رأي ومقالات

جلال الدين محمد إبراهيم : إنهم يصنعون الفساد


[JUSTIFY]ما عرفت هل أضحك حزناً.. أن أبكي فرحاً من موقف شخص يدعي أنه وطني.. ويطالب مجلس الأمن أن يفرض حظر طيران في منطقة داخل البلاد.. بل يسعي إلي أن يصنع لنا تدخلاًً أجنبياً في البلاد.. والمصيبة يدعي أنه مناضل ووطني.

من لا يعرف الفرق بين معارضة الحكومة ومعارضة الدولة.. عليه أن يرجع تاني ويدرس ويعيد مرحلة (الروضة في الوطنية).. بعض الأحزاب في الساحة؛؛ تقع بكل أسف تحت قيادة عقول تنافس عقول “الحمير” في مستوي الجهل والغباء… والمصيبة يدعون أنهم وطنيون بل البعض يدعي أنه مفكر ومنتج للفكر والعبقرية.. لا يحزنني أمثالهم ولكن يحزنني من يتبعهم بجه وبموجب تضليل منهم.

والأنكأ والأمر قبل أيام اتصل بي احد الأشخاص… يشكو لي من ممارسات في داخل منظومة حزبه (وأترفع عن ذكر اسم الحزب هنا).. وهذا الشخص كان يضحك كمن يبكي.. وصوته يئن من بين التحسر وبين البكاء الدواخل علي ما يصنعه الجهلاء في قيادة حزبه علي حد وصفه للمشكلة.

وقال لي لقد وجد أن الحزب الذي ينتمي له هو فيه دكتاتورية ممزوجة بجهل إداري في قرارات ضاربة بجذورها إلي الأعماق الساحقة من مكونات منظومة حزبه.. وضرب لي أمثالاً كثيرة منها علي سبيل المثال.. أن توزيع المناصب يتم بموجب الولاء إلي بعض القيادات والتي شكلت داخل الحزب مجموعة ولاءات خاصة بأسماء بعض القياديين.. ومن أهم مميزات العضوية المقربة من القيادات هي مستوي ما يتمتع به العضو من “غباء وسطحية” حتي تكون هنالك سهولة في قياداته دون إبداء أي اعتراض أو سؤال منه.

ثم استرسل في شرح تفصيلي عن مخالفة قيادات حزبه لمعظم قواعد نصوص وثيقة التأسيس في حزبه وأن الحزب في وادٍ الوثيقة التأسيسية للحزب في وادٍ آخر.. وقال لي: إن أكبر مصيبة واجهته عندما تحدث بهذا الخصوص مع أحد أهم قيادات حزبه المعني.. فقال له ذلك القيادي: بسيطة نعدل الوثيقة حتي تطابق الواقع من مخالفات فتختفي المخالفات وفقاً لبنود الوثيقة المعدلة.

للأمانة لم أعرف أضحك أم أبكي مما قال فقلت له: إن هذه هي العبقرية التي جعلتنا نتخلف منذ الاستقلال وحتي اليوم.. بالله عزيزي القارئ.. أضحك معي علي هذا الحال واسكب الدموع علي الوطن والحال.. فعندما يكون بعض قيادات أحزابنا مجرد (ترزية) يفصلون القوانين علي هوي.. كمن يفصلون (سراويل) ليناسب مقاس جهلهم.. وينادون في الساحات والندوات بشعارات هي للنفاق السياسي والضحك علي المواطن البسيط.

قلت له يا صديقي هؤلاء ربما يؤمنون بالمقولة التي تقول: (ما وضعت القوانين إلا من أجل أن تخالف).. وأن تمت زنقتهم ( مثل زنقة القذافي في مساورة مجاري).. تتغير القواني ولا تتغير الأخطاء… وتفصل القوانين حتي تستوعب فسادهم ليصبح الفساد وفقاً للقانون.. فتسقط تهم الفساد الموجهة إليهم.. وبرضو بالقانون وبموجب اللوائح الداخلية المفصلة وفقاً لمقصات، وترقيع (الترزية).. ومن عجب.. يلعلعون في ساحات الندوات كذباً ونفاقاً أنهم ضد الفساد.. وهم صناع الفساد بل وعرابو قوانين ولوائح الفساد.

صحيفة التيار
ع.ش[/JUSTIFY]