صديق أحمد حمدون..الصوت العـميق الحاضر بين الأجيال

وقراءات متفرقة له من آيات قرآنية تركت الاثر الكبير في نفوس المستمعين من خلال البرنامج الاذاعي الذي كان يقدمه البروفيسور عبد الله الطيب «دراسات في القرآن الكريم» بالاضافة الى دعاء ختمة القرآن الكريم بصوته المحب لما يلتوه للتفسير البسيط الذي طال قلوباً وعقولاً وعقوداً من عمر اهل السودان.
ولد الشيخ صديق احمد حمدون في عام1952م بقرية «الهبيكة» عكود بالقرب من رفاعة، ودرس القرآن وعمره لم يتجاوز الخامسة على يد الفكي احمد المقبول الذي كان يصفه بالفطن، وتدرج في تعلمه حتى صار معلماً للقرآن الكريم وعلومه بجامعة ام درمان الاسلامية مسترشداً بالمنهج الصوفي الذي تربي عليه وترعرع فيه، حيث صار واحداً من رجاله الذين يشار اليهم بالبنان.
مكتبته
كان الشيخ حمدون يحب القراءة وامتلك مكتبة ضخمة شملت مراجع في علم التفسير وسيرة المصطفى صل الله عليه وسلم، وكان حمدون يحب الحكاوي والنكات اللطيفة خفيفة الظل
دراسات في القرآن الكريم
مشاركة حمدون في البرنامج الإذاعي «دراسات في القرآن الكريم» الذي كان يقدمه البروفيسور عبد الله الطيب، أحد اهم البرامج التي استمرت لمدة احد عشر عاماً، وكان البرنامج المفضل لكثير من المستمعين الذين تواصلوا مع صديق احمد حمدون من خلال الاستماع لتلاوته العطرة للقرآن الكريم.
والفترة بين عامي 1958 و1962م هي فترة البرنامج التاريخية، ومازالت الاذاعة السودانية تعيد بث هذا البرنامج من حين لآخر، وكان تفسيراً مبسطاً وعميقاً في آن واحد، مستنبطاً الاحكام وشارحاً لمواطن الاعجاز ومنبهاً لدور المعاني ومعرباً لغريب الكلم وعجيب العبارة.
وقراءته بصوته الندي والعميق واسلوب متفرد في التلاوة، حيث كان للفظ الجلالة وقع في النفوس.
وبعث سفيراً للبلاد في الخارج ممثلاً وسفيراً في كثير من البلدان، ومنها: اندونيسيا وتونس ونيجيريا ومصر وماليزيا.
وقبل وفاته رأى رؤية منامية مضمونها انه في منامه قرأ سورة النصر، وعند استيقاظه نادى ابنته لكي تحضر له كتاب ابن سيرين لتفسير الأحلام الذي فسر له الرؤية بأن من يقرأ سورة النصر في منامه سوف يتوفاه الله بعد سبعة ايام، وان هذه السورة نزلت تنعي الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ان ادى الرسالة.. وتصديقاً لهذه الرؤية ودع الشيخ صديق اهله وكل معارفه وعالج امر معاشه بالجامعة الاسلامية، واخبر اصدقاءه جميعهم وامرهم بحضور التشسيع واسلم روحه لله في يوم 23/10/1985م بعد أن شهدت مراحله العمرية كافة حفظاً تاماً للقرآن الكريم وتدريس علومه.
وأقام مريدو الشيخ صديق أحمد حمدون المركز الاسلامي الذي يحمل اسمه بمدينة ام درمان الثورة الحارة «65» لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه.
صحيفة الإنتباهة
اشتياق الكناني