رأي ومقالات

علي الصادق البصير : الواتساب.. إدارة أزمة الخريف

[JUSTIFY]واحدة من أهم مقومات نجاح عمليات إدارة الأزمة أياً كان شكلها، هي توافر المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب، ومن ثم بناء طريقة التعامل الذي يمكن أن تخفف وطأة الكارثة، وما لاحظناه خلال إدارة أزمة السيول والأمطار والفيضانات بالخرطوم والولايات، أن الواتساب لعب دوراً كبيراً في نقل المعلومات والصور الحية، إلا أن كثيراً من تلك الرسائل كانت محل تشكيك وسخرية وسخط وانتقاد، وبعضها مصنوع وممنتج، وبعضها منذ أعوام سابقة، وقد ساهمت هذه التقنية في نشر الهلع وتثبيط الهمم بنسبة كبيرة، وشكلت رأياً عاماً تعجز عن تشكيله كل وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء.

ولعل القائمين على أمر المعلومات وأمنها لم يفطنوا لهذه الوسيلة الخطيرة ومحاولة الاستفادة منها لإيجاد خطاب توعوي وتحذيري يسهم بشكل إيجابي في الحد من المخاطر، ويعلي من قيمة التكاتف والتضامن لمواجهة الخطر، ويرفع مستويات الإدراك والإحساس بالمسؤولية التضامنية، وبلا شك سوف تكون لهذه الرسائل تأثيرها القوي ونتائجها لما بعدها.

والدليل على ذلك ما قام به الأستاذ عبد المحمود النور وزير التربية والتعليم في ولاية الخرطوم، عندما استفاد من هذه التقنية وهو بغرفة الطوارئ وتباينت الرؤى حول تمديد عطلة المدارس، وقام ببث رسائل استفتى فيها قادة الرأي العام وأهل الصحافة وبعضاً من أولياء الأمور، فتكاملت رؤيته وتطابقت مع من استفتاهم فأصدر قراراً حكيماً رحبت به كل الأوساط وفي وقت وجيز، وهو أسلوب جديد في اتخاذ القرار وتوظيف إيجابي للتقنية في إدارة الأزمة، وهي رسالة كتبت بمداد مهذب ومحترم وكان نصاً مختصراً قال فيه: «الإخوة الأعزاء، مازلنا في تقييم الوضع الراهن في غرفة طوارئ الخريف بالوزارة.. حول استئناف الدراسة غداً.. إنتو رأيكم شنو كأولياء أمور وبعضكم مختصين»؟

رسالة أخرى بعث بها معتمد أم درمان الشاب المجاهد اليسع صديق التاج انتشرت بسرعة فائقة على الواتساب ومن داخل غرفة الطوارئ، نقل فيها توجيهات بإخلاء المواطنين الساكنين بالقرب من النيل والخور حفاظاً على أرواحهم وذلك نسبة للسيول القادمة الآن بكميات كبيرة على قرى القيعة الودي وجادين والهجيليجة والصالحة والشقيلاب، ووجه اللجان الشعبية ومجموعات الواتساب التبليغ الفوري للمواطنين عبر الوسائل المتاحة.

نجاح هاتين الرسالتين شكلتا سابقة في التواصل الجماهيري مع المسؤولين، وبالتالي يمكن توظيف هذه التقنية المتاحة ببث الرسائل الإيجابية التي يمكن أن تكون بديلاً لتلك الصور المصنوعة والممجوجة والمحبطة.

* أفق قبل الأخير ولو فكر جميع المسؤولين على طريقة الوزير والمعتمد ومحاولة التواصل المباشر مع الجماهير ستكون النتائج بمخرجات إيجابية.
* أفق أخير رسالة بالواتساب: الدفاع المدني ليس مسؤولاً عن تصريف المياه بالأحياء.

صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]