وزير الدفاع السوداني: السودان يعتبر من بين أكبر 4 دول في افريقيا تمتلك قوات منظمة وكبيرة ومتطورة
وأضاف وزير الدفاع في حوار له مع تلفزيون السودان مساء الخميس بمناسبة العيد الستين للقوات المسلحة أن الجيش السوداني من أكثر الجيوش تنظيما وتماسكا في الاقليم وأنه استطاع أن يحافظ على وحدته بالرغم من حالة الحرب الطويلة التي عايشها.
وتطرق الى تاريخ القوات المسلحة مستصحبا التطور الذي حدث للجيش، كاشفا عن اعداد برنامج متكامل يجري تنفيذه منذ فترة لإعادة هيكلة القوات المسلحة وتطويرها في جميع المناحي لمواكبة التطورات، مشيرا الى هنالك تطويرا ضخما حدث بالنسبة للمعدات التي قال إنها صناعة سودانية، مبينا أن تسليح الجيش السوداني يواكب تسليح الجيش في العالم، مضيفا أن السودان يعتبر من بين أكبر 4 دول في افريقيا تمتلك قوات منظمة وكبيرة ومتطورة.
وقال إن السودان استطاع أن يبني جيشا قويا متقدما قادرا على المحافظة على أمن الوطن في ظل الحصار المضروب عليه منذ فترة طويلة .
وحول الادعاءات الاسرائيلية حول مد السودان للمقاومة الفلسطينية بالسلاح قال إن هذه الادعاءات لا صحة لها وغير مسنودة بالمنطق قائلا “نحن لسنا دولة مجاورة لإسرائيل وليست هنالك خطوط طيران بيننا وبينها وكل ما تدعيه كذب وافتراء” .
وأكد أن موقف الشعب السوداني والحكومة السودانية تجاه القضية الفلسطينية واضح في ظل الغباش الموجود لدى الآخرين، مشيرا الى أن هذا الامر هو الذي يجعل اسرائيل تفتري مثل هذه الافتراءات.
وفيما يتعلق بالدفاع ضد العدوان الخارجي قال وزير الدفاع إن انشاء دفاع جوي كامل غير قابل للاختراق أمر مكلف جدا وصعب على الكثير من البلدان، مضيفا أن القوات المسلحة السودانية تتبع إجراءات كفيلة بحماية أمن البلاد من العدوان الخارجي.
وتناول في حديثه التقاطعات مع دولة جنوب السودان، مشيرا الى أن تردي الأوضاع العسكرية في جنوب السودان له تأثيرات سلبية على السودان.
وقال عبد الرحيم إن الخط الصفري على الحدود مع جنوب السودان لم يحدد حتى الآن، الأمر الذي عطل عمل جميع الآليات المناط بها تنفيذ الاتفاقيات المشتركة لارتباطها بتقسيم الحدود وترسيمها، مشيرا الى أن من مصلحة السودان أن تكون دولة الجنوب آمنة ومستقرة وصديقة وكل ما يمكن أن يمهد لهذه الأشياء تجد المساندة من السودان.
وأكد وزير الدفاع أن الجيش يقاتل في دارفور من أجل السلام ودفع المتمردين الى الجلوس للحوار حتى ينعم المواطن بالأمن وهو ما تصبو اليه الحكومة .
وقال إن عمليات الصيف الحاسم قطعت شوطا كبيرا في حسم التمرد وحققت جزءا مقدرا من اهدافها، مبينا أن القوات المسلحة ستواصل عملها وفق الخطة .
وأوضح وزير الدفاع أن التمرد في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان بات محصورا في مناطق محدودة وضيقة .
وحول قوات الدعم السريع قال وزير الدفاع إنها قوات مستنفرة من القوات النظامية المختلفة الجيش والشرطة وغيرها وتم تجميعها وتدريبها بواسطة القوات المسلحة، مشيرا الى أن قوات الدعم السريع قدمت الدعم للجيش في أوقات صعبة وقامت بأدوار ممتازة وحققت نتائج ايجابية على صعيد عمل القوات المسلحة.
وأضاف أن ما يثار حول هذه القوات مجحف وفيه نوع من عدم الوطنية والغيرة على الوطن، مقرا بوجود بعض التجاوزات الفردية وهي لا تحتسب على كامل القوة ويتم التعامل معها وحسمها وفق القانون.
وانتقد عبد الرحيم سلوك الصادق المهدي متسائلا “لماذا يترك الصادق المهدي الحوار وهو موجود في الداخل ويذهب للبحث عن حوار آخر في الخارج؟”.
وأعلن وزير الدفاع جاهزية القوات المسلحة لتوقيع اتفاق وقف اطلاق النار مع التمرد اذا رغبوا في السلام ووضعوا السلاح وجاهزيتها لكل الترتيبات الأمنية مع التمرد التي تمهد لتحولها الى حركات سياسية ودمجها ضمن القطاعات المختلفة، مشددا على أن القوات المسلحة ستظل تحمي الديمقراطية والنقل السلمي للسلطة.
وقال وزير الدفاع إن اعلان باريس لا يعني الحكومة السودانية في شيء لانه لم يتم اصطحابها فيه لا بالمشورة أو أخذ الرأي، مشيرا الى أن الجيش مرتبط بالسياسة في السودان كما في دول العالم الثالث ويؤثر في السياسة ويتأثر بها.
وقال وزير الدفاع “نحن في القوات المسلحة حريصون على أن تتداول القوى السياسية السلطة بسلم وطرق بعيدة عن العنف لذلك نحن ندعم مبادرة الحوار الوطني الشامل ونعتقد أنها ستؤسس لسلام دائم في البلاد”.
وأضاف أنه على الأحزاب السياسية والمعارضة أن تصبر حتى تنال حظها عبر الانتخابات والطرق الديمقراطية.
وتناول عبد الرحيم محمد حسين علاقات السودان مع دول الجوار وذكر في الشأن المصري أنه استشعر خلال لقائه بالرئيس المصري السيسي عندما كان وزيرا للدفاع بأنه متفهم لخصوصية العلاقة مع السودان وحريص على تحسينها.
ونوه الى أن مصر لن تؤتي من قبل السودان، مؤكدا حرص السودان على أن تكون له علاقات أخوية جيدة وطيبة مع مصر لأن أمن السودان من أمن مصر والعكس.
وأضاف أن الفرصة الآن متاحة لإنشاء قوات مشتركة مع مصر وتطويرها، منوها الى أن أهمية القوات المشتركة تكمن في حسمها الشكوك المتعلقة بتهريب السلاح والبشر وتصدير الإرهاب وغيره.
وفي الشأن الليبي قال وزير الدفاع “نحن ندعم استقرار ليبيا ونرفض أي تدخلات أجنبية سالبة في الشأن الليبي ونرفض إقصاء أي طرف من الأطراف الليبية من المشهد السياسي.
وأضاف أنه في ظل كل ما يحدث من اضطراب في ليبيا وتعاقب الحكومات إلا أن تجربة القوات المشتركة السودانية الليبية لا تزال موجودة والكل متمسك بها .
وفيما يتعلق بالجارة إثيوبيا قال وزير الدفاع “سنحافظ على كل أشكال التعاون العسكري بيننا وإثيوبيا ونسعى دوما لتطوير التعاون مع إثيوبيا في جميع المناحي”.
الخرطوم في 14-8-2014م (سونا)