د. هاشم حسين بابكر : عيد توارى خجلاً منا نحن !
إحمرّ وجه العيد خجلاً واسودت وجوه كل الحكام العرب حتى المؤيدين منهم نفاقاً للشعب الأعزل المحاصر في غزة..!!
هل العيد على الجامعة العربية والتي لو تبادل حرفا الراء والباء أماكنهما لما تغير الأمر كثيراً ولأصبحت الكلمة الصحيحة والصفة الأصيلة لتلك الجامعة المفرقة..!!
وغاب عن المشهد تماماً ما يسمى زوراً بالمؤتمر الإسلامي، ولعل الغياب يمثل دور المؤتمر الإسلامي في المشهد الدامي..!!
محاولات كريمة ومحمودة تقوم بها دولة قطر ومن الدوحة دائماً تأتي الحكمة، وأخرى جادة تقوم بها تركيا وهي تشعر بذات الألم الذي يألمه أهل غزة..!!
والشعوب العربية تبكي وتشكو إلى الله ضيق ذات اليد، ليس بسبب المعيشة الضنك التي عيشها بقدرما تشكو وهي ترى إخوتها في غزة يقتلون ويذبحون وتمنعهم جيوش الإثم حتى من سترها ومواراتها التراب..!!
الرقيب معاش حامد أدروب في محادثة تلفونية معي جسد رأي كل عربي ومسلم وكل مواطن عربي مستضعف، فالرجل عبر عن مشاعره بالدموع وما أدراك ما تعنيه دموع الرجال، إنها دموع تنهمر ناراً تحرق أعداء الإسلام والإنسانية فقط أرخوا العنان الذي يلجمها..!!
إن كل مسلم وعربي بسيط هو الرقيب معاش حامد أدروب فهو يجسد ويعبر عن لسان حال المستضعفين في زمن القوة..!!
أن ينزع خمار مسلمة في عمورية يكون سبباً كافياً لغزو عمورية.. لله درك أيها المعتصم بالله..!!
أن يعذب مسلم واحد ويفتن في دينه من قبل قيصر، كان سبباً كافياً ليهب حفيد عمر بن الخطاب، الراشد الخامس عمر بن عبدالعزيز، ليكتب لقيصر رسالة عابرة للقارات، سببت دماراً نفسياً هائلاً يتضاءل أمامه ذلك الدمار الذي تحدثه القنابل الفسفورية وتلك التي تحمل اليورانيوم المنضب..!!
الأسير المسلم بسطوا أمامه كل مغريات الدنيا بما فيها نصف ملك قيصر ليرتد عن الإسلام فرفض، وبعدها جاء دور العذاب المؤلم ورغم ذلك بقي على دينه..!!
وما أن بلغ الخبر أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز أتدرون ماذا فعل..؟
ربما يقول البعض إنه طلب عقد جلسة طارئة للجامعة العربية..!!
وربما يقول البعض إنه تقدم بشكوى لمجلس الأمن..!!
وربما يقول آخرون إنه اكتفى بالإدانة والشجب آخر سلاح فقدته الأنظمة العربية في ظل معركة حاسمة..!!
كلا.. لا هذا.. ولا ذاك.. بل كتب رسالة كانت بمثابة القنبلة النووية وإليكم نص الرسالة الذرية:
من أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز إلى كلب الروم..!!
لقد علمنا بأمر أسيرنا لديك..!! أبعث به إليّ من فورك فوالله إن لم تفعل لأرسلن لك جيشاً أوله عندك وآخره عندي..
لا أستطيع أن أحصي عدد المرات التي قرأت فيها هذه الكلمات ففي كل مرة يهتز فيها كل كياني أضعاف ما كان سابقاً، وتنزل دموعي انهاراً تنعي ذلك الدرك السحيق الذي تردى إليه حكامنا اليوم من ذلك العلو الشاهق والسموات الذي تمتع به حكام بالأمس..!!
سقطت الرسالة بين يدي قيصر وأخضّر وجهه رعباً، فما كان منه إلا أن أمر بتجهيز مركبته الخاصة التي لا يركبها إلا القيصر لتحمل الأسير الصامد المؤمن يصاحب ذلك قافلة من الهدايا والنفائس كان أولها عند عمر وآخرها عند قيصر..!!
أقام ابن عبدالعزيز الدنيا ولم يقعدها من أجل أسير واحد، واليوم يصمت كل حكام العرب أوالأغلبية الغالبية منهم أمام ما يقرب من مليوني أسير في غزة ولا يطرف لهم جفن، واختفى سلاحهم الفتاك الذي تمثله صواريخ الشجب وقنابل الادانة رغم انها صواريخ عابرة للافواه وقنابل تزيد العدو غروراً وصلفاً..!!
وهذه المرة فرغ المخزون الاستراتيجي من صواريخ الشجب وقنابل الادانة فاستسلم الحكام العرب، ولكن تحدثت الصواريخ الحقيقية التي فرضت على إسرائيل حصاراً أكبر من ذلك الذي فرضته على غزة..!!
خسائر الجيش الإسرائيلي قاربت العشرة مليار دولار أما عن الخسائر الاقتصادية فحدث ولاحرج، فقد أُغلقت الأسواق في معظم المدن الإسرائيلية، فالذين يشترون لجأوا إلى المخابئ..!!
هكذا الأمر تركت غزة وحدها تقاتل «وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله» وللأسف يتصدر الفئة الكثيرة غالبية الأنظمة العربية، وتأتي خلفها ذات إسرائيل وذات أمريكا.. والله غالب على أمره ولوكره الكافرون والمنافقون وكل أعداء الإسلام..!!
يا هؤلاء لقد توارى أعظم عيد للمسلمين خجلاً بما كسبت أيديكم، وحسبنا وحسب أهل غزة الله ونعم الوكيل..!!
صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]