جمال علي حسن : بورتسودان وشماعة استهداف إيلا
وحين يكون المسؤول المحدد طرفاً من أطراف صراع داخلي، فإن ذلك يعني أن لديه (شماعة) جاهزة اسمها الاستهداف يضلل بها الناس عن معرفة الحقيقة .
نعم يمكن أن يكون لوالي البحر الأحمر خصوم يستهدفونه، لكن هذا لا يعني أن بورتسودان متعافية.. المدينة منهارة في خدماتها الأساسية من مياه، كهرباء وصحة .
وشماعة الاستهداف دائماً هي المخرج والمفر من الاعتراف بالفشل كونها تشكِّل ساتراً يحجب الرؤية للحقيقة ويطعن في مصداقية الأخبار ويجرح شهادات الشهود..
وفي ولاية البحر الأحمر ظل الجدل حول اختلال ميزان الأولويات بين التنمية والخدمات مستمراً.. وظلت صراعات الوالي إيلا مستمرة، فبعد أن كانت قضاياها مرتبطة بتصنيفات الصوت القبلي والجهوي في مرحلة من المراحل انتقلت الآن إلى الصراعات الداخلية بين مراكز القوى القديمة والجديدة في الحزب الحاكم هناك لتسقط مدينة بورتسودان جريحة وضائعة بين.. إيلا والبلدوزر.. بلا منقذ ولا مسعف لها في معترك الصراعات القائمة هناك .
وعلى شماعة الاستهداف تلك تتفاقم الأزمات المنكورة وتتضاعف المشكلات غير المعترف بها مثل الحمى النزفية التي أنكرت وزارة الصحة الولائية وجودها قبل أن تصدر الأمم المتحدة تقريراً عن إصابة 700 شخص في ولاية البحر الأحمر بحمى الضنك أو الحمى النزفية .
شماعة الاستهداف دائماً تنقذ الفاشلين وتطيل عمر الوالي والوزير والمسؤول في موقعه حيث يصبح الأمر مشوشاً أمام الرأي العام وتضيع الحقيقة .
لا يوجد معيار علمي لدى الدولة لتقييم وفرز القضايا الخاصة بالولاة الذين لديهم صراعات داخلية بين القضايا الحقيقية والكيد الملفق والاتهامات.. وبالتالي وحسب اعتقادي فإن الكثير من الولاة حين يطاردهم الفشل المستمر في الحكم ومعالجة القضايا الأساسية يبحثون أو يفتعلون صراعات داخلية يبررون بها كل الأنباء التي تطفح حول فضائح فشلهم .
بورتسودان لو اتفق البلدوزر مع إيلا أو اختلفا، فإن هناك قضايا عميقة ومعاناة كبيرة يعيشها المواطن هناك، بل وفي كل مدن ولاية البحر الأحمر .
شوكة كرامة:
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
صحيفة اليوم التالي
ت.إ[/JUSTIFY]