تحقيقات وتقارير

مهدي إبراهيم رمز لا مكان له في الإنقاذ


[JUSTIFY]الأستاذ مهدي إبراهيم محمد هذا الرمز المعروف صاحب العطاء الكبير في العمل السياسي الاسلامي.. جاء في الأخبار أنه تقدم باستقالته من رئاسة كتلة المؤتمر الوطني بالبرلمان، وهو المقعد الذي شغله بعد أن أخلاه الرمز الآخر الدكتور غازي صلاح الدين بسبب موقفه من الحزب وهو أمر طبيعي، ولكن غير الطبيعي أن يضطر رمز في قامة مهدي إلى أن يستقيل ويترك مكانه، ومن المؤكد أن له من الأسباب مما اضطره لذلك.
رئاسة كتلة الحزب الحاكم تولاها السيد محمد عبد الله جار النبي.. وترجل منها وشغلها الشيخ عباس الخضر حسين، ويبدو أنه الوحيد الذي أكمل دورته بعد أن تولى الموقع بالانتخاب بعد منافسة مع آخرين منهم الراحل ابن عمر، وجاء غازي بانتخاب وبإجماع الكتلة، ولكن ابتعاده كان الظروف المعروفة، وتسلم مهدي بدون إجراءات انتخابية معروفة وربما يكون هذا من أسباب ابتعاده هو الآخر.
مما تقدم يهمنا أن رمز في قامة مهدي ابراهيم بكل مجاهداته في جامعة الخرطوم وبعد تخرجه مناضلاً ضد مايو ومن قادة معركة الجزيرة أبا مع رفيق دربه الشهيد محمد صالح عمر.. ثم هجرته وبعد الانتفاضة عاد وفاز في الجمعية التأسيسية في أهم دائرة خرطومية أو ما تسمى بدائرة السيد علي الميرغني والشيخ علي عبد الرحمن ونصر الدين السيد رحمهم الله.. وبعد الإنقاذ اختفى وكان لاختفائه ما يبرره، إذ قدم الاسلاميون وجوه الصف الثاني لفترة ثم اضطروا للظهور برجال الصف الأول، وظهر مهدي ابراهيم مندوباً للسودان في الأمم المتحدة ثم وزير دولة بالخارجية ثم وزير اعلام، وعاد للاختفاء غير المبرر ولم يظهر إلا في موقع برلماني هو أدنى قامة من امكانيته وتاريخه، وحتى هذا استقال منه الرجل دون أن يفصح عن الأسباب.
واستقالته الأخيرة كان لا بد أن تعيد السؤال أين رجال الإسلاميين المجربون من العمل في الصفوف الأولى، وهم أصحاب سيرة عطرة وأيدٍ نظيفة ولا تجرؤ الشبهات أن تحوم حولهم كما تحوم حالياً أمام معظم الوجوه التي تتطاول في بنيان الإنقاذ.
وكان ابتعاد الرموز امثال السادة علي عثمان محمد طه والدكتور نافع علي نافع والدكتور عوض الجاز وأسامة عبد الله له ما يبرره، كما تم الإعلان عن ذلك في حينه. ولكن غياب أمثال مهدي ابراهيم الدائم من الصورة في سنوات الانقاذ الخمس والعشرين إلا عن حالات منقطعة يثير العجب والسؤال.
وهنالك شخصيات في العمل السياسي لم تجد الفرصة لوجود شخصيات أخرى أكبر سناً وتجربة ومكانة حزبية. ولكن بمرور الوقت حين يفتح النظام السياسي أبوابه للشباب والجيل الجديد يجدهم قد تجاوزوا المرحلة، وهذا يذكرني بالنكتة السياسية الشهيرة التي ترددت في الستينيات على لسان شيخ العرب المرحوم حسن محجوب مصطفى الذي تجاوزه الاختيار الوزاري في إحدى حكومات السيد الصادق المهدي بحكم السن، وقال قولته المشهورة «والله يا أولاد المهدي حيرتونا.. جدك السيد عبد الرحمن تجاوزنا وقال انتو لسع صغار، وانت تجاوزتنا الآن قلت انتو كبار».
[/JUSTIFY]

الانتباهة – كمال حامد


تعليق واحد

  1. بلاش كثير تلج يا كمال حامد..انت ناسي انو مهدي إبراهيم ده قال انو الترابي نسي القرآن بعد دقة كندا..
    ولمن عرف الترابي رجع انسحب أو سحبوه..ولحقوه نافع والجاز وعلي وكمال..
    أكان إنتو نسيتو نحن ما بننسي..