حوارات ولقاءات

جمال الوالي: من كان أهله من فداسي والصوفي الأزرق لا يخلط الآيات بالأمثال


أنا من ذرية حفظة القرآن وما حدث لي أعتبره ابتلاءً من المولى عز وجل البشير ابن بلد وصاحب شخصية نفاذة وحضور ذهني طاغ وأعتبره من أولي العزم واجهت معارضةً مدمرة لا يسرها أي نجاح يحققه المريخ في عهد رئاستي للنادي إمكاناتي المادية متوسطة.. لم أخطط لامتلاك صحف وتخليت عن صحيفة الزعيم لآخرين لولا جمهور المريخ لما بقيت أحد عشر عاماً.. أنصار الأحمر أحاطوني بمحبة كبيرة إيداهور لا يعوض.. تمنيت استمرار علاء الزهرة وتسرعنا في الاستغناء عن كاربوني

++ جمال الوالي.. أو (الوالي الغالي) كما تلقبه جماهير نادي المريخ حباً فيه، شخصية متعددة الأبعاد، رجل أعمال ورياضي وبرلماني وصاحب اهتمامات وأنشطة متعددة، نال شهرة كبيرة عقب توليه رئاسة النادي الكبير، وفرض نفسه في مجتمعات الرياضة والإعلام والمال والأعمال، وحظي بقبول كبير، لم يعصمه من التعرض لانتقادات عديدة، منها الرياضي ومنها السياسي. الوالي رجل بشوش، اجتماعي، يحب الاختلاط بالناس والتواصل معهم.. عرف بالوداعة والهدوء، لكن هدوءه يتحول إلى عواصف من الغضب أحياناً، فيندفع للرد على منتقديه بقسوة غير معهودة فيه، وهو يبرر تلك القسوة بأنها ناتجة عن كثرة التجني، وتوالي الاستهداف وتعمد الظلم ممن لا يرون فيه شيئاً جميلاً.. حاورناه على مدى ساعتين أو يزيد، فأخرج لنا مكنونات صدره ولم يرفض الإجابة عن أي سؤال، بقدر ما طلب المزيد، وكانت لنا معه المحصلة التالية:

الخرطوم – رئيس التحرير:

* هناك اتهامات كثيرة ترددت بحقك حول علاقات عمل تربطك بشخصيات نافذة واجتهادك لفتح حسابات في بنوك أجنبية، ما ردك؟

أنا لست بحاجة للرد على مثل هذه الاتهامات الباطلة. المولى عز وجل أكرمني بالتعامل مع مبالغ ضخمة من المال قبل أن يعرف السودان ثورة البترول وخلال الفترة التي أدرت فيها أعمال صلاح إدريس في السودان تعاملت مع مئات الملايين كن الدولارات. الاتهامات التي تقذذف بلا دليل في بعض المواقع والمنتديات الالكترونية والتشكيك الذي يتم في أخلاق النزيهين والشرفاء أخطر على السودان من الفساد. نحن ما زلنا شعب له موروثاته وقيمه وأخلاقه التي تعصمنا من الوقوع في الزلل. أتحدى أي شخص يمتلك دليل يشير إلى أننا مارسنا أي فساد أن يتقدم به اليوم قبل الغد. سيرتي نظيفة ويدي ناصعة وما يردده عني بعض الساقطين لا يهمني.

* هناك اتهام آخر مفاده أنك تتهاون في حقوق المريخ مع الاتحاد العام بسبب علاقتك الشخصية مع رئيسه الدكتور معتصم جعفر، ما ردك؟

التعامل مع الاتحاد العام يتم عادةً بوساطة الأمانة العامة وليس عن طريق رئيس النادي، ولم يحدث أن اعترضت على أي قرار اتخذته الأمانة العامة، ولم يحدث أن ألغيت لها قراراً أو خالفت موقفاً، علاوةً على ذلك فقد حدثت خلافات وتجاذبات عديدة مع الاتحاد العام خلال فترة رئاستي للمريخ، ووصلت حد رفض أداء نهائي بطولة كأس السودان عندما أقدم الاتحاد على تعديل مواعيد نهائي البطولة، وبرمجها قبل نهائي الدوري بلا أي مبرر.

* أنصار المريخ وإعلامه يتهمون الاتحاد العام بظلم ناديهم، ما تعليقك؟

المريخ تعرض إلى ظلم مؤثر في بعض المواقف، وعانى من أخطاء التحكيم في العديد من المباريات، فقدنا بطولات بسبب قرارات تحكيمية خاطئة، علاوةً على ذلك أعتقد أن العمل الضخم الذي تم في المريخ خلال السنوات الأخيرة جعل الكثيرين ينظرون إليه على أنه (نادٍ سوبر) ودفع بقية الفرق إلى تقديم أفضل ما لديها أمامه وجعلها تلعب أمامه بقوة وحماس شديد، هناك انحياز حدث بفعل موازنات مرفوضة أثرت على سير التنافس الكروي، ونحن نرصد ما يحدث أولا بأول، ونجتهد للمحافظة على حقوق نادينا، ولا نفرط فيها مطلقاً.

* قبل فترة أجرت معك فضائية (قوون) الرياضية حوارا أثار ردود أفعال عنيفة بزعم أنك رددت مثلاً شعبياً على أنه من آي الذكر الحكيم، ما قولك؟

كنت منفعلاً بسبب اتهامات رماها في وجهي أحد المحامين، وقد وجه لي إساءات بالغة واتهمني بالتدخل في الشأن الفني والتأثير على المدربين، وشكك في ذمتي المالية وزعم أنني تلقيت أموالاً من خارج السودان وسجلتها باسمي كتبرعات للمريخ، وقال حديثاً كثيراً لا نصيب له من الصحة، وعندما شرعت في الرد عليه كنت أريد أن أستدل بقول المولى عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) فقاطعني مقدم البرنامج وقال إنه يمتلك محاور أخرى وسألني فرددت عليه بمقولة: (العارف عزو مستريح) وواصلت حديثي، لكن المشاهدين لم يرصدوا حديث المذيع معي لأنه كان خارج إطار الشاشة وظن كثيرون أنني بدلت الآية بالمثل.. من يريدون تجهيلي لا يعرفون أنني نشأت في قرية صغيرة على ضفاف النيل الأزرق أهم ما يميزها القرآن الكريم، فداسي بلد القرآن، فيها بدأت تعليمي منذ أن كنت في الثالثة من عمري، ودخلت خلوة الفكي زين العابدين التي تفتح على باب منزلنا، وفيها تم تلقيني آي الذكر الحكيم مع أقراني على يد الشيخ المبارك وختمت القرآن قراءةً قبل أن أدخل المرحلة الابتدائية، كما تشرفت بتلاوة القرآن وتلقي أصول العلم على أيدي شيوخ أجلاء، منهم الشيخ الأمير الدرديري والشيخ رملي والشيخ البشير مالك والشيخ الفكي صالح والشيخ الطاهر الدرديري والشيخ محمد علي مجذوب والشيخ صديق عبد الحي كما تتلمذت على يد الأستاذ محمد أحمد إبراهيم والدكتور بابكر الأمين وغيرهم.. سمعنا أحاديثهم ونهلنا من علومهم ونحن في بواكير الصبا، لا أزعم أنني فقيه أو خطيب مفوه ولا أدعي أنني بحر العلوم، ولكنني أقول بكل ثقة من كان أهله من فداسي والصوفي لا يخلط بين آية قرآنية ومثل شعبي، حتى الجهلة وغير المسلمين والملحدين لا يمكن أن يفعلوا ذلك، أنا جمال الوالي ابن فقيه حافظ للقرآن ولا يمكن أن أخلط بين آية ومثل، ومع ذلك أقول جل من لا يخطئ، ولو حدث ذلك من باب العجلة أو السهو أو النسيان فيكفي أن استعصم بقول المولى عز وجل (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [البقرة/286].

* تعرضت إلى هجوم عنيف بسبب الواقعة المذكورة، وسخر منك كثيرون، كيف تعاملت مع الأمر؟

من اتخذوا الأمر مدعاةً للسخرية والتهكم أحسب أنهم رفعوني درجات عند ربي، وأنا لم أتأثر بفعلهم وأرجو أن يصب فعلهم في ميزان حسناتي، لا آبه لهم، ولم أشغل نفسي بالرد عيهم، لأنني أعلم المقاصد والدوافع المحركة لفعلهم، ما حدث لي أعتبره ابتلاءً من المولى عز وجل، أنا من ذرية حفظة القرآن، نشأت وترعرعت في بيئة دينية، وأهلي أهل قرآن، أهلي من جهة والدتي من فداسي الحليماب، وفيها ولدت على أصوات المرتلين، وأهلي من جهة والدي من الصوفي الأزرق بالقضارف، وآل الأزرق أهل علمٍ ودين، منهم الشيخ مجذوب الأزرق والشيخ عثمان الأزرق والشيخ أحمد الأزرق وغيرهم، وعلم هؤلاء وتدينهم معلوم للكافة، هؤلاء هم أهلي، وأنا أتشرف بهم لأنهم ربوني على طاعة الله، وحببوا لي ذكر الله وطاعاته، من كانت مرجعيته مثل من ذكرت لا يمكن أن يخلط الآيات بالأمثال.

علاوةً على كل ذلك أريد أن أثبت هنا أن الحملة التي استهدفتني حملت في جوفها وجهاً جميلاً، لأن بعض الأخيار انبروا للرد عليها، وأنا أشكر كل من كتبوا كلماتٍ طيبةٍ في حقي من واقع معرفتهم بي، والشيء من معدنه لا يستغرب، أما من حاولوا تسويد صحائفي بالسخرية والتهكيم فأرد عليهم بقول المولى عز وجل في سورة الحجرات: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).

* جمال الوالي يجلس على قمة قناة الشروق الفضائية رئيساً لمجلس إدارتها، ويمتلك صحيفتي السوداني السياسية والزعيم الرياضية، هل تريد أن تبني مملكة إعلامية وتصبح (روبرت مردوخ) السوداني؟

أنا صاحب إمكانات مادية متوسطة، لست غنياً لهذا الحد، مجال الإعلام ساقتني إليه الأقدار، لم أخطط لامتلاك صحف، صحيفة السوداني أمتلك 75 في المائة من أسهمها، أما (الزعيم) الرياضية فليست مملوكة لي حالياً، لأنني تخليت عنها لآخرين، علماً أنني اشتريتها في الأصل حباً في اسمها، لأنه يماثل لقب المريخ (الزعيم)، وأحببت أن أحتفظ به للنادي.

* يتحدث كثيرون عن علاقتك المتميزة بالرئيس، وعن قربك منه، ما رأيك فيه؟

علاقتي بالرئيس وأشقائه وأسرته بدأت في العام 1990 وهي صلة شخصية وأخوية بعيدة كل البعد عن السياسة، البشير زول بسيط وابن بلد وصاحب شخصية نفاذة وحضور ذهني طاغ، علاوةً على ذلك فهو متدين يخشى الله ويرقبه في كل قراراته وخطواته، ويتعامل مع الناس بشفافية عالية، البشير شخص خلوق وأنا أعتبره من أولي العزم، يصلي في المساجد، ويصوم يومين في الأسبوع ويتلو القرآن بكرةً وعشية، وهو كما أعرفه متوكل بطبعه، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

* صف لنا علاقتك بأنصار المريخ.

يصعب عليّ أن أوفي تلك العلاقة حقها، أقول ببساطة وصراحة لولا جمهور المريخ لما بقيت في رئاسة النادي أحد عشر عاماً، جئت بتكليف محدد، لأقود لجنة تسيير يمتد أمدها ستة أشهر أو يزيد قليلاً، فامتدت الشهور إلى سنوات بأمر أنصار المريخ، الذين وضعوا ثقتهم في شخصي، وآزروني وساندوني وظلوا يطالبونني بالبقاء واستمراري، استقلت عدة مرات لأفتح الباب لآخرين كي يواصلوا المسيرة وظل جمهور المريخ يلح عليّ كي أعود، كما حرص على انتخابي بالتزكية في كل جمعية، وظل كبار المريخ يقدمونني لرئاسة النادي المرة تلو الأخرى، ويخلون المقعد لي لأستمر فيه بلا منافس، علاوةً على ذلك ظل أنصار النادي يحيطونني بمظاهر المحبة أينما ذهبت، ويكرمون وفادتي ويرددون كلاماً طيباً على مسامعي، تلك المساندة استمرت حتى في أوقات الهزائم، ولم تتوقف حتى في أشد حالات الإحباط، وأنا ممتن لجمهور المريخ لأنني لم أر جمهوراً في صفويته ووفائه، أقول بملء فاهي إنني اجتهدت وقدمت كل ما أملك وفوق ما أملك لإسعاد جمهور المريخ، وما زلت أشعر أنني مقصر لأنه يستحق أكثر.

جمهور المريخ أكبر دليل على صفوية المجتمع الأحمر، عندما يقابلني مشجع بسيط ويحييني ويسألني عن المريخ أشعر بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقي، لأنني أعلم مدى الحب الذي يكنه أنصار الأحمر لناديهم، أمضيت أحد عشر عاماً في رئاسة النادي وأرغب في الترجل، لكن علاقتي مع المريخ لن تنفصم، ولن تضعف، بل ستقوى، كما أن دعمي للنادي لن يتوقف، أرغب في نيل قسط من الراحة لأن العمل في قيادة نادٍ يشجعه الملايين منهك جداً ومرهق حتى للأعصاب، في أحيان كثيرة أعجز عن متابعة المباريات المهمة، وأفضل معرفة النتيجة بعد نهايتها، لأنني لا أحتمل رؤية المريخ مهزوماً، أقول بكل صدق إن خروج المريخ المبكر من البطولة الإفريقية في العام الحالي أدمى قلبي، وأحزنني لأنني شعرت بمدى الحزن الذي سيطر على أنصار النادي بعده، أنا أحب المريخ بصدق، وأحب أن أشاهد البسمة في وجوه أنصاره، حتى كبار المريخ وجدت عندهم ما يفوق الوصف من المحبة والدعم والمساندة وأنا ممتن لهم.

* لاعب ارتدى شعار المريخ خلال حقبتك واحتل مكاناً في قلبك؟

الراحل إندورانس إيداهور، لاعب يصعب تعويضه، مقاتل وهداف وصاحب شخصية قوية، تعاقدنا معه محترفاً فأحب المريخ وقاده لتحقيق أجمل الانتصارات، وبوجوده هزمنا العديد من الفرق الكبيرة ووصلنا نهائي الكونفدرالية ونهائي سيكافا وقد حزنت لوفاته بشدة.

* لاعب تمنيت استمراره مع المريخ؟

العراقي علاء الزهرة لأنه موهوب وصاحب أهداف جميلة.

* مدرب عمل في فترتك ووضع بصمة على أداء المريخ.

البرازيلي كاربوني، أعتقد أننا تسرعنا في إبعاده لأنه متمكن وصاحب فكر كروي عالٍ وخبرة تدريبية نوعية.

* إداري مريخي؟

كثيرون.. كل كبار المريخ محببون إلى قلبي، رئيس الرؤساء مهدي الفكي رحمة الله عليه كان بمثابة الأب وظل نعم الناصح والموجه، لم يبخل عليّ بالدعم وقدم لي خلاصة خبراته في المريخ، وقد حزنت لوفاته، واعتبرته فقداً لا يعوض، ومنهم العمدة الفاتح المقبول رحمة الله عليه، كان سندي وعوني، وقف معي وساندني بيده ولسانه ولم يبخل علي بالنصح، ومن الأحياء كل الكبار بمن فيهم حكيم المريخ حسن محمد عبد الله والأستاذ طه صالح شريف ومحمد الياس محجوب والقبطان حاج حسن عثمان وفؤاد التوم والفريق منصور عبد الرحيم والفريق فاروق حسن وكل الكبار، وكما ذكرت فإن تعدادهم صعب، وأخشى أن تسقط الذاكرة بعضهم لأنني أحبهم وأحترمهم ولا أرغب في أن أجرح أحدهم، كلهم وقفوا معي بقوة وساندوني طيلة فترتي في المريخ، وما ضرني إن أساء لي بعض الصغار.

* تسلمت الرئاسة خلفاً لود الياس، ماذا تقول عنه؟

إداري رقم واسم كبير في المريخ، يمتلك الخبرة والشجاعة اللازمة للجهر برأيه في كل الظروف، وأفضل ما فيه أنه لا يداهن ولا يغتاب، ويقول حديثه على الملأ، ويدلي بآرائه في كل قضايا المريخ بلا تردد ولا يجامل، أحترم شجاعته، وأشكره على دعمه لي، وأعتبره شاهد عيان على من يدعون الحرص على مصلحة المريخ وهم بعيدون كل البعد عنها.

* رأيك في إعلام المريخ؟

أبناء المريخ، يدعمون ناديهم ويحرسونه بأقلامهم ويتفانون في ربط جماهيره به وأحفظ لهم أنهم يعرفون قدر الرجال ويحترمون كبار المريخ، ويعلمون أن مصلحة النادي تكمن في دعم استقراره وليس في تجريح قياداته، معظم إعلاميي المريخ ساندوني ودعموا المجالس التي قدتها، ومنهم من شارك في النفرات التي نظمناها لإعادة تأهيل النادي والإستاد وأحضروا شاحنات محملة بمواد البناء ومنهم من تبرع بماله للمريخ، وبالطبع هناك فئة ناشزة، تفرغت لذمنا والحط من قدرنا ولم تدعمنا، بل اجتهدت في تبخيس ما أنجزناه، وهؤلاء لا نأبه لهم، وقديما قيل (آفة النصح أن يكون جدالاً).

* رأيك في علاقة المريخ بالهلال؟

لا مريخ بلا هلال، ولا هلال بلا مريخ، تلك حقيقة، عافية الكرة السودانية من عافية العملاقين، العلاقة بينهما ستظل قوية وممتدة مهما حاول المتشنجون إفسادها، الرياضة لا تحتمل الكراهية، وما من بيت في السودان يخلو من وجود مريخابي وهلالابي فيه، خلال فترتي في رئاسة المريخ سعيت إلى تقوية أواصر التعاون مع الهلال، واجتهدت لتحسين العلاقة معه وأظن أنني أنجزت الكثير في ذلك الملف.

* قيادات رياضية التقيت بها خلال فترة رئاستك للمريخ؟

كل قادة كرة القدم في العالم تقريباً، بلاتر وحياتو ومحمد بن همام وبلاتيني وراوراوة ورؤساء أندية خليجية وعربية وإفريقية وأوروبية، منهم الإيطالي ماسيمو موارتي رئيس إنترميلان الإيطالي، ولن أذيع سراً إذا ما ذكرت أن الإنتر كان قريباً من زيارة السودان لملاقاة المريخ، وأن ظروف انشغال المريخ بأداء مباراة في البطولة العربية بالمغرب عطلت الزيارة، ومن أهم الذين التقيت بهم ونشأت بيني وبينه علاقة طيبة خوان لابورتا الرئيس السابق لنادي برشلونة الإسباني وغيره كثيرون.

* علاقتك بالفن؟

جيدة، أنا مستمع جيد لكل درر الغناء السوداني وصديق لمعظم الفنانين وأميل إلى القديم.

* أمر أثار استياءك في المريخ؟

أنني واجهت معارضةً مدمرة لا يسرها أي نجاح يحققه المريخ في عهد رئاسة جمال الوالي للنادي، بل إن بعضهم ظل يفرح لانكسارات المريخ ويدبج المقالات ويجري الحوارات التلفزيونية لمجرد تعثر المريخ بالتعادل، وأنا أفضل أن أبتعد عن رئاسة النادي كي لا يضار المريخ من أمثال هؤلاء، لأنهم لن يتركوه يتقدم ما دمت رئيساً له، وأنا أتساءل: متى يبلغ البنيان يوم تمامه إذا كنت تبني وغيرك يهدم؟ هناك من زعم أنني لاحقته كي يعمل معي وأنا أقول إن وجوده لم يكن ليضيف شيئاً ورفضه لم يخصم شيئاً من واقع علمي التام بحقيقة قدراته، أحياناً مثل هذه الطلبات تأتي من باب المجاملة لا أكثر، سأذيع سراً مفاده أن أحد من تولوا منصباً قيادياً بارزا في عهدي فرح لخسارة المريخ في إحدى المباريات خلال الموسم الحالي وقابل صديقاً له ممن يؤيدوننا وقال له: (جماعتك اترشوا)، عندما سمعت تلك العبارة شعرت بالاستياء الشديد، وأحسست برغبة قوية في الابتعاد عن رئاسة المريخ لأنني علمت أن هؤلاء لا يريدون للنادي خيراً بوجودي، وفي الوقت نفسه أقول إن بعض من عارضونا قدموا لنا آراء موضوعية ونقداً هادفاً استفدنا منه، لأنهم ابتعدوا عن التجريح ونأوا بأنفسهم عن الإساءات ولم يجنحوا إلى الإسفاف، هؤلاء نحترمهم ونقدر آراءهم ونستمع إليهم وننفذ مقترحاتهم إذا اقتنعنا بجدواها، ويجدون منا كل تقدير.

* خلاصة قولك في هذا الحوار؟

أتمنى وأرجو أن تنتقل المحبة والمودة التي يكنها أهل الرياضة لبعضهم البعض إلى أهل السياسة، وأن يتمتع الساسة بالروح الرياضية ليتقبلوا بعضهم، ولو فعلوا ذلك فستزول معظم مشاكل السودان بسهولة، خلال العام المنصرم فقدت اختي وابن اختي ووالدتي في وقتٍ وجيز، فتدافع كل الرياضيين وشاركوني الأحزان، وخففوها عني وأنا ممتن لهم، تلك المحن كشفت لي معدن الرياضيين الأصيل.

صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد

  1. يا الوالي اذا انت بتاع ومن حفظه القرأن تقول عمر البشير من اولياء العزم …ومعروف اولياء العزم من الرسل وهم نوح وابراهيم وموسي وعيسي ومحمد عليه افضل السلام …من الافضل ان تقول ذو عزيمه قويه ان كان كذلك ….ولكن لجهلك بالقرأن وبالدين وجريك وراء البزنس جعلك تتخبط في القرأن وتدعي انك من حفظه القرأن …اتقي الله

  2. يا حمار الوادى صاحب المقولة الشهيرة العارف عزو مستريح …دليل جهلك ودليل المحنة الواقع فيها السودان من امثالك الجهلة الحاكمين البلد…الله يطيركم ببركة رمضان يارب

  3. حقيقة والله انت ود اصول ان شاء ربنا يوفقك ويسدد خطاك لما يحب ويرضى

  4. في زول فاهم حاجه اسي من كلام فارغ ده –البتقول فيهو ده كلام فاضى لو
    عندك القروش ماتنفقها في مرضى الكلى والمكينات المعطله فى المستشفيات
    والارامل واليتامى والمساكين والمحرومين—
    بلا كوره بلا كلام فارغ معاك بلا حرق عمته فى الاستاد

  5. بالرغم من هلاليتي الطاغيه الا انني اكن احتراما كبير لهذا الرجل المهذب البشوش المحترم ابن البلد الاصيل صاحب الاخلاق العاليه في زمن ندر ان تجد رجلا بهذه الصفات واقول للاخ جمال لا تكترث لهؤلا المغرضين فكل صاحب نعمه محسود وكل صاحب موهبه او مال يقال فيه ما لم يقله مالك في الخمر (والله دا حرامي ودا امو بتبيع الكسره ودا اختو بتبيع الشاي ودا خالتو بتبيع العرقي ودا لمن كان صغير كان ….) عبارات قاتله لتدمير الشخصيه المستهدفه معنويا بسبب العجز عن اللحاق بها اجتماعيا وماديا مما سبب التحطيم والتدمير لكثير من المواهب في شتي المجالات بدلا من رعايتها وصقلها حتي اصبحنا امه عقيمه عن انجاب العظماء والنوابغ .

  6. الشريط الممتد على النيل الأزرق بالشرق وبالغرب من سوبا وحتى الدمازين ( وهو الشريط الذي أشر عليه المتمرد الهالك جون قرنق بالتصفية والإزالة الحاقدة ) هذا الموضع من السودان هو كنز السودان وذخيرته من العلم والمعرفة والتعليم والصلاح والتقوى والقيام على كل ذلك وهو الذي شهد حضارة السودان العلمية وتكوين الشخصية الذاتية للسودان الخيـــّر النامي والمتسامي والمتسامح سودان الوسطية غير النــزاع إلى الحديــة , معظم البيوتات التي بنت الخلاوي وشيدت المسايد وقادت التعليم وأنارت سماء السودان بنور القرآن هي من هذا الشريط وإن شئت عددتها لكم ابتداء من مسيد ود عيسى ( قرية المسيد ) وألتــي والتكينة والبشاقرات والهلالية وام دقرسـي ( وفيها مسيدان ) وود الماجدي وأبوعشر والشيخ البصير والحلاوين والعمارة أربــجي ورفاعة وود الفادني وود هجــا والدوينيب شرقاً وغرباً وفــداسي وأبوفروع ( هل سمعتم بالشيخ محمد الأمين القرشي الذي أسلم على يديه الآلاف وترك القضاء وتفرغ للدعوة في مناطق جبال النوبة العميقة التي كان أهلها عراة من الدنيا ومن الدين ؟ رحم الله هذا القاضي الذي سمعت منه هذا أول السبعينات وأنا يافع, كل ذلك !! وإن شئت عددت ما لا يحتمله هذا التعليق من الكريمت وطيبة الشيخ عبد الباقي والنخيرة وام ضبان وطابت والشكينيبة وود ابوصالح ..إلخ من الجهات الدينية التي حملت لواء الدين وتحفيظ القرآن والحفاظ على أسس السودان المسلم وقدمت كل ذلك للسودان ولكل من شاء من مواطنيه وغيرهم دون منّ ولا أذىً , أقول هذا وأنا من مناطق شمال كردفان وهي مناطق بــدوية لا توجد فيها إلا مسايد وخلاوي معدودة والذين يحفظون القرآن من مناطقنا هذه ,إنما درسوه في ( البــحر ) والمقصود بالبحر عندنا هي هذه المناطق المباركة التي ذكرتها على الشريط النيلي وأعظم خلوة فيه هي خلوة ود الفادني بارك الله فيها وفي القائمين عليها, وقرية فداسي التي ينتمي إليها الوالي قريبة جداً من ود الفادني وأعرف منها أستاذنا الشيخ محمد مصطفى رملي رحمه الله الذي كان أستاذاً للعربية بمعهد ام درمان العلمي , وابنه زميلنا المغيرة والأب وابنه من حفظة القرآن الكريم تأكيداً , هذه هي الجزيرة ســرة السودان الدينية وصــرته ومطمورته الإنسانية وبؤرة البركة فيه أيضاً !! ( والذين أخذوا على جمال الوالي ,ما نفاه, من زلة لسان ربما ينطبق عليهم المثل : الما بريدك يحــدر ليك في الضلمّة )

  7. جمال الوالي ياغالي،،تسلم لأهلك الطييبين،،ونسأل الله العظيم أن يحفظك بنون ويسن من الحسد والعين،،، ويارب مدير للا حمر مدي السنين

  8. شكرا” ليك ياابن فداسي البار بغض النظر عن ميولاتك السياسية او الرياضية ,, فكونو انو تظهر فداسي امام الجميع باجمل صورة فهذه شي يحتزا بة وهو المضمون بالنسبة لي ,,,,, شكرا” فداســــــــــــــــــي