رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : أردوغان رئيساً لتركيا الفتاة الإسلامية!!..

[JUSTIFY]لوحظ أن الرئيس التركي المنتخب رجب طيب أردوغان يذكر في خطاباته بقائد مشروع استئناف دولة المسلمين الموحدة «دولة الخلافة الإسلامية» محمد الفاتح العثماني والسلاطين العثمانيين من بعده. وقيل إن أردوغان في سياق إشارته إلى الحكام العثمانيين الذين أعادوا بناء الدولة الإسلامية بعد مرحلة التتر والمغول إنه سيعيد أمجادهم على أبواب مرور قرن على انهيار الدولة العثمانية.
ولكن كيف ستعود تلك الأمجاد؟!. إن الوسائل في تلك الحقب لا تصلح الآن. وإذا كان مخطط انهيار الدولة العثمانية أصلاً جاء لتنفيذ مشاريع عدة على حساب مصالح وحقوق المسلمين منها دولة الكيان الصهيوني في فلسطين، فإن أصحاب هذه المشاريع يحرصون كل الحرص على الحفاظ على ثمرات مخططاتهم التي نفذوها بعد أن دشن لهم عميلهم التاريخي وأحد يهود الدونمة الذئب الأغبر كمال أتاتورك. إن اليهود اخترقوا مجتمعات المسلمين ببعض أبنائهم الذين ادعوا إنهم مسلمون لإكمال المهمة دون تعويقات ومن هؤلاء أيضاً سلاطين رودلف. وقيل إن محمد علي باشا نفسه من اليهود الألبان وكانت المهمة المسنودة إليه هي اختراق الدولة العثمانية وتقويضها من الداخل، وهذا ما ساعد لاحقاً أتاتورك في قطع رأس جسد الخلافة المتمثل في تركيا، فبعد أن كانت هي تركيا الأمجاد الإسلامية أصبحت على يد أتاتورك «تركيا الفتاة» وكان هذا شعاره.. إنها أصبحت الفتاة العلمانية الفاجرة الفاسقة السكيرة. ولم تحافظ هذه الفتاة على نضارتها فقد أصبحت عجوزاً بخدعة العلمانية ومحاربة الدين حتى جاءت «تركيا الفتاة الإسلامية المحتشمة» في عهد الديمقراطية النزيهة.
لكن لماذا الحديث عن إعادة أمجاد الدولة العثمانية في الوقت الذي تتطلع فيه تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي؟!.
إن أرقام الإنجازات التي تمت في عهد أردوغان وإن شئت قل حزبه «العدالة والتنمية» كبيرة. فقد أنجز هذا الحزب الحاكم في تركيا في فترة وجيزة حلول مشكلات أمنية واقتصادية وسياسية. فقد حسم مسألة التمرد الكردي بسياسة التواضع والتجرد معه، ورفع المستوى الاقتصادي للبلاد وقام بإصلاحات سياسية وطنية لصالح احترام حقوق الإنسان التركي.
لكن كل هذا ليس كافياً ليكون هو القدرة على استئناف «دولة المسلمين الموحدة» أو «الخلافة» حتى لو استوعب حزب العدالة والتنمية كل الثغرات والأخطاء التي صاحبت آخر سنوات الدولة العثمانية في عهد آخر حاكم وهو السلطان عبد الحميد.
لكن إذا ألقينا نظرة عميقة الى داخل دولة العراق المفككة الآن نجد الخصوبة السياسية العالية لانطلاق مشروع استئناف دولة المسلمين الموحدة في مرحلتها الأولى مرحلة تشكيل النواة والاعلام والدعاية والدعوة. فلا يمكن لدولة مستقرة مثل تركيا في هذه المرحلة وربما مرحلة قادمة أن تفكر في التوسع كما فعل من قبل محمد الفاتح العثماني. لكن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق «داعش» ليست لها التزامات سياسية في الداخل ولا علاقات إقليمية ودولية في الخارج حتى تتحرّج من المضي قدماً في توسيع مساحات دولتها غير العضو في منظمة الأمم المتحدة. مثل جمهورية أرض الصومال تماماً، وهي خلاف جمهورية الصومال المحروقة بالحروب وهي رغم ذلك عضو بالأمم المتحدة. فالمجتمع الدولي لا يقبل دولة مستقرة حكامها مسلمون. ومن قبل كان المجتمع الدولي ينظر للفتن داخل أفغانستان قبل حكم طالبان، لكنه كان ينتشي بها، فبعد أن جاءت طالبان وفرضت الاستقرار حسد المجتمع الدولي شعب أفغانستان وتحركت الآليات الأمريكية الحربية لنسفه.
الآن أردوغان رئيس منتخب دون برنامج عودة الخلافة طبعاً، لكن تركيا بهذه الانجازات الأمنية والاقتصادية التي حققها حزب العدالة والتنمية الإسلامي ستكون دخراً لكل المسلمين. وتركيا والعراق جغرافياً إسلامية واحدة ومعهما سوريا.
[/JUSTIFY]

الانتباهة
ي.ع