قير تور

لمن نتحدث ولماذا؟


[ALIGN=CENTER]لمن نتحدث ولماذا؟ [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]اذا قابلك شخص لا تعرفه ولا هو يعرفك، او قل قابلت شخصاً يعرف كل منكما الآخر جيدا، هل سبق لك سؤال نفسك: كيف اتحدث، وماذا اقول؟ وماهي الطريقة التي يجب علىَّ الحديث بها؟ وماهي نوع اللغة التي يجب على استخدامها مع المستمع؟ ونفس الامر يتوجب على الكاتب زينا كدا يا اخوانا واخواتنا انا بكتب لمنو ولشنو؟!
عفوا فقد لا اكون فتحت باب الدخول لموضوع اليوم، لكن لندخل معا بعيدا عن الاسئلة اعلاه وانا اود ان تساعدوني في الاجابة على السؤال: هل من الضرورة للمتحدث ابراز مقدراته اللغوية الهائلة لمستمعيه ام يكفيه فقط كلمات بسيطة غير مستساغة لعلماء النحو لكنها مفهومة للمتلقي؟ بمعنى آخر عند الحديث هل تهدف إلى اجادة اللغة ام إلى جذب المستمع؟
اقول هذا وفي بالي الخطب التي كان يلقيها الزعيم الراحل دكتور جون قرنق بسيطة الكلمات العربية والانجليزية فتجد الصدى عند المستمعين.. وكذلك فالراحل الزبير محمد صالح اشتهر بحديثه الدارجي.. وفي الوقت الراهن يتحدث الرئيس عمر البشير بلغة شعبية بسيطة يفهمه من يدخل المدرسة بنفس الطريقة التي يفهمها به الاستاذ الجامعي.
اذن فالمستمع يكون تحت رحمة المتحدث وهذا يتوقف إلى اي مدى للشخص المتحدث قدرة احترام الذات وبالتالي احترام الاخرين حتى يستخدم مصطلحات يفهمها على الاقل اغلب المستمعين إليه.. ان لم ينجح مع الكل.
ونفس الامر يجري على الكاتب الذي يستخدم كلمات صعبة اكاديمية او لها علاقة بفكر سياسي معين لا يفهمه.. وللامانة رغم انني طالعت الكثير من الكتابات فلم اعرف بعض الكلمات التي الاقيها دائما وهذه فرصة طيبة اسال فيها عن معانيها منها: الاندياح.. تموسق.. تبلور وقولبة.
عفوا ذهبت بعيدا وعلينا العودة إلى لب الموضوع، وانا اقصد توجيه النقد إلى بعض اخواني الذين لاحظت استخدامهم عبارات اللغة الرفيعة التي تحتاج فيها بعض المرات إلى ضرورة حمل القواميس والمعاجم حتى نفهم ونعي ما قيل في المنصة.
من الملاحظات التي لفتت نظري في المناسبات الاجتماعية مثل الاعراس وغيرها.. وانا اقصد تحديدا الجنوبيين.. ان المتحدثين غالبا ما يستخدمون اللغتين الانجليزية والعربية والغرض من ذلك حسب قصد المتحدثين ايصال الرسالة إلى اكبر عدد ممكن.. وحسب رأيي الشخصي فالمتحدثون دائما ما يختزلون الوجود على هفوة نالت فرصتها في التعليم إلى الدرجات العليا واذا لم يكن الامر كذلك فما هو الداعي لاستخدام اللغة العربية الفصحى او الانجليزية التي تظن أن متحدثها قادم على التو من احدى قرى ايرلندا في زمن شكسبير. باختصار شديد ينسى المتحدثون وجود افراد اخرين لا يفهمون ما يقال.
اذن فمن شروط افهام المتلقي (مستمعاً او قارئاً) معرفة نفسية من تتحدث معه، وتعي جيدا بان الغرض هو جعله فاهما ما تقول وليس الهدف جعله معجبا بفصاحة لغتك وبلاغتها ورصانتها.. نعم هذه الاشياء مهمة لكن جوهر الكلام فهمه.
طبعا من الاشياء التي لا تخفى ان البعض يظن نفسه بلا قيمة عند المستمع اذا لم يستخدم كلمات صعبة المعاني والمخارج عند النطق بل ان البعض يتلذذ بذلك.. المهم عزيزي القارئ وعزيرتي القارئة: لمن تتحدث؟ ولماذا؟ وانتم ايضا لكم الحق في مساءلتي إذا لم اوفق في ايصال الرسالة إليكم لأنكم أصحاب الحق الاصيل فيما نعمل.[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1153- 2009-1-28


تعليق واحد

  1. لك التحية يا استاز قير تور
    حاخد راحتي بالدراجي احسن
    كلامك دايما هادف وانت كاتب قلمك نبيل وقريت ليك اكتر من 4 مقالات هسي وانا يادوب من ما عرفت المنتدي دة لي يومين .
    اتمني ليك التوفيق وانت بتحارب الظواهر السالبة في المجتمع السوداني ودمتم زخرا للسودان