منوعات

زواج المسلم من مسيحية أو العكس.. تفاصيل (مُصاهرة) شائكة جداً!

[JUSTIFY]نفت دار الإفتاء المصرية قبل فترة، أن يكون هناك بالإنجيل ما يقطع بحرمة زواج المسيحية من المسلم، استنادا إلى النص القرآني الذي يجيز للمسلم الزواج من أهل الكتاب، وقالت إنه ليس ثمة تناقض بين النص القرآني الذي يؤكد هذا المعنى، وما هو موجود بالإنجيل، (الكتاب المقدس للمسيحيين)، وقالت إنه ليس هناك أي تعارض بين الآية رقم 5 من سورة المائدة: (اليَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِبَاتُ وَطَعَامُ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ المُؤْمِنَاتِ وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَان) التي أجازت للمسلمين أن يتزوجوا من المسيحيات، ورسالة بوليس إلى أهل كورنثوس التي جاء فيها: (فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَّوَجَ بِمَنْ تُرِيدُ، فِي الرَّبِّ فَقَطْ)، والتي يفسرها البعض، بأنها دليل على تحريم الإنجيل تحريما باتاً لزواج المسيحيات بغير المسيحيين، وأشارت إلى أن الآية تعد إعلاناً قرآنياً باحترام الإيمان المسيحي وإقراره لأن الزوجة المسيحية ستُربي أولاد الزوج المسلم.
أمر شائك:
وما زال الحديث عن هذا الأمر في المجتمع السوداني يعد شائكاً جداً والكثيرون ما زالوا يتعاملون مع هذا الزواج على أنه لا يجوز، مع أنه (حلال شرعاً)، البعض يرى أن الاختلاف في العادات والتقاليد بين المسلمين فقط باختلاف أجناسهم يكون كبيراً فما هو حال الاختلافات العقائدية؟.. أما رأي آخر فيقول إن هذا الزواج في السابق كان من المستحيلات تماماً ويتم التعامل معه برفض شديد، أما الآن فقد تغير الحال وبدأ المجتمع في تقبل هذا الزواج وإن كان على مضض، ولكن تباينت آراء الناس أو اختلفت ما زال هناك الكثيرون الذين يؤكدون أن زواج المسلم من المسيحية ربما تكون رسالة سامية وكبرى للزواج ويمكن من خلال هذا الزواج نقل كل تعاليم الدين الحنيف التي ربما تسهم بشكل كبير في دخول الكثيرين إلى الإسلام.
اختلاف عادات:
الشيخ عمر موسى عمر قال في حديثه لـ(فلاشات) إن تعريف الكتابية التي جاء ذكرها في القرآن هي التي تؤمن بأن عيسى هو رسول الله وإذا وجدت المسيحية التي تؤمن بهذا من المباح شرعاً الزواج منها إذا رغب الرجل بها وليس هناك مانع من الزواج بها، وإنه قد جاء في القرآن (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ) آية (3) سورة النساء، حيث ذكر الله أصول الزواج ولكنه لم يحدد حينها الديانة، ومن شروط الزواج عدم وجود مانع شرعي بالإضافة إلى وجود الرغبة، وطالما هناك قبول وليس هناك مانع شرعي فليس هناك ما يعوق الزواج، أما بالنسبة لفكرة المجتمع في عدم تقبل مثل هذا الزواج فإن ذلك يرجع إلى أن الزواج ليس أمرا عاديا إنما هو مسيرة حياة كاملة وممتدة لذلك فالشخص يحاول التخير قدر الإمكان، والتخير بحكم الطبيعة الإسلامية والسودانية موجود حتى بين المسلمين وبين القبائل وذلك يرجع إلى الطبائع والعادات المختلفة، أما بالنسبة لمسألة زواج المسلمين من المسيحيات فهي مسألة ما زالت بالنسبة للمجتمع شائكة والسبب في ذلك يرجع لتربية الأبناء بصورة صحيحة دون منازعات بين الوالدين في المستقبل، أضف إلى ذلك اختلاف العادات والتقاليد، وهذه تعد من مسوغات الأحجام بصرف النظر عن عدم توفر المانع الشرعي.
نظرة مجتمع:
الاختصاصية الاجتماعية سلافة بسطاوي قالت في هذا الشأن إن المجتمع شكل العادات والتقاليد والقيم لديه مختلف وإن نظرة المجتمع أنه لا يقبل بتغيير المفاهيم كما إنه يعلم أن للديانة المسيحية ثقافات مختلفة، وحتى يحدث تداخل بين هذه الثقافات المختلفة في الحياة الزوجية لن يكون بالأمر السهل، كما إن المجتمع لن يقبل هذه التغيير سريعاً، بالإضافة إلى أن كل شخص في المجتمع لديه مفاهيمه الخاصة وأن البعض لديهم القدرة على إحداث توافق في المفاهيم والمعايير الجديدة، أيضاً يجب على الشخص المقبل على هذا الزواج أن يكون قادرا على صنع القرارات التي تلائم الزوجة والأسرة والمجتمع، أما فيما يختص بعدم تقبل البعض لمثل هذا الزواج فإنه يعود إلى التخوف من حدوث صراع بين الأطراف، وأيضاً من الممكن أن يحدث تباين في المفاهيم الدينية بالنسبة للأبناء داخل الأسرة، وأيضاً وجود مخاوف من عدم استمرارية هذا الزواج

صحيفة السوداني
خ.ي[/JUSTIFY]