حوارات ولقاءات

موسى هلال….التمرد أنواع، يمكن أن يكون معارضة في الآراء والأفكار، ومعارضتنا معارضة منطقية، ولا نعتبر أنفسنا متمردين

البيان الذي وقعه الأغبش مع قطاع الشمال بتفويض شخصي مني
يمكن أن أستقيل أو أُقال، وليس في الأمر حرج
عدم إسقاط عضويتي من البرلمان مجرد مراوغة سياسية منهم
قناعتي ورؤيتي أن أنشئ جسماً سياسياً

انقطع الاتصال مع موسى هلال قبل أن يكتمل الحوار.. أسئلة كثيرة كانت تنتظر إجاباته وإفاداته، غير أن ما أدلى به، كان كافياً لتوضيح بعض الحقائق.
اتفاق وقعه زعيم قبيلة المحاميد، عضو المؤتمر الوطني، والنائب البرلماني، وأيضا المستشار في الحكم اللامركزي، موسى هلال، مع الحركة الشعبية قطاع الشمال؛ أثار تحفظات الحزب الحاكم باعتبارها خطوة متقدمة في خلافات الرجل مع المركز. هلال، الذي رفض البرلمان والحزب الحاكم إسقاط عضويته لتغيُّبِه المتكرر، ربما يوصف خلال الأيام المقبلة بالرجل (المتمرد) بعد أن هاجم سياسات الحزب ودافع عن اتفاق وقعه مع قطاع الشمال.
موسى هلال، لم تتغير طريقته منذ آخر حوار أجريته معه.. يجيب عن عدد من الأسئلة بوضوح، ويترك قلة منها معلقة تعتمد على فطنة القارئ، لا يعرف الدبلوماسية، ولا يجيب بتوتر أو عصبيَّة. (السوداني) طرحت عليه عدداً من الأسئلة شرح خلالها موقفه، إلا أن انقطاع الاتصال، لم يمكنَّا من معرفة تفاصيل أخرى، فإلى ما أدلى به.

*هل وقعت مذكرة مع الحركة الشعبية قطاع الشمال؟
نعم.. الحركة الشعبية قطاع الشمال هي أحد التيارات التي تقود العمل السياسي المعارض للنظام وأنا أعلم ذلك جيداً، ولا أرى الأمر حراماً، نحن وقعنا معهم بيان تفاهم لنشر السلام ومنع الحروب في البلاد.

*ولماذا نفيت في إحدى الصحف أنك فوضت إسماعيل الأغبش للتوقيع مع الحركة الشعبية قطاع الشمال على الاتفاق؟
أنا؟ من قال إني نفيت؟ هل جاء النفي في الصحف على لساني أم على لسان شخص آخر؟.

*جاء على لسانك أنت؟
هذا غير صحيح على الإطلاق، أنا لم أتحدث إلى أي صحيفة حول هذا الموضوع، وأول حديث لي في هذا الموضوع للصحافة معكِ أنتِ. البيان الذي وقع تم تحت إشرافي مباشرة، وأنا راضٍ عنه وفيه دعوة للخير عبر نبذ الحرب والدعوة إلى السلام. إسماعيل الأغبش يمثل مجلس الصحوة، ونحن على اتصال معه ومع الحركة الشعبية قطاع الشمال، والبيان في فحواه يؤكد على إيقاف الحروب في السودان وإيقاف الحروب القبلية، وهو بيان ليس مضراً، ويؤكد على دعوة السلام في الوطن العريض. نحن على علم بالبيان وموافقون عليه، ومن وقَّع وقَّع بتفويض شخصي مني.

*ولماذا وقعت هذا الاتفاق؟ وهل جاء الأمر بمبادرة منك، أم بمبادرة من الجبهة الثورية؟
حقيقةً، جاء الاتفاق بعد نقاش طويل ومستفيض بيننا وبينهم، حول عدة مواضيع رأينا أن نوقع فيها اتفاقاً.

*ما هو مجلس الصحوة الثوري الذي تترأسه أنت؟
مجلس الصحوة الثوري ليس وليداً، إنما هو قديم. الفكرة كانت تتمثل في إنشاء مجلس يعبر عن منبر وجسم سياسي وثوري وسوداني، ويمثل كل السودان وننشد فيه أن يقود عملاً سياسياً لصالح الوطن والسودان، ليسهم إسهاماً حقيقياً في تجنيب البلاد للفتنة والانهيار.

*ألست عضواً في المؤتمر الوطني؟ كيف تنشئ جسماً ومنبراً سياسياً آخر وأنت تنتمي إلى حزب لم تقدم حتى استقالتك منه؟
والله هذه رؤيتي، وهذه قناعتي، أن أنشئ جسماً سياسياً، وقبل ذلك طُرح هذا السؤال من الوطني، وأوضحت أني أنشأت هذا الجسم مثله مثل أي منبر، والمؤتمر الوطني نفسه به أكثر من منبر، وأكثر من لوبي، وجهات قيادية.

*لماذا لا تقدم استقالتك من المؤتمر الوطني، طالما أصبح حزباً لا يعبر عنك، وقمت بإنشاء جسم آخر؟
كما تعلمين أنا لي خلافات مع إخواننا في قيادة المؤتمر الوطني على مستوى الحزب وعلى مستوى الحكومة طيلة الفترة الماضية، وبقدر ما حاولنا معاً أن نجد لها حلولاً لم نستطع. ويُمكن أن أستقيل أو أُقال، لا يوجد حرج في الأمر.

*خلافاتك بالضبط، هل هي مع قيادات في الحزب؟ أم أنها حول سياسات الحزب أم أنها محصورة في الوالي كبر؟
خلافاتي واضحة مع من.. ومعلوم أنها في السلطة والحزب، والمؤتمر الوطني يعرف تماماً أين هي الخلافات.. متأكد من أنهم يعلمونها تماماً.

*ما زال بعض مسؤولي الحزب يقولون إن موسى هلال لم يتمرد.. هل هذا صحيح؟
هذه حسابات تحسبونها أنتم في الإعلام، ويحسبها أيضاً بعض الإخوان في الحزب والحكومة، وأنا لن أجيب عن هذا السؤال في الوقت الراهن.

* ألا تعتقد أن توقيعك للاتفاق مع الجبهة الثورية بمثابة تمرد واضح ومعلن؟
التمرد أنواع، يمكن أن يكون معارضة في الآراء والأفكار، ومعارضتنا معارضة منطقية، ولا نعتبر أنفسنا متمردين، لأن المتمرد يحمل السلاح ويواجه الدولة التي تعتبره متمرداً. لكن يمكن للتمرد بحسب البعض أن يكون مجرد خلاف في الرأي أو معارضة في الأفكار.

*ولكنك تسيطر على مناطق شمال دارفور.. وهي سيطرة ميدانية؟
أنا عندي وجود ليس في دارفور فقط، إنما في كل السودان.. لدي وجود حتى هناك عندكم في الخرطوم.

(مقاطعة).. عفواً هل تقصد وجوداً سياسياً أم قبلياً أم عسكرياً؟
لدي وجود سياسي طبعاً، أنا لا أتحدث عن قبيلة، إنما أتحدث عن السودان ومشكلات السودان.

عفواً.. ولكن سيطرتك على مناطق شمال دارفور، ليست سياسية، إنما على مستوى قواتك الموجودة هناك؟
على مستوى الولاء. ليست سيطرة كما تقولين أنتِ، هناك ولاء سياسي وعسكري وأشياء أخرى.

*موسى هلال.. هل يرتدي بزة عسكرية الآن؟
نعم، أرتدي بزة عسكرية.

*ولماذا؟
أرتدي بزتي العسكرية كلما كنت موجوداً في دارفور، ودرجت على الأمر منذ 2003 حتى 2014، والحكومة تعلم ذلك، والعالم كله يعلم، لم أرتدِ البزة العسكرية حديثاً، إنما هي منذ القدم.

*الوطني لم يسقط عضويتك في البرلمان وأوجد لك أعذاراً، كيف قرأت الأمر؟
هذا شأنهم، فلينظروا للمسألة كيفما أرادوا، وليحللوا كيفما شاءوا، لكن أنا أعتقد أن الأمر مجرد مراوغة سياسية منهم.

*إن أقالوا لك محمد عثمان كبر من ولاية شمال دارفور، هل ستعود إلى الخرطوم وينتهي جزء كبير من خلافاتك مع الحزب الحاكم؟
مرحلة كبر هذه، تجاوزناها خلاص، فليبقَ كبر في مكانه إلى يوم يبعثون، خلاص تجاوزنا الأمر.

*لم أفهم.. تجاوزتم موضوعه، بمعنى أنكم توصلتم لاتفاق حوله، أم أصبحت مشكلتكم أكبر منه؟
فسري كما تريدين. لن أقول أكثر من أننا تجاوزنا مرحلة كبر.

*طيب، طالما أنك تجاوزت مرحلة كبر، أين يكمن خلافك الأساسي حالياً مع الحكومة؟
بالمناسبة حتى خلافنا مع محمد كبر، ليس خلافاً شخصياً، إنما في سياسات الولاية، كأي خلافات تحدث مع جزء من السياسيين في الخرطوم.

*وخلافاتك مع الحكومة؟
حول أشياء كثيرة، منها أن البلد تفتقد هويتها، والبلد منهارة أمنياً واقتصادياً، ولا يوجد بها قانون. في الدروس هناك شيء اسمه الصفحة مُلئت.. البلد ملئت ولم يعد هناك من صفحة.

حوار: لينا يعقوب-صحيفة السوداني