جمال علي حسن : مسؤول لا يعرف متى يقول ماذا
نائبة رئيس البرلمان الأستاذة سامية أحمد محمد لم تكتف بإدانة عثمان ميرغني أكثر من إدانة الإعتداء عليه، بل صاغت تبريرات غريبة لهذا الفعل الآثم.
تصريح سامية الصادم المنشور بالصحف أمس في نصه (واستبعدت نائب رئيس البرلمان سامية أحمد محمد أن يكون القصد من الاعتداء قتل ميرغني، واعتبرت ما تم رسالة من المجموعة ضد ما تراه وما رأته من تواطؤ من بعض الأجهزة العربية التي اتهمتها بالتخطيط والتنفيذ إلى جانب العدوان الإسرائيلي ضد غزة مما خلق غبناً وسط الشعوب)، وبررت مسلك المجموعة المعتدية بالقول: (أي إنسان حر سيثور عندما يسمع رأياً يتغزل في إسرائيل)..!
ألف علامة تعجب لا تكفي للتعبير عن الدهشة والصدمة التي صعقت رؤوسنا في تصريح سامية، بل في فهم ومنطق سامية التي كنا نظن أن خلف صمتها الكثيف ميزان الحكيم الحصيف..!!
وألف علامة حزن وأسى على حال برلمان تقوده مثل سامية بهذا الفهم الغريب..؟!
يا شيخة ويا سيدتي: هل حديث عثمان ميرغني كان كفراً بالله أو خروجاً عن الملة حتى تقولين إنه يستفز مشاعر المسلمين تحديداً دون غيرهم؟..
وهل مقاطعة إسرائيل وعدم التطبيع معها هو موقف شرعي إسلامي منزل في كتاب الله مثلاً أم هو موقف سياسي..؟!
كلنا ندين الاعتداء الإسرائيلي على غزة بل نؤيد وبقوة مقاطعة إسرائيل ونعتبرها من المواقف العربية القليلة الناجحة في درجة الإجماع عليها بل بلغت درجة الإقرار بها حدَّاً جعل بعض الجهلة يعتبرون أن مصافحة اليهودي تستوجب النطق بالشهادة ودخول الإسلام من جديد.
صحيح يجب علينا أن نحتفظ بقوة موقفنا من إسرائيل ونطالب بمواقف مماثلة في ملفات قومية وعربية أخرى نؤكد بها على وحدة كلمتنا لكن بوعي كامل بحقيقة الموقف بأن نترك المجال مفتوحاً لتوعية الناس بطبيعة وحقيقة هذه المواقف ومرجعياتها المبدئية، بحيث لا يكون هناك لبس في عقول الناس ومفاهيمهم ولا يكون الموقف استغلالا لأصوات غير مدركة ولا واعية بموقفها بل تظن أن مقاطعة اليهودي هي أمر رباني..
نختلف مع عثمان ميرغني في رأيه ولكن نحترم دوره في توعية المجتمع بحقيقة وطبيعة الموقف القائم من إسرائيل بحيث تنبني مواقف الجميع على وعي وليس على جهل و(خم ساكت).
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
صحيفة اليوم التالي
ت.إ[/JUSTIFY]