منوعات

سودانيون في رمضان الغربة.. دكوة وكوارع وأم تكشو في النرويج

[JUSTIFY]رغم غربة العيش واختلافات تقاليدهم عن مجتمعات الغرب، ‏لم يتخل المسلمون في النرويج من مختلف جنسياتهم عن ممارسة شعائرهم الدينية ‏وعاداتهم الاجتماعية خلال شهر رمضان المبارك.‏
ربما تختلف الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان من بلد إلى آخر، لكن العادات والتقاليد وحدها المسيطر على الاحتفالات المقامة على شرف استقبال رمضان، ففي السودان يستقبل رمضان بـ”خم الرماد” ويودع بـ” الرحمتات” وما بين خم الرماد والرحمتات تدخل التجليات الإلهية “الرحمة والمغفر وعتق من النار” وظاهرتا الاستقبال والوداع تعنيان الاهتمام بالشهر الكريم، فالمسلمون في النرويج يهتمون لرمضان قبل مجيئه بشهر كامل. وتتجاوز ساعات الصيام في رمضان في النرويج العشرين ساعة، وربما لا تغرب الشمس في بعض الأقاليم النرويجية لمدة “57 يوما” في ظاهرة كونية فردية تعرف جغرافياً بشمس منتصف الليل.
ومع بشريات رمضان تظهر للناس الفتاوى الخاصة بشهر الصيام في الدول الإسكندنافية، وفي هذا السياق برزت ثلاث فتاوى من علماء في أنحاء العالم تستهدف تخفيف مشقة الصيام لأكثر من عشرين ساعة. ففيما يرى بعض العلماء أن المسلمين في الدول الإسكندنافية تنطبق عليهم فتوى “اختلال الليل والنهار” وأنه يمكنهم الصوم وفقاً لتوقيت اقرب دولة إسلامية، أما الرأي الآخر فلا يختلف كثيراً عن الرأي الأول بيد أن هذا الرأي ركز على الصيام والإفطار وفقاً لمكة المكرمة “إمساكاً وصلاةً وإفطاراً” وتظهر مشكلة هذه الفتاوى في أن صلاة المغرب وقت الإفطار تكون الشمس في كبد السماء. بالإضافة إلى مواقيت الصلوات الأخرى.
رمضان دون طعم
حينما تسير في الشوارع قد لا تشعر على الإطلاق بما يشير ولو من ‏بعيد إلى وجود أجواء رمضانية وهو أمر طبيعي في مجتمع غربي.. لكن هذه الأجواء لن ‏تكون غائبة إذا قصدت المنارات الإسلامية والمساجد التي ‏يتمركز فيها أبناء الجالية الإسلامية، تظهر أمامك وبشكل جلي بعضا من ‏المظاهر التي تعكس القدسية الدينية لهذا الشهر الكريم لدى المسلمين بالنرويج.‏
‏ وكما هي العادة خلال هذا الشهر المبارك تعج المساجد بالمصلين ‏من مختلف الجنسيات للتعبد وممارسة الشعائر الدينية في شهر رمضان المبارك، فيما تنشط المراكز ‏الإسلامية في تنظيم الدروس والمحاضرات الدينية وتوفير ‏موائد الإفطار للمسلمين. في مشهد يؤكد سمة “التواصل والتراحم” بين الامة الإسلامية.
دكوة وكوارع وأم تكشو في النرويج
المسلمون في النرويج يتسوقون ويشترون اللحوم المذبوحة على الطريقة الإسلامية “حلال” فالمهاجرون القدماء من العرب أنشأوا مزابح إسلامية وأماكن لبيع مستلزمات الأسرة الشرقية، تسمى “دكاكين وبقالات العرب” تقع في طول الحدود بين السويد والنرويج فكل ما تشتهيه النفس موجود حتى “الكوارع، والدكوة، والملوخية وغيرها”، أيضا توجد أماكن أخرى لبيع اللحوم والدجاج ربما تذبح بطرق غير مألوفة للمسلمين “الزبح الرحيم” وهو أن يضرب المذبوح بصعقة كهربائية تفقده الإحساس بالذبح الكهربائي، وهذا لا يتوافق مع المسلم فيلجأ إلى منتجات “الحلال”.
وما بين ساعات الصيام الطويلة وما بين انعدام الإحساس بالبيئة الإسلامية يقول يوسف محمد (سوداني): الساعات تمر سراعاً خاصة وأن دوام العمل ينتهي مبكراً مقارنة مع نهار رمضان، ويضيف: “لا أرى مشقة في صيام أكثر من عشرين ساعة والحمد لله، وإن متوسط درجة الحرارة بين (4 إلى 27) درجة سجلت خلال الصيف الحالي. وفي ذات الاتجاه يقول (أنور عبدالعاطي) إنه لا مشقة مع طول زمن الصيام، مشيراً إلى أن رمضان في السودان أحلى بين الأهل والأحباب، مضيفاً أن “كل مستلزمات الأسرة السودانية والأطباق الرمضانية السودانية موجوده حتى “الآبري والحلو مر، والويكة، وغيرها”. أما (منتصر بشير) فيصوم وفقاً لتوقيت مكة المكرمة ويقول إنه يستند للفتوي الخاصة “بأم القرى”، فهو يرى اختلال الليل والنهار واضحاً في شفق المغيب. مضيفاً أن الاختلاف رحمة بالأمة الإسلامية.

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]