رأي ومقالات

زكريا حامد: “كشف النقاب عن الجنون وحالات الطلاق…!!!”

الأخبار الصادمة التي تنشرها الصحف اليومية وينتهي مفعولها باكتمال “مراسم النشر” يجب أن لا تمر هكذا “مرور الكرام” بل ينبغي على جهات الاختصاص دراستها وتحليل مضامينها ومعرفة أسبابها ومآلاتها الآنية والعاجلة…!!.

وعندما تكون “أمراض” مثل “الذبحة الصدرية” حمانا الله وإياكم: في أعلى قائمة أسباب الوفيات وسط الشباب متخطية حوادث السيارات والملاريات والفشل الكلوي والسرطانات فإن على جهة ما أن تتحسس “مسدساتها” لأن الأمر جد جلل وخطير…!!.

والقارئ الحصيف لا يتلقى كل معلوماته وأخباره من الصحف فقط، ولكن المواد المنشورة والأخبار المتناقلة عبرها تعزز قناعاته وتدعم ما يراه عياناً بياناً في الأسواق والمواصلات والشوارع والطرقات ودواوين الحكومة والمتنزهات…!!.

والصحافة عندما تقول إن هنالك ارتفاعاً في معدلات الإصابة بالأمراض النفسية وحالات الطلاق لا تستقي معلومة من كوكب آخر، بل من دفتر أحوالنا وسجلات مرضانا ومحاضر محاكمنا الشرعية ومصحاتنا، حيث تجاوزات أعداد من هم “خارج الشبكة” عقلياً أكبر من أولئك المنضوين “دخال شبكات” شركات الاتصالات مجتمعة…!!.

إن المئات بل الألوف من المرضى النفسانيين والمجانين الهائمين في الشوارع والطرقات ويتخذون سكناً لهم فوق تلال “المركبات” و”البالوعات” و”دلالات العربات” يبرزون بوضوح أوجه الخلل في غياب سلطة الدولة ومؤسساتها التي تعجز أحياناً من توفير الأكل والشرب لهؤلاء المرضى، ناهيك عن العلاج وتطلقهم وترمي بهم في الشوارع حتى لا يكونوا مثل المرأة التي دخلت النار في هرة…!!.

المصيبة أننا نرى بأم أعيننا وزارة تحمل اسم “الرعاية” والشؤون الاجتماعية وتضايقنا أسراب سياراتها رباعية الدفع في طرقات الاتجاه الواحد كما تصدمنا”أوكازيون” المركبات الفارهة أمام دواوين الشركات والصناديق التكافلية والاجتماعية. وبين هذا وذاك يفوت علينا التركيز على جحافل المتسولين والمرضى الهائمين والمجانين والأرامل والمطلقين..!!.

جاء في الطرفة إن مختلاً عقلياً أنقذ مريضة مرافقة له بعد وقوعها داخل بلاعة صرف في المصحة، ومكافأة له على فعلته قرر المسؤلون إطلاق سراحه ومنحه شهادة تثبت اكتمال علاجه وقالوا له: “أنت عاقل وأنقذت الفتاة وقررنا خروجك من الصحة، ولكننا بكل أسف نبلغك أن المريضة التي أنقذتها شنقت نفسها وتوفيت” فقال لهم المريض: أنا من قمت بتعليقها على المروحة لكي تنشق؟!!!!”..!

زكريا حامد -الأخبار السودانية

تعليق واحد