رأي ومقالات

صلاح أحمد عبدالله : النهاية .. بعد الرواية..؟!

[JUSTIFY]قد يبدأ الإنسان مجتهداً في بداياته الأولى.. ينجح ويستمر في هذا النجاح.. وقد يحاول الكثيرون أن يعطلوا مسيرته المهنية.. ولكن الصمود والإصرار على النجاح يجعله يواصل مسيرته (بهدوء) دون أن تلفت الأعصاب من عقالها.. والعقل من محابسه.. ولا يدري أن النهايات الحزينة قد تكون من أقرب الناس اليه.. وداخل فناء منزله في لحظة (دقيقة).. فاصلة بين الحقيقة التي هي في أحيان كثيرة أغرب من الخيال.. وحتى لو كان (المرسوم) رواية جيدة الحبك.. جيدة الإخراج.. سيئة النهايات..؟!

* تقول الرواية:
في بلاد الواق الواق.. حيث يركب المواطن الأفيال.. ويركب المسؤولون عربات الحكومة التي تأتيهم من وراء البحار البعيدة.. والتي قد يتملكونها أحياناً من ضمن متاع حكومي كثير.. مثل أراضٍ عامة.. خاصة مزارع.. مباني.. زوجات.. شركات.. أرصدة محلية أو أجنبية.. دواليب ملابس.. بها (ضلفة) توجد بها عملات مختلفة من أجل التحرك السريع للخارج.. أو الداخل البعيد.. في حالات (الأحداث الطارئة).. أو الصرف التفاخري.. أو لشراء (المحبة).. في تلك البلاد كان يعيش هذا المسؤول (جداً).. الممسك بملف (الديمقراطية) أياً كان نوعها.. وأياً كانت نتائجها..؟؟!

* حضر (الابن) من وراء البحار.. بحار بعيدة أكبرها بحر الظلمات.. كان من المفترض أن يكون دارساً (نابغاً) كوالده.. ولكن سهولة جرف التيار له (هناك) جعله إنساناً مغامراً.. يحب المال.. والمغامرة.. وضروب الحياة ومتعها.. ساعده البعد عن بلاد الواق الواق.. لفعل ما يحلو له..؟!!

* أتى إليهم ذات (إجازة) بعد سنوات طالت.. درس الأمر تجارياً وعرف أن سوق عاصمة البلاد يحتاج لسلعة (التخدير) من وراء الحدود.. شرقي دولته.. هناك أسعارها رخيصة.. (وهنا) أسعارها غالية.. ويحتاجها نفر غير قليل من شرائح المجتمع.. لأنها تجعلهم يهيمون في أودية الخيال.. بعد أن عذبهم غلاء الأسعار.. ورخص الإنسان عند أهل السياسة.

* بعربة (والده) المسؤول الكبير.. قام بعدة رحلات إلى (الشرق) البعيد.. كلها كانت ناجحة.. وعادت إليه بالمال الوفير.. ولكن ذات مساء والعربة بها كميات من ذلك (العشب) المخدر.. وقعت في شراك كمين ناجح.. وتم تقديمه للمحاكمة رغم مركز والده.. وملابسه التي تنكر بداخلها.. (كرجل نظامي).. وحكم عليه بالسجن عشر سنوات.. بعد أن كانت (عشرين).. أمضى منها ثلاثة أشهر..؟!!

* إلى الشرق.. وصل خطاب من عاصمة بلاد (الواق الواق) لتحويله إلى السجن الكبير بالقرب من أهله.. العربة الخاصة حملته إليهم.. ولكنه (لم يصل).. أهله عملوا (كرامة) سريعة فرحين بإطلاق سراحه.. أهل (الجلد والرأس) في البيت الأبيض الكبير يقولون إنهم لم يطلقوا سراحه..!!

* (الشاب) القادم من وراء بحر الظلمات.. تبخر أم تلاشى لا أحد يعرف..؟!
* هل سافر وعبر البحر الكبير مرة أخرى؟!
* لماذا كل (المخدرات) تأتي دائماً.. من شرق بلاد الواق الواق.. لماذا الطريق دائماً يكون سالكاًهناك..؟!
* لماذا يقولون إن أغلب المتهمين في هذه (التجارة).. هم من الرجال المنوط بهم متابعتها وإفشالها.. ثم القبض على من يقومون بها.. لماذا؟

* الإجابة فقط.. عند السلطات المختصة.. في بلاد الواق الواق.. تلك البلاد التي يركب فيها المواطن (الأفيال).. ويركب المسؤولون فيها العربات الحكومية..؟!!

* ولكل ذلك آثر المسؤول الكبير أن ينزوي بعيداً.. ويترك ملف الديمقراطية.. أياً كان نوعها.. وأياً كانت نتائجها.. آثر أن يتركها لغيره.. لأن النجاح والفشل متلازمان.. يحتاجان إلى الصبر.. وقوة الشكيمة.. ولكن النفس لا تدري أن (الفشل) وأسبابه.. قد يأتي من أقرب الناس..؟!

* هي نهاية محزنة.. تحتاج إلى عزيمة.. حتى يقف الإنسان على قدميه من جديد ما دام قادراً على العطاء..!!
* ولكن (العدالة) في بلاد الواق الواق.. تحتاج إلى صبر.. وإلى عزيمة أكبر..؟!!

صحيفة الجريدة
ع.ش[/JUSTIFY]