رأي ومقالات

الفاتح السيد : رمضان الشهر الرباني النوراني


[JUSTIFY]شهر رمضان شهر فضيل وكريم تزداد فيه الطمأنينة ويقوى فيه الإيمان.. تتنزل فيه الرحمة والبركة والغفران فيه ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر كما تزداد فيه تلاوة القرآن وتكثر فيه حلقات الذكر وتتواصل فيه العلاقات الإنسانية والاجتماعية.

إن رمضان شهر كله زيادة وفضل وعمران للنفس وإعادة صياغة لها.. والصيام فريضة ربانية فرضت على المؤمنين قبل مجيء الإسلام وارتبط الشهر بالفتوحات والانتصارات الإسلامية.. وهو شهر يحبه السودانيون حبا جما.. تتجمع فيه الموائد وتتصافى فيه النفوس.. ظله ظليل وخيره وفير.. بعض الناس يتوهمون أن اسم شهر رمضان من كلمة رمض التي تعني المشقة وسخانة الأرض «الرمضاء»، وهذا فهم خاطئ ولا علاقة للرمض به من قريب أو بعيد ورمضان اسم يعني الشهر الروحاني الرباني النوراني.. لأن حرف الراء دائماً في اللغة السودانية القديمة وهي أصل اللغة كما أعتقد يشير الى الروحانيات لمكانه العالية والمقدسة «رب ـ رحمن ـ رحيم ـ رحم ـ روح ـ » والميم يشير لموقع الشهر والدال ربانية «إد» والنون نورانية.. وعندما نقول لشهر مثل «رجب» فإنها تعني الشهر الروحاني الكبير والرباني.. وشهر مثل «شوال» هو يعني الشهر الرباني لأن الكلمة تتكون من شي وأئيل التي تعني «الله» ـ وكلما تجيء كلمة شي بالكسرة في أول الكلام تعني المكان أو الجهة ومنها كلمة «شمال» وهي جهة الرب المقدس وشرق تعني جهة الرب المقدس.. وكما ان الاتجاهين الآخرين «جنوب» وهي جهة الرب الكبير و«غرب» وهي مكان الرب الكبير.. وهذا يعني أن الله موجود في كل الأمكنة والاتجاهات.. إن الأماكن المقدسة والمقدسون دائما يرتبطون بأحرف معينة هي الألف واللام والياء والنون والراء والكاف والميم والحاء .. فالبيت الحرام هو «مكة أو بكة» والإله الكبير هو« الله» وهو« رب ، روح ، رحمن، رحيم ، ملك ، مهيمن» وكلمة «المدينة» تعني الربانية المنورة و«منى» تعني عالية المكانة النورانية و«مروة» تعني المكان كثير القدسية و«الصفا» تعني المكان كثير النقاء والطهر والصفاء «إن الصفا والمروة من شعائر الله». وأسماء الله الحسني «لطيف ـ بديع ـ نور ـ جليل ـ علي ـ كبيرـ أول ـ آخرـ مانع ـ حي» كل هذه الأسماء توجد فيها الحروف المشار إليها آنفاً وحرف الراء الرباني نجده ايضا في غاري حراء وثور مكان تعبد النبي « صلى الله عليه وسلم» ونجده في اسم موقعة «بدر» أولى المواقع الحربية للمسلمين وكلمة «بدر» تعني الكبير الحجم الرباني المتوهج ـ وكلمة «نبي» تعني الروحاني الكبير و«رسول» تعني المختار المصطفى الرباني.. ودونكم ايضا في الروحانيات افتتاحيات بعض سور القرآن التي توجد بها الحروف آنفة الذكر «ألم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين» سورة البقرة «ألر* تلك آيات الكتاب وقرآن مبين» سورة الحجر وسورة الكهف التي تبدأ بكلمة «الحمد» قال تعالى «الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً» وسورة مريم التي تبدأ بحرف الكاف «كهيعص ذكر رحمة ربك عبده زكريا» وسورة التوبة التي تبدأ بحرف «الباء» قال تعالى «براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين» وسورة هود « ألر* كتاب حكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم عليم» وقوله تعالى أيضا في سورة الدخان «حم * والكتاب المبين» أو في سورة الجاثية «حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم » أو في سورة نوح «إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم» أو قوله تعالى«إنا أنزلناه في ليلة القدر» سورة القدر..

أردت بهذه الأمثلة أن أوضح بأن هناك أحرفاً نورانية ربانية ترتبط بالقداسة الإلهية وهذا لا يعني أن الحروف الأخرى حروف معيبة أو لا شأن لها بالقداسة أو العبادة فالكلام كلام الله وجميع أحرف أو كلمات القرآن هي من كلام الله.. وهذه محطة للتأمل فقط في الأحرف والكلمات بمناسبة هذا الشهر الفضيل.

صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]