إسحق احمد فضل الله : حوار مع «أخ» شيوعي
< أستاذ إسحق الخراب الذي صنعه الإسلاميون بالسودان والعالم يوشك أن ينتهي.. وباقي ليكم لحد الانتخابات الجاية و.. «س» < أستاذ «س» خطابك طويل.. لكننا نضطر للإيجاز < أستاذ < في اليمن.. الستينات.. أهل المحكوم عليه بالإعدام كانوا «يرشون» الجلاد الذي ينفذ الإعدام بالسيف.. ويتوددون له حتى يقوم باختصار تنفيذ حكم الإعدام.. إعدام حبيبهم. < فالعادة كانت هي أن يدخل المحكوم عليه إلى دائرة حولها المتفرجون.. < والمحكوم عليه يشرع في الجري.. والجلاد يتبعه.. ويطعنه بسنان السيف.. طعنة هنا.. وهنا.. وهذا يجري وينزف.. ويترنج في عذاب طويل. < وكثيرون مثلك يجرون في الدائرة هذه.. الآن.. < والشعوب العربية تجري في الدائرة هذه.. الآن. < وكل شيء مصنوع بدقة.. مصنوع لأنه خطوة الآن.. تتبعها خطوة قادمة.«2»< وبعض الصناعة هو. < الآن ما يجري هو الشعور بالعجز والمهانة. < والعجز يخلق اليأس. < واليأس يخلق.. إما السقوط والاستسلام أو الانفجار الأعمى. < والخطوات هذه مصنوعة بدقة.«3»< والثورات العربية كانت شيئاً يجري يطارد شيئاً لاصطياده.. مجداً أو تقدماً. < الآن الثورات العربية تجري لتهرب من شيء يصطادها هي.. خرابا كاملاً. ٭ والشعوب الدائخة تتخبط تحت الأسئلة.. < وفي القصة صياد يطارد ذئباً.. وأثناء المطاردة الصياد يسأل نفسه عما يشعر به هذا الذئب الآن.. ما هو؟ < والذئب يلجأ إلى كهف.. < ومن الكهف يخرج قطيع مجنون من الذئاب. < والصياد. وهو يستدير هارباً.. يعرف الإجابة عن سؤاله. < الشعوب العربية الآن تعرف ما عرفه الصياد هذا. < وخطابك يكشف أنك تعرف الشعور هذا.. لكن ما يكشفه خطابك هو أنك تقاتل وتلطم. < باحثاً عن إجابة.. < ولا ترشو الجلاد!!«4»< ونفرز كيمان الحديث. < وعن الثورات.. السودان سبق الشعوب في الثورة لكن! < الثورة.. عادة.. هي شيء يقوم به الشعب.. ويحرسه الجيش. < في السودان الثورة شيء يقوم به الجيش ويحرسه الشعب.. حراسة تبلغ ما بثته ساحات الفداء. < بعدها الإنقاذ تأكل نفسها إلى درجة تعيدها من ثورة إلى «انقلاب». < وهذا أيضاً مصنوع.. مصنوع بدقة.«5»< وتدمير الإنقاذ أسلوبه هو أن العدو عرف أين تقع قوة الإنقاذ. < وأنه الإسلام الشجاع. < وهدم الإسلام هذا في النفوس يبلغ درجة تنجب مثل خطابك. < وبالمناسبة.. أنت كتّاب!! < وفي سطرين نحدثك عن الإسلام والسودان و«ننقض» حديثنا. < والسودان هو من يصنع أول دولة إسلامية رداً على سقوط الأندلس «المملكة السنارية المسلمة». < والسودان هو آخر جيش يقاتل دفاعاً عن الخلافة العثمانية في الشرق.. علي دينار. < وكأنك تقول: السودان حكمته مائة حكومة بعدها.. فأين هي عظماتها.. < ثم الإنقاذ أول من أقام حكومة إسلامية في القرن العشرين. < «ونحن لا نعترف بإسلامية إيران».«6»٭ ونخلص من حوار أنفسنا إلى حوارك. < وخطابك يقول: أستاذ إسحق : هذه أيام جيڤارا. .. هل عندكم.. جيڤارا؟ < وتقول: جيڤارا الشاب القوي قائد المضطهدين ضد أولاد الـ «....» < وتطلب إجابة. < والإجابة بعضها هو: جيڤارا هذا.. شاب هو مخلص وذكي؟؟ : نعم. : وقائد للمضطهدين في الأرض ضد الظلم؟ : نعم. < لكن من يجمع صفات جيڤارا هذه ويصفق لها هو.. الإسلاميون.. قبلكم ومعكم. < والسبب هو أن ما تسرده كله عن جيڤارا هو/ عند الإسلاميين وغيرهم/ شيء يسمى «مكارم الأخلاق». < والإسلام إنما جاء «ليتمم» يتمم.. مكارم الأخلاق. < الأمر يعني أن الإسلام يعرف أن مكارم الأخلاق موجودة.. وناقصة .. تائهة في الصحراء. < يعني أن جيڤارا «حقنا» نحن الإسلاميين. < بينما الشاهد الآخر هو أنتم. < الشاهد الثاني هو «179» قياديا شيوعياً هم أعضاء مجلس السوڤيت أول مجلس لقيادة الدولة الشيوعية. < لكن؟ < القادة هؤلاء «179» كلهم قائد مثقف.. شجاع و.. و... ينتهي أمرهم أغرب النهايات. < أكثر من مائة من هؤلاء انتحروا أو نحروا. < و«الجنون» ينقذ كثيرين منهم من الانتحار أو النحر < والسبب؟ < السبب هو: < الشيوعيون هم.. من هنا.. ومثل كل البشر يحبون مكارم الأخلاق.. راجع صفات جيڤارا. < والشيوعيون.. من هناك يرفضون مكارم الأخلاق باعتبارها صفات برجوازية. < والصراع بين فطرة الله وفطرة ماركس يقود إلى الجنون والانتحار والذبح. < والمفتاح هذا يصلح لتقديم تفسير لكل كتابات وأدب وفكر الشيوعيين في تاريخهم.«7»< وهذا كله هو مقدمة للحديث الحقيقي. < ما يبقى هو أن حديثنا هذا ليس أكثر من «فرشه» تمهيداً للرد على خطابك. < وما يبقى هو أن الإنقاذ باقية.صحيفة الإنتباهة ع.ش
تعريف الشيوعية: أنها مذهبٌ فكريٌ يقوم على الإلحاد، وأن المادة هي أساس كل شيء ، فالشيوعية مذهب إلحادي يعتبر أن الإنسان جاء إلى هذه الحياة بمحض المصادفة وليس لوجوده غاية؛ وبذلك تصبح الحياة عبثاً لا طائل تحته؛
وأما الأفكار والمعتقدات التي قامت عليها الشيوعية فتتلخص في الآتي:
1. إنكار وجود الله تعالى وكل الغيبيات والقول بأن المادة هي أساس كل شيء وشعارهم: نؤمن بثلاثة: ماركس ولينين وستالين، ونكفر بثلاثة: الله، الدين، الملكية الخاصة، عليهم من الله ما يستحقون.
2. فسروا تاريخ البشرية بالصراع بين البرجوازية والبروليتاريا (الرأسماليين والفقراء) وينتهي هذا الصراع حسب زعمهم بدكتاتورية البروليتاريا.
3. يحاربون الأديان ويعتبرونها وسيلة لتخدير الشعوب وخادماً للرأسمالية والإمبريالية والاستغلال مستثنين من ذلك اليهودية لأن اليهود شعب مظلوم يحتاج إلى دينه ليستعيد حقوقه المغتصبة!!
4. يحاربون الملكية الفردية ويقولون بشيوعية الأموال وإلغاء الوراثة.
5. تتركز اهتماماتهم بكل ما يتعلق بالمادة وأساليب الإنتاج.
6. إن كل تغيير في العالم في نظرهم إنما هو نتيجة حتمية لتغيّر وسائل الإنتاج وإن الفكر والحضارة والثقافة هي وليدة التطور الاقتصادي.
7. يقولون بأن الأخلاق نسبية وهي انعكاس لآله الإنتاج.
8. يحكمون الشعوب بالحديد والنار ولا مجال لإعمال الفِكر، والغاية عندهم تبرر الوسيلة.
9. يعتقدون بأنه لا آخرة ولا عقاب ولا ثواب في غير هذه الحياة الدنيا.
10. يؤمنون بأزلية المادة وأن العوامل الاقتصادية هي المحرك الأول للأفراد والجماعات.
11. يقولون بدكتاتورية الطبقة العاملة ويبشرون بالحكومة العالمية
12. تؤمن الشيوعية بالصراع والعنف وتسعى لإثارة الحقد والضغينة بين العمال وأصحاب الأعمال.
13. الدولة هي الحزب والحزب هو الدولة.
14. تنكر الماركسية الروابط الأسرية وترى فيها دعامة للمجتمع البرجوازي وبالتالي لا بد من أن تحل محلها الفوضى الجنسية.
15. لا يحجمون عن أي عمل مهما كانت بشاعته في سبيل غايتهم وهي أن يصبح العالم شيوعياً تحت سيطرتهم. قال لينين: إن هلاك ثلاثة أرباع العالم ليس بشيء إنما الشيء الهام هو أن يصبح الربع الباقي شيوعيًّا!!!!! وهذه القاعدة طبقوها في روسيا أيام الثورة وبعدها وكذلك في الصين وغيرها حيث أبيدت ملايين من البشر، كما أن اكتساحهم لأفغانستان بعد أن اكتسحوا الجمهوريات الإسلامية الأخرى كبُخاري وسمرقند وبلاد الشيشان والشركس، إنما ينضوي تحت تلك القاعدة االإجرامية.
16. يهدمون المساجد ويحولونها إلى دور ترفيه ومراكز للحزب، ويمنعون المسلم إظهار شعائر دينية، أما اقتناء المصحف فهو جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة سنة كاملة.
17. لقد كان توسعهم على حساب المسلمين فكان أن احتلوا بلادهم وأفنوا شعوبهم وسرقوا ثرواتهم واعتدوا على حرمة دينهم ومقدساتهم.
18. يعتمدون على الغدر والخيانة والاغتيالات لإزاحة الخصوم ولو كانوا من أعضاء الحزب.
فالشيوعية كما ترى – أيها السائل – جامعة لخبث المعتقد مع نتن الأفكار وسوء الأخلاق.
أقول قولي هذا وقلبي يقطر أسى بعد خمسٍ وعشرين سنة من حكم الإنقاذ ..
*أقوله ولا أخشى في ذلك – كحال كل (إبن مُقنعة) سوداني أصيل – إلا الله الذي سوف يُسائلنا عن (أمانة!!) القلم هذه يوم الموقف العظيم ..
*فنحن قد بلغنا دركاً- ب(فضل) الإنقاذ – لم يُوصلنا إليه أي نظام حكم سابق بما فيها التي حكمتنا ب(أعراف الأرض) لا ب(أحكام السماء!!) ..
*ولأن المقام ليس مقام تفصيل – لما أصبح في حكم المعروف للكل بالضرورة – فيكفي أن نشير إلى (رمزية!!) واحدة من رمزيات الفساد تمشي الآن على رجلين بين الناس ..
*فصندوق دعم (الوحدة!!) مثلاً – الله يرحمها – مازال (حياً) رغم أن الغرض الذي أُنشئ من أجله (شبع موتاً) ..
*ثم له فارهات – الصندوق هذا – تجوب الشوارع على عينك يا حكومة لترفع ضغط زميلنا حيدر المكاشفي وهو يشير إلى (الفضيحة!!) هذه في زاويته البارحة ..
*ولا أحد يحاسب ، ولا أحد يسأل ، ولا أحد يهتم كشأن أهل الإنقاذ تجاه أوجه الفساد كافة التي يضج بها الواقع ، والمحاضر، وتقارير المراجع العام ..
*لا أحد يفعل شيئاً من ذلكم كله رغم رفع السبابات بالتهليل والتكبير حتى كره أغلبنا مشاهدة فضائياتنا بسبب (المفارقة!!) المخجلة بين الشعارات والممارسات هذه ..
*فالذين انقلب الإنقاذيون عليهم – من رموز العهد السابق – لم (يُضبط!!) أي منهم في (وضع مخل بالآداب) رغم إنهم لم يكونوا يتبجحون بشعارات الدين ..
*ولم يلفت أي منهم الأنظار بسرايات وشركات ومنتجعات وفارهات اقتناها من (العدم!!) ..
*ولم يسع أي منهم – إلا لماماً وعلى استحياء – ل(تمكين!!) من يهمه أمره في وظائف الدولة بعد تشريد غير ذوي الولاء منها تحت مسمى (الصالح العام) ..
*ولم يصرف أي منهمك لنفسه (حوافز مليونية!!) على مهام هي من صميم (واجباته الوظيفية)..
*ولم يتستر أي منهم على (تجاوزات) تحت شعار (فقه السترة!!) الذي لم نسمع به في عهود الأولين من أهل (التطبيق الحق) لأحكام الدين ..
*ولم يسمح أي منهم بإندياحٍ لبدعة (الحصانات!!) حتى تبلغ نسبة المتمتعين بها – كما هو حاصل الآن – (25%) من جملة أهل السودان العاملين في سلك (الميري)..
*ولم يسهم أي منهم في إرساء ثقافة تخصيص (10%) فقط من الدخل القومي لمجالي الصحة والتعليم لصالح ذهاب غالب مال البلاد – والعباد – لدواعي (التمكين!!) ..
*ولم تشهد عاصمة السودان في عهدهم غزواً (تمردياً) – كغزوة خليل – وهم الذين كان من أسباب إنقلاب الإنقاذيين عليهم قرب إحتلال جيش قرنق (شبه النظامي!!) للعاصمة هذه ..
*ولم يحدث في عهدهم – كذلك – (إنتقاص!!) لأرض بلادنا من أطرافها ؛ شمالاً وشرقاً وجنوباً مع نذر حدوث الشئ ذاته غرباً..
*وإذا استصحبنا الإنهيار البين في مجالات الإقتصاد ، والمشاريع ، والصناعة ، والأخلاق ، والذمم ، والخدمة المدنية ، والعملة المحلية لا يبقى هناك معنى لمفردة (إنقاذ!!) هذي ..
*وبما أننا نعني الإنقاذ هنا ك(عنوان) لما آل إليه حال السودان – لا كأفراد – فمن حقنا أن نطرح سؤالاً ذا منطلقات (دينية!!) قبل أن تكون دنيوية ..
*نطرح سؤالاً من منطلقات (الدين) نفسه الذي يرمز الإنقاذيون بسباباتهم وعصيهم إليه حين يرفعونها عالياً في الهواء ..
*من (يُنقذنا) من مثل هذا (الإنقاذ) إن كان الذي ذكرنا هو ال(مُراد منه)؟!!!!
افضل انجاز قامت به الانقاذ انها جعلت الناس ينظرون للشيوعيين وحتی لليهود علی انهم ملائكة بعد ان شاهدنا من الاسلاميين ما يشيب له الولدان والاسلام منهم برئ ..
كلمة كوز في السودان اصبحت مرادفة للسقوط الاخلاقي .. واللحية التي كانت مرادفة للتقی والورع اصبحت اليوم مقدمة لعملية نصب جديدة ..
الانقاذ استمرت ربع قرن .. نعم .. لكن علی حساب فكرتهم التي ذهبت ادراج الرياح وهم اليوم محروسين بقوات النهب السريع كما شاهدنا جميعا في سبتمبر ..