منوعات

الدراما التلفزيونية تتنفس الصعداء.. بعد أن أصبحت فنا مهملا

[JUSTIFY]لافتات قماش خطت بأجمل الحروف وأزهى الألوان نصبت على شوارع الخرطوم عن مسرحية درامية تبدأ من الخميس وحتى الاثنين من كل أسبوع، هنا يتوارد إلى الخاطر العدد الذي قطع تذاكر المشاهدة، وتذكرة أخرى لعنان تفكير يصول باحات الخيال عله يستطيع التكهن بنجاح المسرحية أو فشلها ليسدل الستار وتبدأ المشاهدة، ليتوصل إلى أن الدراما والإنتاج عانتا الضعف التام ونحل جسمهما وفي المسرح يحاول الفنانون المقاومة بقدر إمكاناتهم ولا يزال الجمهور شغوفاً لحضوره العروض سواء التراجيدية كان أو الكوميدية. أما الدراما التلفزيونية فحالها محزن والتلفزيون الرسمي لا يدعمها وربما فقدت علاقتها المتينة مع المشاهدين سيما وأن ثلاثة أرباع القائمين على الأعمال المقدّمة لا علاقة لهم فعلاً بالدراما، وأصحاب الشأن حملوا حقائبهم وسافروا إلى دول المهجر بحثا عن مكان ومتنفس يمارسون فيه هواياتهم ومهنتهم، ولكن التحكم و”المحسوبية” من الدخلاء يضع الدراما في مواجهة خطر التدمير والانهيار.
ويقول الممثل الهادي الصديق إن الدراما هي الفن الملئ بالقدرات الساحرة لجذب عيون الناس وهو الإطلالة الحقيقية لكل المبدعين، ولكن للأسف في بلادنا ظهرت الدراما في (استحياء) وتظهر في شكل فقرات صغيرة تتخلل بعض البرامج (لا تسمن ولا تغني من جوع)، ويكاد غياب الدراما التلفزيونية الجديدة في الشهر الفضيل أكبر دليل على هذا الظهور(الاستحيائي)، بحيث أضحت فنا مهملا وليست قضية مهمة في خارطة الإبداع الفني ما جعل خطوات الغناء ترتفع أعلى وأعلى على غيرها من الفنون، مشيرا إلى أن العودة إلى الدراما السودانية تتطلب الاهتمام بها متمثلا في المال والإنتاج الفني.
ويشير الصديق إلى عدم وجود المال وإهمال الدولة في السابق وتوقف التلفزيون عن إنتاج السينما علما بأنه كان المنتج الأساسي لها منذ البداية، ما أدى إلى نهايتها وموتها مقارنة بالإنتاج الضخم المتمثل في المسلسلات مثل(الضحية، دكين، اللقيط وفاعل خير)، وكشف الهادي عما يخص النقد سلبا كان أو إيجابا فهو يراه أفضل من الصمت.. وجه سؤالا قد يجيب عليه الزمن بعد أن سئم الجميع من دعم الدولة قائلا.. أين هي الدراما الحقيقية.. وليس هناك تقدم في إنتاج أعمال درامية جديدة.؟
أما قضية غياب الدراما السودانية عن المنافسة العربية وجهل الآخرين بها يبقى لغزا محيرا رغم أنها سبقت تجارب عربية كثيرة في هذا المجال، ورغم تبريرات السودانيين لهذه الظاهرة وردهم إياها لقلة الإمكانيات أحيانا واللهجة أحيانا أخرى، كما أن أسلوب التمثيل والديكور المعروض أيضا قد يكون سببا، إلا أن الأمر ما زال محل حوار وجدل مستمر رغم بدايات التلفزيون السوداني التي تعود إلى العام 1962.

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]