رأي ومقالات

كمال حامد : ضرورة مراجعة العلاقات مع دول الخليج

[JUSTIFY]لم أحس بضرورة مراجعة علاقاتنا مع السعودية ودول الخليج إلا هذه الأيام التي أقضيها في المملكة العربية السعودية، وهو نفس الإحساس الذي عشناه إبان أزمة الخليج وموقف السودان من أزمة احتلال العراق للكويت الذي تم تشويهه ولم نساعد أو ننجح في إصلاحه إلا أخيراً وحالياًِ نمر بنفس الحال، وأتمنى ألا نضطر لإصلاحه بعد عقدين من الزمان، ولأن هذه المرة لا وقت فيها لإضاعته فالأحداث تجري بصورة أسرع مما نتصور، والأخطار محدقة وتحالفات المصالح والأجندة وصلت إلى درجة تقدم فيها الولايات المتحدة الأمريكية الدعم العسكري واللوجستي لإيران وتتقبل الأخيرة الدعم من الشيطان الأعظم وعلى ذلك قس.

< الشعارات والوقوف دائماً في وجه العواصف ليس من الحكمة خاصة في عصرنا الحديث الأغبر، ونتلفت حولنا بحثاً عمن تمسك ورفع الشعارات وحارب طواحين الهواء ولا نجدهم مثلما نجد من تعامل مع الواقع بحكمة محافظة على استقراره ووحدة أراضيه وتنمية ورفاهية شعبه ونحمد الله أننا لم نصل بعد لمرحلة تطالبنا بتقديم تنازلات كبيرة وإنحناء للهامات بقدر ما نحتاج للقليل والقليل جداً من الحكمة والتقرب أكثر لمن هم حولنا ولم نجد منهم الكثير من الضرر ولا قليله حتى يصل الفتور وإدارة ظهرهم لنا. وهنا أقف عند تعليق ظريف أطلقه البروف العالم حسن مكي الذي قال «إن دول الخليج بطنهم طامة من ناحيتنا».< الشقيقة الكبرى السعودية تتعامل معنا بأدب جم وتصريحات متوازنة وتبادل حميم بالرسائل والاتصالات دون أن يجعلونا نحس بأن «بطنهم طامة» كما قال البروف حسن مكي، وهي حقيقة كذلك حتى لو نفوا ذلك وتاريخياً لم تمر علاقات بلدينا بأزمة تصل لمرحلة القطيعة والحمد لله، بل ظلت المملكة السند والصديق والداعم الأكبر الهائل في كل المجالات حتى الدعم العسكري المسكوت عنه دائماً. ورحم الله الملك فيصل، ورحم الوزير الشريف حسين الهندي ورحم السفير عبد الله العبيكان. أما غير ذلك من الدعم فالمملكة لا تزال في مقدمة المستثمرين وفي مقدمة بناة المساجد ودور الرعاية الصحية والإنسانية بل هي في المركز الأول وبفارق كبير من صاحب المركز الثاني في استضافة أكبر عمالة سودانية في الخارج.< أسهبت في العلاقة مع السعودية بحكم السنوات الأربعين التي أعيشها وأقف على الكثير من الحقائق، ولكن علاقاتنا الأخرى مع بقية دول الخليج تستحق الكتابة عنها وقام بذلك إخوة لنا وأتمناهم المواصلة من أجل إزالة بعض الشوائب والبثور التي تكاد تشوه وجه العلاقات التاريخية مع هذه المجموعة الخليجية وهذا العمل لن يتطلب منا الكثير من الجهد والتنازلات «حتى نفتح نفسهم ونزيل ما في بطونهم من طمام» فمن يحبك وكما يقول المثل السوداني القديم «لا يتمنى لك الغلط ويأكل لك الزلط». نقطة.. نقطة< طرفة يحكيها أصدقاؤنا السعوديون كدليل على أزلية العلاقة مع السودان والسودانيين، أن سعودياً بدوياً لم ينل قدراً من التعليم والمعرفة سأل مرة أحد السودانيين الذين وجدهم بكثرة في قريته يعملون في العديد من المجالات، عمن هو أمير السودان من عيال الملك عبد العزيز وذلك في إشارة لما قام به المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود حين كلف أبناءه بأمارة المناطق لتوحيد المملكة وبسط الأمن.< أخونا العطبراوي السيد كمال حمزة أهداني مرة نسخة من أحد كتبه التي يحكي فيها قصته ومساهمته مع سودانيين آخرين في بناء دولة الإمارات العربية المتحدة. و في الكتاب مقاطع من عبارات للشيخين زايد بن سلطان ومانع المكتوم ـ رحمهما الله ـ عن هذه الأدوار وأتمنى لو يطلع المسؤولون عندنا على ذلك حتى يعملوا بصدق لتعود العلاقات السودانية الخليجية لمسارها الطبيعي.< اسألوا الله مع بركات هذا الشهر الكريم أن يوفق أولياء أمورنا للوقوف على حقيقة الأوضاع السياسية المعقدة في العالم من أجل اتخاذ القرارات السليمة بعيداً عن حماس الشعارات للحفاظ على كيان الوطن وتنميته ورفاهية شعبه العظيم.صحيفة الإنتباهة ع.ش[/SIZE][/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. يا أخ السبب الرئيسي في تشويه العلاقات السعودية خاصة والجليجية عامة هم الاخوة المصريين دائما يدقون الاسفين في علاقة السودان بالدول العربية .كما أن السعودية حكومة وشعبا تعلم علم اليقين أن الشعب السوداني مستعد لن يدافع عن استقرارها بدمه وروحه وكذلك الدول العربية ونحن جبلنا لأن ننظر إلى النظرة الاسلامية العربية الكاملة . ولكن ماذا نفعل مع الذين يريدون لنا الدمار والخراب من المصريين والدول العربية غير الخليجية .

  2. ماذا إستفدنا من دول الخليج غير الإهانة والتحقير في جميع المواقف ..وماذا قدموا للسودان ؟ أخير يبعدوا مننا ويخلونا في حالنا…لم ولن نستفيد من دول تتحكم فيها أمريكا وإسرائيل ..

  3. [SIZE=4]السعودية دولة مضيافة وأهلها كرام

    لكن المصريين عايزين ينفردوا بعلاقاتهم مع دول الخليج عموماً
    لأن المسألة مسألة منافسة على سوق العمل.

    ولازم تشويه صورة السودان.

    والمصريين هم من ساعدوا على تقسيم السودان.

    ونحن شعب لا يعرف بلطجة المصريين

    يا أخي المصريين متنكرين على الأفارقة وبيفتكروهم بسطاء وممكن تلعب عليهم بكلمتين زي ما هم بقولوا[/SIZE]