عالمية

الغزيون يؤدون صلاة عيد الفطر في ظل تواصل الحرب الإسرائيلية


أدى فلسطينيون في أنحاء قطاع غزة، صباح يوم الاثنين، صلاة “عيد الفطر” في معظم مساجد القطاع في ظل تواصل الحرب الإسرائيلية على القطاع التي بدأت في 7 يوليو/ تموز الجاري.

وتزامن أداء الفلسطينيين لصلاة العيد، التي بدأت الساعة 6:25 بالتوقيت المحلي (3:25 ت.غ) من صباح الاثنين، مع قصف المدفعية الإسرائيلية بثلاث قذائف أهداف مجهولة في شرقي مدينة غزة، دون يتم الإعلان عن وقوع إصابات.

ولم يتمكن الكثير من الفلسطينيين في المناطق القريبة من محاور توغل الآليات العسكرية الإسرائيلية من أداء صلاة العيد، فالجيش الإسرائيلي يستهدف أي جسم متحرك في تلك المناطق الحدودية.

وتتوغل الآليات العسكرية الإسرائيلية في مسافة تتراوح ما بين 500 إلى 2.5 كم داخل الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة.

وبدت مساجد القطاع شبه خالية من الأطفال الذين يكونون عادة أول المحتفلين بعيد الفطر، فقد امتنع الغزيين عن اصطحاب أطفالهم إلى صلاة العيد، كما يحدث في كل عام، خشية من تعريض حياتهم للخطر.

كما غاب عن قطاع غزة هذا العام، مشهد صلاة عيد الفطر في الساحات العامة، والأراضي الخالية باستثناء بعض المناطق، التي لم تتسع فيها المساجد للأعداد الكبيرة من المصلين، خاصة في ظل نزوح الآلاف من الفلسطينيين من المناطق الشرقية لمدن قطاع غزة إلى غربي ووسط المدن.

وأغلق قرابة 70 مسجد في أنحاء القطاع أمام المصلين، بعد تضررها بشكل كبير وتدمير بعضها بسبب استهدافها بشكل مباشر من الطائرات والمدفعية الإسرائيلية، أو قصف أراض ومنازل ملاصقة لها.

وحث الخطباء الفلسطينيين على “الصبر أمام الحرب الإسرائيلية المتواصلة، والدعاء للمقاومين بالنصر على أعدائهم ودعمهم، واحتساب قتلاهم في عداد الشهداء”.

ودعا الخطباء الفلسطينيين إلى “التعاون في ظل الأيام العصيبة التي يعيشونها، وزيارة عائلات قتلى الحرب، وعيادة الجرحى، واحتضان الأطفال الأيتام، وتقديم المساعدة إلى النازحين والمشردين”.

ويشن الجيش الإسرائيلي، غارات (جوية ومدفعية وبحرية) عنيفة ومكثفة على مختلف أنحاء قطاع غزة، أدت إلى مقتل 1035 فلسطينيًا، وإصابة نحو 6233 آخرين، بجراح متفاوتة، حتى الساعة (03:50 ت.غ) من فجر اليوم الاثنين، بحسب مصادر طبية فلسطينية.

وبخلاف القتلى والجرحى في الجانب الغزي، تسببت الحرب أيضًا في تدمير 2330 وحدة سكنية، وتضرر 23160 وحدة سكنية أخرى بشكل جزئي، منها 2080 وحدة “غير صالحة للسكن”، وفق معلومات أولية صادرة عن وزارة الأشغال العامة الفلسطينية.

في المقابل، قتل 43 جندياً وضابطًا وثلاثة مدنيين إسرائيليين، حسب الرواية الإسرائيلية، فيما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها قتلت 80 جندياً إسرائيلياً وأسرت آخر.

ومساء أمس الأحد، كانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد أعلنت عن توافق الفصائل الفلسطينية على قبول “تهدئة إنسانية”، لمدة 24 ساعة تبدأ الساعة الثانية من مساء الأحد بالتوقيت المحلي (11:00 ت.غ)، استجابة لتدخل الأمم المتحدة، ولا تزال “حماس” تنتظر ردًا رسميًا من إسرائيل بخصوص هذه التهدئة.

وفي السياق، قال مصدر عسكري إسرائيلي، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ”الأناضول”: “إن تعليمات المستوى السياسي هي احترام وقف إطلاق النار، بمعنى الهدوء سيكون مقابله هدوء وإذا ما تم إطلاق النيران سيتم الرد على مصدر النيران”.

ونزح السكان الفلسطينيون من مناطق سكنهم، خاصة بعد قصف الجيش الإسرائيلي لحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، بمئات القذائف المدفعية يوم السبت 19 يوليو/ تموز الجاري، ما أسفر عن مقتل قرابة الـ250 فلسطينيا وإصابة أكثر من 1000 آخرين.

ووفق المرصد “الأورومتوسطي” لحقوق الإنسان، فإن قرابة الـ150 ألف فلسطيني نزحوا من مناطق سكنهم القريبة من الحدود الشرقية لقطاع غزة، بسبب العملية البرية وقصف منازلهم.

غزة/مصطفى حبوش/الأناضول-