قير تور

متغيرات على زواج الدينكا (2)

[ALIGN=CENTER]متغيرات على زواج الدينكا (2) [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]* وبما أن الاشياء الأساسية قد تمت وتبقى موضوع الإحتفالات، فقد اقامت أسرة الفتاة حفلاً مساء نفس اليوم، وكان حسب المتفق عليه أن تقوم سيدات أهل العريس بتسلم عروستهن في نفس الليلة.وتفاجأت سيدات أهل العريس بعقبة تريد سيدات أهل الفتاة وضعها لتحول دون إكتمال الفرحة في لحظتها، فقمن بدس الفتاة في غرفة أخرى وجئن قائلات بأن هناك بعض المراسم لم تكتمل.كانت هذه النقطة مفاجأة كبرى للنساء فطلبن السبب في ذلك التصرف فقال أهل الفتاة بأن بنتهن هي الفتاة التالية للتوائم، وحسب عرف الدينكا فإن المولود التالي ومن يليه يتبعان نفس مراسم التوائم وهناك متطلبات على العريس إكمالها وإلا فالزواج لن يتم.
*كانت هذه الإجابة كافية لصنع ثورة وسط سيدات اهل العريس فقد ثرن وعاتبن اهل الفتاة لماذا لم تكتمل هذه المراسم قبل عمل الحفل الذي قاموا به؟ إن كان هناك قصور فليست المسؤولية على اهل العريس… وتأكيداً على إصرارهن على تصرف أهل الفتاة رفضت نساء اسرة العريس تناول الطعام وخرجن من الدار مما خلق أزمة جديدة.
* كانت على الأسرة تدارك هذه المشكلة، فتم اللجوء إلى والد العروس الذي بدوره أجاب بأن دوره إنتهى منذ نهاية إكتمال العقد في المسجد وخاصة أنه في يوم نقاش المهر قبل شهور مضت كان الإتفاق قد تم على تسليم الفتاة… بل أن تأخير إستلام الفتاة كان بطلب من أهل العريس وليس بسبب والد الفتاة.وهنا برأ والد الفتاة ساحته وقال إن تأخير الإستلام ليس مسؤوليته.وفي النهاية تم التسليم بالأمر الواقع فقد وقعت نساء أهل العروس في خطأ لم يدركنه إلا متأخراً جداً فكان من المفترض عندما سمعن بأن والد العروس سيتم عقد قران كريمته في المسجد كان عليهن المطالبة بإكمال بقية المراسم قبل هذا الأمر الحاسم، وفي النهاية تم تسليم الفتاة في وقت متأخر من الليل.
* وللذين يظنون أن الأمر سهلٌ اقول لهم ليس سهلاً لأنه محكوم بالقبيلة والعشيرة، فالعريس من قبيلة (ديل) والعروس من قبيلة (مرينق)، ومرينق هذه هي قبيلة والدة كاتب هذا المقال وأما ديل فهي قبيلة (جدتي) والدة أمي.وفي اليوم الأخير للزواج خاصة الإحتفالات يكون التعامل وفق القبيلة وفي القبيلة تقع المسؤولية على الجيل الذي ينتمي له العريس، فالذي يتحدث لا يمثل نفسه بل قبيلة بالكامل وهذا هو الإعتبار الذي لا يفوت على المتنافسين فقد يكون ابن خالك أو خالتك أو عمتك هو الند في الطرف الآخر… وفي حالة النساء فقد تتقابل شقيقتان في المنافسة ولا تتنازل اي منهما عن حقوقها تجاه الأخرى ليفهم من ليسوا من الدينكا، فمثلاً والدتي المتزوجة قد تلتقي مع شقيقتها المتزوجة في قبيلة أخرى، وشقيقتها تلك لها موقع الريادة حسب موقع زوجها في القبيلة تأتي وتناقش ندها التي هي شقيقتها بحكم الدم ولكن ليست شقيقتها بحكم المكانة والمناسبة فلكل مكان لقبه الخاص به ولكل مناسبة اللقب الإجتماعي الخاص به.[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1144- 2009-1-20

تعليق واحد

  1. على الرغم من أن القبلية لم تزل تستحكم في سلوك وعادات وتقاليد الكثير من الناس في مختلف أرجاء العالم إلا أنها في العقود الأخيرة بدأت تتقلص بل إن بعض الأمم لم تعد فيها مثل تلك القيم وكل قبلية وتعصب هو في طريقة إلى الزوال أمام العولمة التي جرفت كل تحزب وتعصب وتوحدت في ظلها الكثير من القيم الاجتماعية والعادات والتقاليد … فلا أظن توثيق مثل تلك العادات سواء عند الدينكا او المحس او الشايقية او الجعلين ستكون لها مدلولات يستعين بها الباحثين في المستقبل ولن تكون أكثر من عادات وطرق الحياة التي كان يعيش بها الإنسان الحجري في القرن الأول للبشرية !!!ش