رأي ومقالات

سلمي التيجاني: سمعت صوت الرئيس السوداني البشير وهو يتحدث مع أحد الأطفال “يا ولد أقفل الماسورة”


في أول محاضرة بالسنة التمهيدية للماجستير في جامعة أمدرمان الإسلامية طلب المحاضِر من الطالبات تقديم أنفسهن فعرَفت إحدى زميلاتنا نفسها: اسمي زينب حسن ، أم لأربعة أطفال ، فعلق المحاضر ضاحكاً وكان الدكتور هاشم الجاز : لِم لم تذكري اسمك كاملاً ،

فقالت : زينب حسن أحمد البشير ، فأردف دكتور الجاز : أخت الرئيس . تفاجأنا لأننا لم نعرف علاقتها بالرئيس رغم زمالتنا طيلة أربعة أعوام بكلية الإعلام جامعة القرآن الكريم حيث إلتحقت زينب ضمن برنامج الناضجين .

وفي امتحان نهاية العام اتفقنا أنا وزينب على مذاكرة إحدى المواد مع بعضنا ، ولأن أبناءها صغار قررنا الذهاب إلى بيتها . بعد جلسة امتحان خرجنا من الكلية صوب بيتها بالجريف شرق ، وفي المواصلات طلبت مني أن « نغشى » بيت عُمر أخيها لأنها تركت أبناءها هناك .

دخلنا بيت عمر بالقيادة العامة لم يوقفنا أحد فالحراس كانوا يعرفون شقيقة الرئيس ، عندما وصلنا إلى صالة داخل المنزل ترامى إلى سمعي صوت الرئيس السوداني البشير وهو يتحدث مع أحد الأطفال « يا ولد أقفل الماسورة ، بليت نفسك ، كم مرة قلت ليك ما تلعب بالموية » ،

أوصلتنا الصالة لحوش في بهو المنزل عليه أربعة أسرة يجلس عليها أم السيد الرئيس وشقيقه والد الطفل الذي يلعب بالماء ، وكان الرئيس البشير بالعراقي والسروال الطويل يتجه نحو حوضٍ للمياه يقف عنده طفل في الرابعة من عمره وهو مبتل بالمياه .

قدمتني زينب للجميع « دي سلمى زميلتي » ، ثم شرعت في السلام على الموجودين وعندما وصلت للرئيس حضنها الرئيس وهو يردد « والله متلوِم معاك يا زينب ، قبل شوية قلت لأمي الأسبوع الجايي جاييكم في البيت » ، وترد عليه زينب ، صافحني الرئيس « أهلاً بيك ، إتفضلي » واستأنف مع شقيقته السلام والسؤال عن الأحوال وكيف تسير الامتحانات .

كان اليوم أحد أيام السابع والعشرين من رجب وكان الرئيس وأسرته صائمين ولم يبق للإفطار إلا لحظات ، سألت زينب عن فاطمة « السيدة فاطمة خالد زوجة الرئيس » فقيل لها بالمطبخ ، توجهنا نحو المطبخ لإلقاء التحية عليها ، كانت وحدها بالمطبخ بلا خدمٍ ولا حشم وهي منهمكة في إعداد إفطار الصائمين ، ثم اصطحبتني زينب إلى غرفة بالمنزل واستأذنت لتبقى برهةً مع أسرتها.

تعرفتُ بالغرفة على ثلاث فتيات تربطهن صلة قرابة بالرئيس يدرسن بالجامعات السودانية ، ولأنهن أتين من الولايات كُنَ يُقِمن في بيت الرئيس .
كان جو البيت أُسري ككل بيت سوداني وكانت البساطة تسم أثاث وروح المنزل ، الطالبات يتحركن في أرجاء البيت بحرية ، ، ويأتيك صوت الرئيس وأسرته بالحوش وهم يتجاذبون أطراف الحديث فيقودهم للتعليق على زواج إحدى قريباتهم ، يعلق الرئيس والذي يناديه الجميع بـ « عمر » ، بأنه قال رأيه لوالد العروس ولكنه ملتزم بقرار الأسرة وسيذهب لعقد القرآن في موعد حدده .

ونحن نقترب من منزل زينب بالجريف شرق أشارت لي إلى بيت يلاصق بيتها قائلة : ده بيت عمر أخوي لكن ما سكن فيهو ، سألتها : لكن البيت مضاء ، فقالت : ديل عساكر حارسنو ، وأضافت : قدر ما قلت ليهو تعال أقعد في بيتك يقول لي في شغلنا ده ما بتسكن محل داير .

منذ ذلك اليوم علقت في ذهني صورة الرئيس البشير بطيبته التي تحكي عنها إبتسامة سودانية خالصة ، وبشاشته ، وقدرته على التواصل مع الناس ببساطة مؤصلة فيه .

وكلما رأيت له صورةً في مكان ما أخذتني بعيداً لأرى فيها كل آباء السودان بوجوههم الصبوحة وحبهم للناس وسمتهم الطيب ، وإن رأيته وهو يعرض في أغنية حماسة بالعمة والجلابية البيضاء لن تستغرب تجاوب الجماهير معه ، فكلٌ منهم يرى فيه نفسه وأبوه وعمه .

وعندما تدلهم الخطوب على بلادنا لا أتذكر من زخمها إلا صورة الرئيس وهو صائم في احد أيام السابع والعشرين من رجب ، يتجول في بيته بالعراقي والسروال الطويل وهو يخاطب إبن أخيه بأبوة « يا ود أقفل الماسورة » .

بقلم: سلمي التيجاني

صحيفة الصحافة


‫12 تعليقات

  1. طيب وبعديييين
    كلنا عارفين السيد الرئيس ابن بلد وطيب ومتواضع ونتمني من الله ان يرزقه زرية ليمارس عليها أبوته وحنانه
    لكن ما يهمنا هو ماذا قدم للسودان طيلة ربع القرن الذي كان جالسآ فيه علي كرسي الحكم
    السودان تشظي والحروب في كل مكان ورائحة الفساد تزكم الانوف كل المشاريع الكبري نعق عليها البوم وعلي رأسها مشروع الجزيرة والله يستر علي مشروع كنانة والكفاءات تهاجر والمصيبة الاكبر هي احساس من هم بالداخل بالغربة داخل وطنهم فغالبية الشعب السوداني يعتمد اعتمادآ كليآ علي تحويلات أبنائه المهاجرين في بقاع الارض وهذا ليس اتكالية منهم وانما لان كل الطرق صارت مسدودة امام من يحاول ان يعمل حتي في كمائن الطوب فالضرائب الباهظة اجبرت كل اصحاب الاعمال علي تركها حتي ستات الشاي والكثيرات منهم لديهن ايتام لم يسلمن من ضرائب المحليات
    الخريف كل سنة يفعل الافاعيل وكأنه يضحك من سلبية المسئولين
    كل هذا والكثير غيره

    وبعض الناس لا يرون سوي يا ود اقفل الماسورة

  2. إنتي متأكدة سمعتني قال (ياولد) ولا يا (عوض) لأني سمعت القصة دي زمان مع عوض الجاز أيام بترول الجنوب!!!!

  3. [SIZE=3]يا ربي دي سلمى التجاني الكانت معارضة وتكتب في سودانيزاونلاين؟؟؟
    بعدين الرؤساء في العالم كلو بيعيشوا كيف وسط عائلاتهم؟؟ ما ده شئ طبيعي الانتي بتتكلمي عنو ده..اقرأي عن حياة عبد الناصر الذي ملأا الدنيا وشغل الناس ستجدي انه كان بسيطا لدرجة مدهشة ولم تظهر زوجته في اي محفل ..لا سيده اولى ولا عاشره..كانت ست بيت عادية تطبخ بنفسها مش بتاعت بيزنس!!![/SIZE]

  4. سلمى دي اظنها دخلت بيت الجيران لأنها ما ذكرت لينا انها سلمت على عبدالرحيم …..

  5. الشئ الغريب انها فى تبرير هجومها على جريدة الصحافة التى اعادت نشر المقال انها كانت عضؤ فى الحركة الاسلامية فى ذلك الوقت ، فهل يفهم ان نقلها وتصويرها للواقعة والاحداث التى جاءت فى مقالها هذا مرتبط بتوجهها ، يعنى عندما كانت حركة اسلامية كان الرئيس طيب واسرته طيبة ويلبس العراقى والسروال ،وعندما تركت هى الحركة الاسلامية تغيرت احداث تلك الزيارة واصبح الرئيس غير طيب واسرته شريرة واصبح لا يرتدى لا عراقى ولا سروال ، مثلها تماما فمن صورتها المصاحبة تركت لبس الحجاب ، والله صحفيين عجيبين عجب ما يكتبونه حول ازمة الضفادع والدكتور حميدة…اتقوا الله فينا فالكلمة مسؤولية

  6. ومن اليوم داك شابكنا يا عوض اقفل البلف يا عوض افتح البلف لمن عوض والبلف اتحلجو..

  7. بي فهمين أحد أيام السابع و العشرين من رجب كيف يعني؟؟؟؟ ما هو أما يكون ٢٧ و لا يكون يوم اخر
    بعدين عايزة تقولي شنو بالظبط راجل طيب و بسيط اوكي لكن رحم الله امرأة عرف قدر نفسه و وقف دونه …… هو ما رجل دوله و لا يمكن أن يكون فلماذا يرهن البلد ٣٠ سنه و الفساد ينخر في عظامها و هو غايب عن الوجود و لا و كمان داير ينقذ اقتصاد الجنوب المنهار!!!!!!??