نساء كمبوديا سلع تباع في سوق الزواج بالصين
وتقول السيدة الكمبودية سوشوين التي تبلغ من العمر 29 عاما «انني عشت في الصين مثل الرقيق وعانيت من النخاسة الجنسية».
وتوضح سوشوين أنه تم تسفيرها بالطائرة الى جنوبي الصين مع سيدتين أخريين من كمبوديا على وعد بتشغيلها في مصنع والحصول على راتب شهري قدره 500 دولار شهريا، وهو مبلغ يعادل نحو خمسة أمثال راتب بموظف مصنع في كمبوديا.
وتضيف «انني توقعت أن أكسب أموال جيدة لأرسلها الى أسرتي التي تعاني من الفقر».
وتواصل سوشوين سرد حكايتها فتقول «انني شعرت بالسعادة عندما وصلت الى الصين حيث بدت هذه البلد حديثة، واعتقدت أن كل ما حلمت به كان حقيقيا».
وتم استقبال السيدات الثلاث القادمات من كمبوديا في مطار جوانجزهو، ثم نقلهن بالسيارة الى أحد المنازل.
وتتابع سوشوين قائلة «انه تم اعطاء كل واحدة منا زوج من الأحذية وفستان جميل، وطلبوا منا أن نضع مستحضرات التجميل، ثم جلسنا على أريكة، وجاء عديد من الرجال الصينيين وأخذوا ينظرون الينا».
وتواصل «وعندما سألت عن الوظيفة التي وعدوني بها كان الرد انه لا توجد وظيفة، وأنه يتعين على الزواج من رجل صيني غير أنني رفضت».
ولكن لم يعد أمام سوشوين أي خيار آخر بعد أن طلبوا منها أن تسدد ثمن تذكرة الطائرة.
وتمضي في حكايتها قائلة «في البداية لم أكن أعلم أن ما يحدث معي اغتصاب أم لا، ولكن الرجل الذي ذهبت معه أجبرني على ممارسة الجنس معه مرات كل يوم، وعندما رفضت ضربني». كما كانت تقوم بجميع أعمال التنظيف الخاصة بكل أعضاء الأسرة السبعة الذين يقيمون في المنزل، ونادرا ما كان يسمح لها بالخروج.
ولاحت لها فرصة فريدة ذات يوم عندما تركوها بمفردها في المنزل، فتمكنت من الاتصال هاتفيا بمنزلها بكمبوديا وطلب المساعدة.
واتصلت شقيقتها بمجموعة محلية لحقوق الانسان التي تعاونت مع الحكومة لاعادة سوشوين الى وطنها.
وعلى الرغم من أن سوشوين لم يتم ارسالها الى بيت دعارة، إلاّ أن الجمعيات الحقوقية تقول ان تجربتها أصبحت شائعة.
ويقول ثون ساراي رئيس أدهوك وهي مجموعة حقوقية محلية ساعدت خلال الأشهر الخمسة الماضية على اعادة 24 سيدة من الصين الى كمبوديا وهو رقم يعادل ثلاثة أمثال ما تم تسجيله العام الماضي «ان الأشهر الستة الأخيرة شهدت زيادة في هذا النوع من الاتجار بالبشر».
وقامت وزارة الداخلية الكمبودية بعشرين عملية لالقاء القبض على المتورطين العام الماضي، وأنقذت 35 ضحية محتملة في مطار بنوم بنه، غير أنه من الصعب تقدير المدى الكامل للمشكلة لأن الكثير منهم ربما لايزال مستمرا في ارتكاب مثل هذه الجرائم.
وقال مدير ادارة الاتجار بالبشر في وزارة الداخلية بول بيثي ان عمليات الاتجار بالبشر الموجهة الى الصين «تمثل مشكلة كبيرة لنا، وأنقذنا أخيراً مزيدا من النساء».
وتتوجه بعض النساء الكمبوديات الى الخارج طواعية وهن على علم بأن مصيرهن هو الزواج، ولكن أخريات مثل سوشوين يتعرضن للاحتيال ثم يقعن في المصيدة.
دنيا الوطن
ي.ع