رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : أسامة والبارود والنمور الإفريقية

[JUSTIFY]لا ينتعش اقتصاد بلد لصالح معيشة وخدمات المواطنين فيه إلا بالاكتفاء الذاتي في كل شيء أو بالاعتماد على عائدات الصادرات. والسودان يواجه مشكلة هذه الأخيرة خاصة بعد انفصال إقليم جنوب السودان الذي يحتضن آبار النفط الغزير.. وإن قلنا إن السودان يمكن أن يستفيد من رسومه بعد الانفصال، فإن الحروب هناك لن تفسح المجال الواسع لذلك. وفي الماضي كان الجيش السوداني يحمي تلك البقاع التي امتزج فيها الآن الدم بالتراب.

لكن إذا لم يكن هنا ما تصدّره البلاد بأحجام تنعش اقتصاد البلد، فهل من سبيل إلى إنتاج حلول اقتصادية على الأقل للمستقبل القريب؟!
إن مؤسسة سودان فاونديشن التي يقودها المهندس أسامة عبد اللَّه والأستاذ محمد عوض البارودي تقول إنها يمكن أن تملأ الفراغ الاقتصادي الذي تعيشه البلاد. وإنها يمكن أن تحتوي حالة العطالة المتفاقمة كل ما مر يوم جديد.

وإذا كانت العبرة بالنتائج، فهل بإمكان هذه المؤسسة الشبابية أن تستنسخ ولو بصورة أخرى همة وعزيمة النمور الآسيوية في الصين واليابان وكوريا الجنوبية؟!. أي هل ستجعل «فاونديشن» شباب السودان الحالي والقادم بإذن اللَّه هم النمور الإفريقية؟!. لا أظن أن الكلمة الطويلة التي تحضنها المطوية الزرقاء المزينة برسم كحناء النساء في هذا العصر وأن الكلمة الأطول التي ألقاها يوم التَّناد الشبابي أمس أسامة عبد اللَّه.. لا أظن أنها أقل من كلمات التحفيز التي أسمعها ثوار التنمية في شرق آسيا للشباب بعد الحرب العالمية الثانية. ونحن الآن في مرحلة الجمهورية الثانية بعد أن استجار الجنوب من رمضاء التبعية للخرطوم بنار التبعية للنفوذ الأمريكي والصهيوني، ليس أمامنا إلا أن نرفع وننفذ في ذات الوقت شعار من لا ينتج لا يستهلك. ونستعيد تلك الشعارات التي ذهبت أدراج الرياح مثل «بالإنتاج لن نحتاج».

أسامة عبد اللَّه الآن في ثوب عمل غير رسمي وغير تنظيمي كما كان في السابق إنه في ثوب عمل شعبي، وإذا كان البعض يرى نجاحه في تحقيق إنجازات من خلال موقع رسمي، فهل يمكن أن يعيد إنتاج النجاح وهو في موقع شعبي من خلال سودان فاونديشن؟!
بكل صراحة لا يستغني مواطن سوداني من جهد تبذله أية جهة يصب في اتجاه امتصاص العطالة والبطالة، وفتح فرص للعمل لكل شاب يريد أن يعيش حياة مستقرة. وبمجرد انطلاق مشروع للشباب يقوده خبراء في مجال إدارة شؤون الشباب مثل أسامة الذي كان أميناً للشباب بالحزب الحاكم، فإن هذا من شأنه أن دخل الفأل في نفوس الذين كادوا ييأسون من أن يكون مستقبلهم مشرقاً.
إن عهد سودان فاونديشن الذي قطعته من خلال كلمة أسامة يوم أمس يستشرف أملاً في أن يستقبل الشباب مرحلة قادمة تغنيهم عن المساعي لرفع عقوبات عام «1997م» عن السودان، وعن انتظار حل مشكلة الجنوب التي قد تطول كما يبدو. إن الأرض السودانة الخصبة تنتج ما يحقق الاكتفاء الذاتي ويتجاوزه إلى الصادر لاستيراد الخام، ليكون السودان دولة النمور الإفريقية. والعبرة بالعمل.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]