المفكر الإسلامي البروفيسور حسن مكي: محمود عبد العزيز كشف عورة المشروع الحضاري
*بداية دكتور دعني أبدأ بسؤال جوهري ..السياسة والفن أيهما يقع في ظل الآخر؟
الأصل هي الثقافة والفن واحد من مكوناتها لأنها اللغة ومفرداتها، والثقافة بما فيها الفن عندها دور كبير لانه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان والإنسان عرضة لنوبات الكابة والاكتئاب والغفلة والسآمة والنبي قال (روحو عن أنفسكم ساعة بعد ساعة فإن النفوس إذا كلت ملت) لذلك الفنون تذهب الكابة والإنسان يحتاج إلى تنفيس وترويح عن النفس بالرياضة بالشعر وبالغناء.
*بماذا يروح الدكتور حسن مكي عن نفسه؟
بكل هذه الاشياء
*بتسمع غنا يادكتور؟
استمع كثيراً للغناء بكل ألوان الطيف من الكاشف إلى عائشة الفلاتية إلى أحمد المصطفى إلى محمد وردي (ليس عندي قشة مرة أصلاً) حتى امي كانت شاعرة.
*مايسمي ب(الأغاني الهابطة) ماهو تفسيرك لها كظاهرة انتشرت مؤخراً؟
هذه الأغاني جاءت نتاجاً لأننا نعيش في بيئة صعبة والفن الجميل و الراقي يحتاج إلى عقل راقي وذوق سليم ولكن كثيراً من الشباب الآن ينمون كما تنمو الحشائش الفطرية بلا تهذيب ولذلك يتعاملون مع الفنون الحسية التي تعنى كلماتها بالجسد وبالمطلوبات المادية وبالشهوة وهذا ليس في السودان فقط إنما هذا حال الثقافة الحسية التي تقلل من الرمزيات ولكن على الإنسان الاهتمام بالتربية الروحية وأن ينمي ملكاته الأدبية والفنية.
*برنامجا (أغاني وأغاني) و (نجوم الغد).. رأيك فيهم شنو؟
هي برامج ناجحة وشدت الناس، الإنسان دايماً عايز يهرب من الكآبة، يريح أعصابه شوية، عقله فاير عايز يرطب مكونات رأسه بأشياء خارج المعادلات الحسابية والقراءات الأكاديمية ومعادلات الحياة اليومية الصعبة لذلك لابأس بها
*ماهي رؤيتك حول من يسمون بفناني الأنظمة؟
أنا لست مع هذا لأن النبي (ص) نهى عن أن يكون الإنسان مداحاً سداحاً وذم ذلك خصوصاً مدح الرجال مقابل العطاء أو من أجل دراهم معدودة وأنا لست مع المداحين السداحين هذا لا يليق.
*برايك ماهي أسباب سطحية هذا الجيل؟
لا أعتقد أن كل هذا الجيل سطحي هنالك فيهم من يذخر بالمعاني الفريدة ومن يجلس في المساجد للعبادة والذكر ومنهم من انقطع للجهاد ومنهم من اغترب ليجنب أهله شر الفقر ومنهم من أقعدته الهمة وتعاطى المخدرات واندلف في ظلمة شديدة وهذا شان المجتمعات دائماً.
*الاستلاب الثقافي مصطلح يحتمل أكثر من معنى بماذا تعرفه كمفكر؟
معناه أن يخضع الإنسان دون رؤية ودون تفكر لمنطق ثقافي آخر لايعرف لغته ولا يعرف مجتمعه، الاستلاب أن الناس تنقطع عن موروثاتها الفكرية والروحانية وتقبل على بيئة ثقافية لا ترشحها لك خلفياتك الفكرية والروحية.
*دائما نعلق أزمات المجتمع والشباب على شماعة الاستلاب الثقافي؟
هو قالب نعلق عليه بدون تفكير لكن المطلوب الانفتاح الثقافي، فبدون التعرف على الآخر حنكون في حالة انغلاق، الانغلاق الثقافي لا يؤدي إلا إلى انكماش والعقل الانكماشي مصاب بالتقلص وينتج شخصيات مهزومة وهذا ماجعل الناس قابلين للاستعمار لأنه بنتج ناس مبهورين نتيجة لأن العقل ظل منكمشاً و متقلصاً والآن تجديني لابساً جلابية مصنوعة من الصين وساعة مصنوعة من سويسرا وموبايل من اليابان.
*هل الشخصية السودانية هشة..بمعنى سريعة التاثر بالآخر؟
فيها مكونات القوة ومكونات الهشاشة، الجهل يجعلها هشة مثلاً عندما تضع صورة للغرب (بأنه منحط مثلاً) تمشي تلقاه متطور في لغته في احترامه للذات في صناعته في قانونه تعود وتعرف أن عقلها منكمش ومتقلص وإنها في ترتيب الإنسانية الدرجة العاشرة.
*لماذا التف الشباب حول الفنان محمود عبد العزيز..ما تفسيرك لما حدث يوم وفاته؟
للأسف الشديد كنت في تركيا يوم رحيل محمود عبد العزيز، لكن هذا يدل على الخواء الروحي وسط هذا الشباب ويدل على ضعف المنظومة الثقافية الفكرية ودعاوى النظام الكبيرة بمشروع حضاري انكشف وتعرى.
* جموع الشباب في ذلك اليوم هل يمكن اعتبارها مؤشراً لإمكانية قيام ثورة ربيع في السودان؟
السودان يحتاج إلى إصلاح ولايحتاج إلى ثورة وكلمة ثورة في الثقافة الإسلامية غير موجودة إلا في الحديث جاء ثائر الرأس يعني شعره (منفوش ) لكن الثورة بمعنى الناس يخرجوا عن طورهم للشارع ويعملوا تغيير كبير أنا أعتقد هذا ليس مطلوباً ولكن نحتاج إلى حركة تصحيح وإصلاح.
*نريد منك رؤية سياسية للمشهد الفني؟
ليس هناك الآن مشهد فني ولا مشروع سياسي للفن والوزارت ماشة زي خط السكة الحديد من أيام السياسات الاستعمارية إلى يومنا هذا، وزارة إعلام وزارة ثقافة وإذاعة وتلفزيون والغناء هو الغناء.
من أيام سرور وكرومة إلى يومنا هذا ولم تظهر هنالك أطروحات تصبح سياسات ثقافية للنخبة الحاكمة.
*تحزب المبدعين ماله وماعليه؟
لا بأس أن يكون للإنسان مشروع سياسي شريطة أن لايكون المشروع أيدلوجياً أي لا تكون أداة فكرية مقيدة للعقل تمنعه من العقل النقدي أنا مع العقل النقدي ومع القراءة النقدية للذات ومع المراجعات لا إنسان يملك الحقيقة.
*لماذا ظلت الحكومات المتعاقبة على السودان تهمل الفنون وتقصيها؟
لأنها ليست من أولوياتها. أولوياتها كانت السلطة والمال والأمر والنهي ولم يكن هناك مشروع فكري لتنمية الفن كما أن هناك خلطاً فكرياً، هل الفن حلال أم حرام وهذا يؤدي إلى تشويش ولذلك هم يبعدون عن هذه المناطق حتى لا يشوشون على أنفسهم وعلى الآخرين
*برأيك لماذا انصرف الشباب عن القراءة والبحث عن الثقافة؟
ظهور أدوات الترفيه الخفيفة كالتلفزيون والتويتر والفيس بوك، ثقافة السطحية جعلت الناس لا تهتم بالأشياء العميقة المحتاجة لى صبر، البناء العقلي يحتاج إلى صبر ومجاهدة مثل قيام الليل.
*وصفت الفيس بوك بأداة الترفيه السطحية..ألم يكن هو نفسه مفجر ثورة 25 يناير في مصر؟
هذه قراءة اختزالية، الفيس بوك ربط الشباب ببعضهم البعض لكن الثورة في مصر صمود الشعب المصري الحركات المقاومة الناس (الانسجنوا) في الخمسين سنة الأخيرة من عهد ناصر إلى مبارك يمكن (أخدوا مية) الف سنة سجن ديل تزوجوا وأنجبوا شباباً عرفوا معنى الكبت والاضطهاد. كل هذه الأشياء خلقت مزاجاً سياسياً ثقافياً أدى إلى فوضى خلاقة، إلى صمود الإسلاميين إلى صمود اليساريين إلى حرية الصحافة وإلى التعرية التي حدثت للنخبة الحاكمة. والآليات الفيس بوك والتويتر فقط كانت أداة تواصل (يعني الليلة لو جبتي عود ثقاب جدعتيه في منطقة غير ملوثة ينطفئ في دقائق لكن لو جدعناه في بنزين طوالي حريق) لذلك التويتر والفيس بوك وقع على مناطق ملتهبة، مناطق قابلة للانفجار فانفجرت وأطاحت بالنظام.
حوار: هبة الله صلاح الدين: صحيفة حكايات
الغناء محرم عند جمهور أهل العلم وإذا كان معه آلة لهو كالموسيقى والعود والرباب ونحو ذلك حرم بإجماع المسلمين .
ومن أدلة ذلك قول الله سبحانه : سورة لقمان الآية 6وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فسره جمهور المفسرين : بالغناء ، وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقسم على ذلك ويقول : ( إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل ) وفي الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف الحديث رواه البخاري في صحيحه معلقا مجزوما به ورواه غيره بأسانيد صحيحة، والمعازف هي : الغناء وآلات اللهو وبهذا يعلم أن هذا الذي أفتى – إن صح النقل – بمشروعية الغناء قد قال على الله بغير علم وأفتى فتوى باطلة؛ سوف يسأل عنها يوم القيامة …….وجماعة الأخوان المسلمين جماعة منحرفة في المنهج والسلوك أسسها الصوفي الحصافي حسن البنا ونظّر لها التكفيري سيد قطب عليهم من الله تعالى ما يستحقون، لذلك لا تستغرب من جهل هذه الجماعة بدين الله الحق
رائع يا دكتور حسن – شكراً للأستاذة المحاورة.
فعلاً الدكتور دا فاهم ونحنا بصراحة ما عايزين ناس متشددين .
هسه يجيك واحد داخل توش يقول ليك الغناء حرام . معقول دا ؟ على طول كدا ؟
هسه لو سمعت اغنية انا سوداني بكلماتها السامية حرام ؟؟
وماذا لو سمعت اغنية عاشميق الاصم ؟
وكمان اغنية وطن الجدود .
واغنية البشيل فوق الدبر ما بميل .
واغنية الفارس الجحجاح .
واغنية بتريد اللطام اسد الكداد الزام هزيت البلد من اليمن للشام .
دي اغاني فيها تربية وطنية .
احتراما وتقديرا أستاذ حسن مكي.
سيدنا موسى عليه السلام اجتهد مع بني اسرائيل وعندما عبربهم البحر رأوا قوما لهم إله فقالوا له اجعل لنا الأهالي مثلما لهم إله. فهل هذا الموقف كشف عورة دعوه ورسالة سيدنا موسى عليه السلام.
محمود الله يرحمو ويغفر ليهو .. وبالمقابل يغتس حجرك وامثالك ويريحنا منكم .. غير النضم والتنظير مالقينا منكم التكتح .. وكل واحد فيكم يدوهو قرشين ويسموهو مفكر وخبير وباحث والالقاب المجعلصه الماعندها معنى وخاويه خواكم وخواء الاداكم ليها .. ويجى يقدنا بكلام مابينفع غير فى الكتب ..
محمود عبد العزيز كان بسيطا .. فطريا .. يتعامل على سجيته دون تكلف او ادعاء ( وده عكس صورتك المنشورة دائما مع مواضيعك الهايفه هيافة العملوها موضوع ) .. عشان كده الناس كلها حبت محمود .. مش لانو بيعمل ليهم ولا بيديهم ولا وعدهم باوهامكم الكل يوم طالعين لينا بيها دى .. لكن لانو مابيعرف غير يغنى .. والغنى من القلب بيوصل للقلب .. اسال ربك يديك واحد على الف من معجبين محمود القاعدين يدعو ليهو فى كل لحظه ..
والفكر والسياسة لايجتمعان الا لفاقدى الهوية والمدعين .. لان الاول هو مايرتقى بالانسان ويفتح افاقه .. بينما السياسة هى القذارة بعينها ولا شىء سواها ..
رحم الله محمود عبد العزيز .. ومعجبى محمود عبد العزيز .. والهمهم واله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون
[B]انتا كدي ألقي اليدفنك بعد تموت مجرد منظراتي ..ليس خواء للشباب بل مظهر من مظاهر الحب ومن احبه الله حبب فيه الخلق[/B]