رئيس بعثة يوناميد بدارفور: تحقيق أممي في اتهامات حول عدم قيامنا بمهامنا
وأضاف بن شمباس، خلال مؤتمر صحفي عقده في الخرطوم اليوم الإثنين، أن “مجلس الأمن شكل فريقا من خبراء الأمم المتحدة لزيارة دارفور، للتحقق حول الاتهامات التي أطلقتها البصري، ومراجعة تدفق المعلومات ومن ثم رفع تقرير لمجلس الأمن”.
ومضى قائلا إن “البعثة ليس لديها ما تخفيه من معلومات وحقائق.. وسنتعاون مع فريق التحقيق”.
وأضاف أن ” فريق التحقيق سيجد الدعم الكامل من بعثة اليوناميد، ونحن مستعدون لمدها بالحقائق”.
وتقدمت عائشة البصري، باستقالتها من منصبها في أبريل/نيسان من العام 2013، وقالت في تصريحات صحفية مؤخراً، إن السبب الرئيسي لاستقالتها، “هو أن البعثة لا تريد ان تقول الحقيقة، وتتستر على الجرائم، التي ترتكبها القوات الحكومية والمتمردين”، ودعت مجلس الأمن للتحقيق حول الشكاوى والاتهامات التي أطلقتها بحق البعثة وقيادتها.
وأعرب بن شمباس، عن قلقه إزاء تصاعد اعمال “العنف القبلي والأعمال الإجرامية” بدارفور، وقال إنها “لا تزال تشكل تحدياً أمام بعثة يوناميد”.
وقال إنه “أبلغ مجلس الأمن الدولي مؤخراً، بانحسار وتيرة القتال بين القوات الحكومية والحركات المسلحة خلال الأشهر الماضية”.
وأشار إلى تردي الوضع الإنساني في دارفور، وكشف عن تسبب القتال منذ بداية العام الجاري في نزوح نحو 385 ألف شخص من مناطقهم، وحذر من تفاقم أزمة النازحين بسبب قلة الجهات الانسانية العاملة في الاقليم، وخفض المعونات الانسانية على الأرض نتيجة للفجوات في مستوى القدرات وانخفاض التمويل والوضع الهش للبيئة الأمنية.
من جهة أخرى، نفى بن شماس وقوع أي اصابات بوباء حمى فيروس “إيبولا” القاتل وسط جنود وعناصر بعثة يوناميد.
وأضاف أنه “ليس هناك حالة اصابة واحدة ولا حالة اشتباه بالمرض وسط أعضاء البعثة”، مشيرا إلى اتخاذ البعثة، اجراءات بفحص اعضاء البعثة خاصة القادمين من البلدان المصابة بالمرض من قبل طبيب تابع للأمم المتحدة.
وفيروس إيبولا هو حمى نزفية فيروسية تصيب البشر، وتم تسجيل أولى حالات الإصابة بها يوم 9 فبراير/شباط الماضي في غينيا الاستوائية قبل أن تمتد إلى البلدان المجاورة، وفقا لمنظمة الصحة الدولية.
يذكر أن يوناميد تقوم منذ عام 2008 بعمليات لحفظ السلام في دارفور غربي السودان وتنشر قوات يبلغ عددها نحو 26 ألف عسكري في الإقليم.
ومنذ عام 2003، يشهد إقليم دارفور نزاعًا مسلحًا بين الجيش السوداني وثلاث حركات مسلحة هي “العدل والمساواة”، و”تحرير السودان” بقيادة عبد الواحد نور، و”تحرير السودان”، بقيادة أركو مناوي.
كما ينشط في دافور كثير من العصابات في عمليات نهب وقتل واختطاف للأجانب العاملين في الإقليم؛ طلبًا للفدية مقابل إطلاق سراحهم.
ووفقًا لتقرير صدر عن الأمم المتحدة عام 2008 (لم يصدر تقرير أحدث منه)، فإن نزاع دارفور تسبب في نزوح حوالي 2.5 مليون شخص، ومقتل نحو 300 ألف شخص لقوا حتفهم في نزاع دارفور، بينما تردد الحكومة السودانية أن عدد القتلى لا يتخطي العشرة آلاف.
وبسبب هذا النزاع، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية عام 2009 مذكرة اعتقال بحق الرئيس عمر البشير؛ بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، قبل أن تضيف إليها عام 2011 تهمة الإبادة الجماعية، وهو ما ينفيه البشير.
نبيل سليم/ الأناضول
ي.ع