص مختلفة.وإذا تأملتم القصة الأولى التي حدثت في دولة أجنبية ، نلاحظ فيها المقدرة للمتحدث على إقناع المستمعين إليه وأستطاع التاثير عليهم حتى صاروا هم الذين يقومون بالمطلوب وهم موافقون تماماً بغض النظر عن إتفاق وجهة نظرنا معهم أم لا فانا اشيد بإستخدام الأسلوب العلمي في الإقناع.
والعكس تماماً في القصص التالية التي تتناول تعاملنا في السودان مع قضية غزة فالتلاميذ في الحالة الأولى طردوا وهنا يبدو وكأنهم مجبرون على التبرع لأطفال غزة وهذا اسلوب مخل بالهدف الأساسي السامي وفي الحالة الثانية نجد المفتاح في الكلمات التي إستخدمها التلميذ فهو يقول (قالوا) مما يعني عدم إقتناعه بما يقوم به وكان من الأفضل شرح ما يقوم به حتى يشب مثل هذا الطفل على الإقدام على فعل الخير بدلاً من إظهاره وكأنه مجبور ومكره على التبرع.
فكرة ممتازة أن تكون هناك تبرعات ونفرات تقوم بها جهات سودانية ، لكن ما ليس جيداً الأساليب غير المدروسة جيداً التي تجعل جمع الأموال مجرد تكليف وليس قناعة بأنها واجب على القائم بالعمل .وهنا تظهر بعض الشعارات التي يصطاد منها ضعيفو النفوس لتحقيق منافعهم الذاتية بعيداً عن الهدف العام متسترين خلف الهدف النبيل في فعل الخير. [/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1142- 2009-1-18