الرياضة تعالج أكثر من 40 مرضاً

د. فهد الغملاس، مدير معهد اللياقة واعادة التأهيل في معهد دسمان للسكري، يقول: ان هذا الخمول وقلة الحركة هما السبب الرئيسي لزيادة نسبة الاصابة بالأمراض.

ويضيف: ممارسة الرياضة امر مفيد جداً، ليس للحفاظ على الصحة والوقاية من الامراض فقط، بل لأنها تعالج الكثير من الامراض وتسيطر على بعضها وتقي من حدوث مضاعفاتها. على سبيل المثال: يعرف دور الرياضة في ضبط اتزان الضغط وسكر الدم وخفض نسبة تكون الجلطات وزيادة صحة القلب والجهاز التنفسي.

ما الأمراض التي تعالجها؟

– ينصح كثير من المرضى بتعديل اسلوب حياتهم وممارسة الرياضة. وهي نصيحة يجب عدم التقليل من أهميتها أو التساهل في تطبيقها. فالرياضة تعد علاجاً فعالاً لأكثر من 40 مرضاً، منها: امراض القلب، خصوصاً عدم انتظام ضربات القلب والجلطة، امراض الخشونة، ارتفاع ضغط الدم، السكر، الامراض التنفسية، السمنة، الامراض النفسية، امراض العضلات والعظام وغيرها. وعلى الطبيب ان يشرح للمريض نوعية الرياضة المناسبة مع اقتراح الشدة والمدة ايضاً، حيث تختلف الجرعة الرياضية المناسبة لكل حالة.

هل تحسِّن مشاكل التنفس؟

– تساهم الممارسة المنتظمة للرياضة في تنظيم كفاءة عمل الجهاز التنفسي والدوري وفقدان الوزن الزائد. وقد اثبتت الابحاث ان السمنة هي سبب اختناق التنفس الليلي، وان ممارسة الرياضة وتخفيض الاوزان يساهمان بشكل فعال في تحسين جودة التنفس خلال النوم. ووفق الدراسات، فالرياضة وفقد الوزن الزائد يشفيان 70 – 80 في المئة من الحالات، ويلغيان الحاجة إلى الدواء واجهزة التنفس العلاجية CPAP.

ما الرياضة المناسبة للجميع؟

– لا يمكن تحديد نوع واحد من الرياضة أو حتى شدة معينة تناسب الجميع، خصوصاً المصابين بالأمراض. فلكل حالة نوع رياضة مناسب لها. على سبيل المثال، رغم أمان رياضة المشي، فإنه يمنع على من يعاني من خشونة المفاصل ممارسة أي رياضة تتضمن زيادة الحمل على مفاصله. لذا، ينصح بممارسة رياضة السباحة او رفع الاثقال. ولا يغفل هنا ذكر ان ممارسة الرياضة لا تناسب الجميع ايضاً، فقد يمنع على البعض القيام باي مجهود بدني من الممكن ان يعرض صحته للتدهور. وعليه، تجب استشارة الطبيب لتقييم امان ممارسة الشخص للرياضة وتحديد الامور التي عليه اتباعها لدى ممارسة الرياضة.

هل من الخطر أن يمارس مصاب السكري الرياضة أثناء الصيام؟ – غالبية المرضى الذين يسيطرون على معدل سكر الدم بشكل جيد، لا يمنعون من ممارسة الرياضة المعتدلة، ولكن ينصح باستشارة الطبيب المختص اولا حول هذه الجزئية.

فممارسة الرياضة اثناء الصيام قد تعرض البعض لحدوث حالة الحماض الكيتوني وهبوط السكر والجفاف. لذا، لا ينصح بممارسة الرياضة اثناء الصيام ان كان سكر الدم لديه غير مستقر حتى لا يعرض نفسه لمضاعفات الهبوط.

أما إن كانت حالة المريض مستقرة، فيمكنه ممارسة الرياضة أثناء الصيام شرط قياس سكر الدم قبل الرياضة وخلالها وبعدها. كما عليه تقريب وقت الرياضة لوقت الافطار ايضا.

وتعد ممارسة الرياضة بعد الافطار بساعتين كخيار افضل للمصابين بالسكري.

ما أفضل أنواعها للمصابين بالسكري؟

– ينصح مريض السكر بممارسة الرياضات الهوائية (كالمشي والركض) او رياضة رفع الاوزان، حيث بينت الدراسات ان فائدة ممارسة المصاب بالسكر لرياضة رفع الاثقال تتشابه مع ممارسته رياضة المشي والدراجة وتمارين الحركة. والاختيار بينها يعتمد على درجة لياقة الشخص البدنية وذوقه الشخصي. فبعض الحالات لا تفضل المشي او تكون صحة مفاصلها متدهورة بحيث يضرها ذلك، وهنا تكون الرياضة المائية او رفع الاثقال هي الافضل لهم.

ما مدتها المقترحة عالمياً؟

– تنصح الارشادات العالمية بممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة في الاسبوع. وبحسب تفضيل الشخص، فيمكنه تقسيم هذا الوقت وفق ما يناسبه. فيمكن ان يقسمها الى نصف ساعة كل 5 ايام في الاسبوع، او 50 دقيقة كل 3 ايام في الاسبوع. بالإضافة إلى أنه يمكن تقسيم نصف الساعة اليومية الى فترتين: كل فترة ربع ساعة حتى تناسب الروتين اليومي. فالفائدة الصحية تتحقق بالوصول الى المدة المقترحة وبغض النظر عن تقسيم اوقات ممارسة الرياضة.

ما الرياضة الخفيفة؟

– يقصد بالرياضة هي تعريض الجسم لدرجة من الجهد بحيث يشعر الشخص ان قلبه وجسمه يبذلان مجهودا خفيفا. ومن الخطأ الاعتقاد ان المشي البطيء في المجمعات التجارية هو رياضة خفيفة، لأنها في الحقيقة تتطلب المشي السريع وشعور الشخص بانه يبذل مجهوداً خفيفاً.

وللتوضيح، اذا قسمنا شدة التعب من 1 10، وكانت 10 تصف الوصول الى الانهاك والتعب الشديد، وصفر هي شعور بالراحة. فالمقصود بالرياضة الخفيفة هي الوصول الى درجة 3 – 4 من شدة التعب.

هل قراءة جهاز التردميل للسعرات الحرارية التي حرقها الجسم صحيحة؟

– كثير من اجهزة المشي المنزلية (تسمى تردميل) تعطي قراءة تحدد كمية السعرات الحرارية التي قام الشخص بحرقها اثناء جلسة المشي. لكنها قراءة عامة وتقريبية وليست صحيحة لجميع الاشخاص. فالجهاز لم يأخذ بعين الاعتبار الفروقات الفردية في معدل حرق السعرات الحرارية بين الجنسين (ذكر او انثى) والفئة العمرية (شاب او كبير سن) والاوزان ايضا. لذا، فالرقم الحقيقي في الواقع يختلف من شخص إلى آخر.

هل صحيح أنه يجب علاج سمنة الطفل قبل بلوغه؟

– يكون معدل حرق السعرات الحرارية في اوج سرعته اثناء فترة البلوغ، وان لم يفقد الطفل كل الوزن الزائد خلال هذه الفترة فسيصعب عليه كثيرا فقدانه بعد ذلك، حيث تنخفض سرعة ومعدل عمليات الايض وحرق الدهون كثيراً بعد سنوات الشباب. وبما أن سمنة الطفولة تكون نتائج لاتباع اسلوب حياة سيئ، فمن الاسهل ان يتم تعديل هذا الاسلوب وتعويد الطفل على اتباع اسلوب حياة صحي مبكراً، بدلاً من اجراء هذا التعديل بعد البلوغ بعدما تعود الطفل عليه وأصبح الامر صعباً جداً. كما بينت الدراسات ان من تلازمهم زيادة الوزن والسمنة في الطفولة يكونون اكثر عرضة للإصابة بعد البلوغ بالسمنة المفرطة والامراض المزمنة مثل السكري من النوع الثاني وامراض القلب وارتفاع ضغط الدم. مما يشدد على ضرورة ان يحاول الوالدان بشتى الطرق التخلص من سمنة الطفل مبكراً.

ما الذي يوفره المركز الرياضي في معهد دسمان؟

– يوفر معهد دسمان للسكري مركز رياضة متكاملاً للمصابين بالسكري والفئة المعرضة للإصابة. ونظراً لانتشار الاصابة بمرض السكري محلياً فيمكن لجميع فئات المجتمع ان تنضم إلى النادي، لأن الجميع تقريباً عرضة للإصابة. ويشمل ذلك البالغين والاطفال، فكل ما عليهم هو الحضور شخصيا للمركز. وخطوات الانضمام، هي:

1 – الحضور الى معهد دسمان لأخذ طلب الاستمارة والتحاليل (دم وبول) وتحديد موعد مع الطبيب المتخصص.

2 – في يوم الموعد يقوم الطبيب بالاطلاع على نتائج التحاليل واخضاع المريض لفحوصات تقيس كفاءة الرئة والقلب والكتلة العضلية في الجسم. وفي ضوء النتائج يحدد الوصفة الرياضية الخاصة (نوعية الرياضة وشدتها ومدتها). وتمتد الخطة الرياضية لثلاثة اشهر على الاقل.

3 – يشرح اختصاصي الرياضة الخطة الفعلية ويتابع الشخص بشكل يومي.

4 – حضور جلسات مع اختصاصي تغذية لزيادة الوعي بالتغذية المناسبة له.

5 – لمرضى السكري يتم تتبع قراءات سكر الدم وفحص سكر الدم قبل الرياضة وخلالها وبعدها.

من جهة اخرى، يتوافر برنامج يسمى «خلك دسماني» يضاف لكل ما ذكر سابقا برنامج تثقيفي وصحي يمتد لخمسة ايام. ويتمحور حول زيادة الوعي بالأمراض، خصوصاً السكر، وكيفية تناول الادوية والحقن والاهتمام بالحالة النفسية والتغذية ايضاً.

جريدة البشاير
ت.إ[/JUSTIFY]