إمام محمد إمام: الشعب السوداني عُرفت بعضُ قبائله بأكل التمساح والأصلة والورل والجراد
ولما كان الشعب السوداني، شعباً مختلفَ الطباع في العادات، خاصة عادات الطعام، فإن هذه الضجة لا يجد المرءُ لها حُجية أو مسوغ، سوى أنها صدرت من البروفسور مأمون حميدة وزير الصحة الولائي بالخرطوم. إذ أن الشعب السوداني عُرفت بعضُ قبائله بأكل التمساح والأصلة والورل والجراد. والغريب في الأمر، أن الجراد يُباع بـ”الكِيلة” في حي مايو بالخرطوم. ولذلك نتساءل: هل كل هذه الضجة أُثيرت؛ لأن البروفسور مأمون حميدة سياسي أم لأنه وزير، نفذ الخارطة الصحية لولاية الخرطوم دون ترددٍ أو وجلٍ من المُضاغطات النقابية، والوقفات الاحتجاجية، لقلةٍ عارضت سياسة نقل الخدمات الصِّحية والطبية من المركز إلى الأطراف؛ لتكون قريبة من المواطن، تُيسر له أمر ارتيادها دون كُلفة ماليةٍ أو رهقٍ بدني في المواصلات ذهاباً وإياباً.
وأحسبُ أن حديث البروفسور مأمون حميدة أثار كلَّ هذا اللغط والجدل، وشغل الناس أيما مشغلة، إلى الدرجة التي انشغلوا فيها عن كثيرٍ من القضايا السياسية الساخنة، والمُضاغطات الاقتصادية والمعيشية، وأنستهم ترقبَ المجهول، والتّحسب له؛ لأنّ علق في ذهنية البعض أنه شخصية خِلافية، دون أن يكون لهم أسانيد تثبت دعواهم.
أخلصُ إلى أنّ قضيةَ حديث البروفسور مأمون حميدة في الضفادع، لم تكن قضية آنية، ولكن جدلها أرغم كثيراً من الوسائط الصّحافية والإعلامية والمواقع الإسفيرية، أن تشغل مساحاتها ومتلقيها بهذا الأمر طوال هذه الأيام. عليه رأت صحيفة “التغيير” أن تفرد حيزاً واسعاً اليوم (الأربعاء)، للكشف عن تفاصيل القصة كاملة، وإن كانت تعلم علم اليقين، أن الشيطان في التفاصيل، ليس إمعاناً في شغل الناس عن قضاياهم الآنية، أو إلهائهم عن متابعة مسارات الحوار الوطني، وتداعيات إعلان باريس بين السيد الصادق الصديق المهدي رئيس حزب الأمة القومي والجبهة الثورية، الممثلة للمعارضة المسلحة، من خلال عضويتها للحركات المسلحة في دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، ولكنّا قصدنا أن نُبسط القول بالشرح والتفصيل عن حقيقة حديث وزير الصحة بولاية الخرطوم عن الضفادع، ثم الحديث عن الضفادع نفسها من حيث فوائدها العلمية والغذائية، وتبيان مدى حِليِّة أو حُرمة أكل لحومها، من باب العلم بالشيء خيرٌ من الجهل به، بالنسبة لقرائنا الكرام، حتى لا يستوي الذين يعلمون بالذين لا يعلمون.
ولنستذكر في هذا الصدد، قولَ الله تعالى: “أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ”.
وقول الشاعر العربي دريد بن الصمة:
نصحت قومي عند منعرج اللوى فلم يستبينوا الرشد إلا ضُحى الغد
إمام محمد إمام- التغيير