خالد حسن كسلا : بيان الاعتـذار والصلاة والموت
لكن هل سأل «الأنصار» أنفسهم لماذا يهاجم إمامهم قوات هي جزء من القوات الحكومية ونفس من يقودونها يقودون القوات المسلحة والشرطة وجميعها قائدها الأعلى شخص واحد هو رئيس الجمهورية؟! ألم يشعر أنصار الرجل الذين يصلّون خلفه ويموتون أمامه ويطربونه هو وأسرته بهذه الهتافات، ألم يشعروا بأن أمنهم واستقرارهم ونشاطهم السياسي وقراءة راتب المهدي في جو آمن يحتاج الى حماية الحكومة؟ وكيف ستقدم الحكومة الحماية هذي!؟ .. هل جاء الانصار وقالوا انهم مستعدون للتجنيد لحماية النساء والاطفال في الاقليمين بغرب السودان كما فعل بعضهم العام 1968م حينما كوّنت حكومة الصادق المهدي المنتخبة قوات الردع الخاصة؟! ما الذي يجعل في نظر «الأنصار» فرقاً بين قوات الردع تلك وقوات الدعم هذي؟! وربما ان بعض اخوة او ابناء قوات الردع هم الان في صفوف قوات الدعم السريع يساندون بصورة رسمية وانضباطية القوات المسلحة. إن الصادق المهدي عاد الى بيته معتذراً.. فلماذا إذن حمله على الاكتاف، وذاك الهتاف «نصلي وراك ونموت قدامك». لماذا لا يكون الهتاف لصالح الدفاع عن الوطن؟ إن بيان حزب الامة القومي امس جاء متأخراً، وكان ينبغي بمنطق «لا قداسة في السياسة» ان يأتي بعد فتح اوّل بلاغ ضد رئيس الحزب. لكنهم «ابوها مملحة وكاسوا ليها قروض». لقد اكلوها «قروض» اي انهم رفضوا اكل الكسرة وهي بملاح التقلية، وحينما عانوا من شدة الجوع راحوا يبحثون عن كسرة بلا ملاح ليسدوا بها رمقهم هذا هو شرح المثل السوداني. وننبه هنا الى انه مثل وليس آية قرآنية. وقيل ان الحاج نقد الله سبق ان قال: كما قال تعالى «من سدد دينو نامت عينو».. ومؤخراً يتداول الناس عبر هواتفهم مشهد فديو تتحدث فيه شخصية معروفة تقول «الحمد لله قال الله سبحانه وتعالى العارف عزو مستريح». المهم للعلم ان «تاباها مملحة وتكوس ليها قروض» هذا مثل شعبي سوداني. وان الانصار ببيانهم الاعتذاري ابوها مملحة وكاسوا لهيا قروض. كان يحيى الفضلي ضد الميرغني «لا قداسة مع السياسة». والفضلي يبقى من مؤسسي حزب الحركة الوطنية الاولى بزعامة الازهري. وهذالم ينقص من الميرغني، بل ربما تجاوبه مع ذاك الهتاف بدون خشونة هيأ له ان يستمر زعيماً للحزب. الان ما يفعله انصار الصادق المهدي يضر بإمامهم اكثر مما يفيده. وحزب الامة من الأحزاب الديمقراطية. لكن الغريب ان حزباً مثل المؤتمر الوطني تجمع الاحزاب كلها على انه شمولي ونسخة اخرى معدلة من الاتحاد الاشتراكي المايوي، تجده يمارس الديمقراطية من داخله حتى ولو بخل بها على غيره في الخارج، وان حزباً مثل حزب الامة القومي محسوب من الأحزاب الديمقراطية بل اولها تجده لا يمارس الديمقراطية بداخله، بل بداخله تجد القداسة مع السياسة. فالامام يخطئ وقومه يهتفون له، ويعتذر ويهتفون به. ان نائب الرئيس حسبو عبدالرحمن يقول بان الخلافات داخل حزبه المؤتمر الوطني تحسم بالديمقراطية. والسؤال لماذا لا تحسم الديمقراطية خلافات الأحزاب الديمقراطية؟.
صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]
لقد أدمنت قراءة هذا الارزقي الفكه لفكاهياته التي لا تنتهي .. وآخرها امنياته الصادقة للانصار بانتهاج الديمقراطية في حزبهم على نسق ما هو حادث بحزب الحكومة او المؤتمر الوثني. فاولا لا يدرك هذا الدعي بانه لا يوجد هناك حزب اسمه المؤتمر الوطني وانما هو حزب الحكومة والوجه الماسوني الميكيافيلي المخاتل للحركة الاسلامية التي تتستر وراءه للقيام بكل الادوار القذرة التي تشرعنها وتزكيها ولكنها لا تدافع عنها وانما تترك المهمة للمؤتمر الوثني. ثانيا حزب الحكومة هو لميم من لحم الراس لا يجمعهم الا شبقهم المرضي بالسلطة والثروة والمخصصات والبدلات والنثريات والفارهات والموبايلات وبدل السفريات والزوجات مثنى وثلاث ورباع. ففى اول ممارسة ديمقراطية عرفناها للمؤتمر الوثني كانت بخروج الترابي ومعه رهط كثيف سرعان ما عاد الي ثدي الحكومة ابتداء من مصطفي عثمان والذي كانت استقالته في جيب الترابي ومن بعد ابوساطور والطفل المعجزة محمد الحسن محمد الامين وحاج ماجد الذي صفع استاذه في الجامعة، فالترابي لاوزارة عنده ولا سفارة ولا جهاز مغتربين؟ أما الممارسة الديمقراطية الثانية فقد كانت بان اخرج لنا المؤتمر الوثني من احشاءه حركة (العدل والمساواة) بقيادة امير الجهاد الانقاذي في الجنوب دكتور خليل، وخليك من الانشقاقات الديمقراطية للمرحوم مكي بلايل وامين بناني نيو ومن بعده المرتزق غازي صلاح الدين الذي قتل من جند السودان ببندقية القذافي في الغزو الليبي 1976م اكثر مما قتل العميد (اركانحرب ولا سليقة ما بعرف) حميدتي من ابرياء دارفور. أما الممارسات الراهنة فتقول بان نائب المؤتمر الوثني البلدوزر الذي قبض عليه مختليا بثلاث داعرات في اركويت، فيخرج الى الشارع في ممارسة ديمقراطية بالف توقيع لاقالة رئيسه ايلا؟ كما ان ديمقراطية الكلاشنكوف ايضا لها نصيب في الاليات الديمقراطية للمؤتمر الوثني، حيث وجه رئيس المؤتمر في غرب كردفان اللواء احمد خميس بتوجية الكلاش في وجه نائب رئيس المؤتمر الوثني الذي هو رئيسه لعدم امتثاله لامر الطرد (أيوه الطرد الديمقراطي) الصادر من الرئيس لنائب الرئيس؟ ألم أقل لكم انها فكاهيات هزلية لارزقية الانقاذ التي قال عنها قطبي المهدي بتاع الدولارات البيتية ان الانقاذ وصفة انتهت مدة صلاحيتها بعد ربع قرن لم تحقق للسودان غير الخراب والانهيارات وتذيل السودان لكل قوائم المجد والسؤدد الا من صدارته في انتاج اللقطاء وعمادة نادي الطغاة برئيس من ابو 25 سنة؟