رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : عناوين الأخبار وكفى

[JUSTIFY]«استقالة رئيسة مفوضية حقوق الإنسان».. هي عمتنا السيدة آمال التني. والاستقالة طبعاً هي الثانية فقد عدلت عن الأولى بعد أن طلبت منها المراجعة، فقد لبت الطلب على ما يبدو حينها، لكنها عادت لتقدمها للمرة الثانية وتقول إن السبب هو ظروف خاصة بها، وهذا يعني أن السبب يختلف من ذاك الذي دفع اثنين قبل استقالتها الثانية لتقديم استقالتيهما فذاك سبب عام. ويقول الخبر إن خلافات بين آمال التني وأعضاء المفوضية هي السبب في تكرار تقديم استقالتها. ويقول إن الاثنين استقالا بسبب احتجاجهما على أسلوب ومنهج ادارة أنشطة المفوضية. والسؤال بعد عنوان هذا الخبر هو: هل بدأ أدب الاستقالة من مثل هذه المؤسسات في الدولة؟! أم أن بعض مؤسسات الدولة تحتاج الى مراجعات في لوائحها وأنظمتها الداخلية؟!

«دخول مجموعات إرهابية في الجنوب».. هذا الخبر قد يتقبله الكثير من الناس باعتباره مثل غيره من الأخبار التي تتحدث عن دخول عناصر مقاتلة صاحبة أجندة معينة ترى قدسيتها في أية دولة. لكن الجنوب الذي كانت تحكمه عناصر الحركة الشعبية جماعة سلفا كير ومشار وباقان، والآن يقود التمرد القبلي فيه مشار، هل دخول عناصر ارهابية بهذه التسمية وهذا الوصف سيؤثر على سوء الأوضاع هناك الناتج عن ارهاب الحكومة والمعارضة معاً؟! إن السابح في النهر لا يخشى البلل من خارجه.
وشعب الجنوب الآن يرزح تحت إرهاب الدولة والمعارضات المسلحة والمرتزقة من دول الجوار، فهل يخشى دخول مجموعات إرهابية تتحدث عنها الأخبار أخيراً؟! هل هي إرهابية أكثر من الجيش الشعبي والقوات اليوغندية وقوات الجبهة الثورية بقيادة مالك عقار وجبريل إبراهيم وعبد الواحد محمد نور؟!

إن الخبير العسكري بمنظمة «الإيقاد» سيمون نيوملر الذي كشف للإعلام عن دخول مجموعات إرهابية في جنوب السودان تحت ستار العمل التجاري، عليه أن يرتب الأولويات ويوقف مع منظمته إرهاب الدولة والمعارضة والمرتزقة هناك، فهو أسوأ من إرهاب مزعوم تتهم به تجار منتجات. وهؤلاء التجار يمكن مراقبتهم ومنعهم من أي عمل إرهابي، لكن كيف السبيل إلى إيقاف إرهاب الدولة والمعارضة والمرتزقة؟!

«توجيهات رئاسية بالرقابة على المنظمات لمنع غسل الأموال».. هذا العنوان لخبر مهم جداً، لكن لا بد أن توضع الأدوات والآليات الذكية لإنجاح تنفيذه. إن هذه الأموال التي يراد غسلها تكون عائد أعمال غير مشروعة. إذن جذور المشكلة هي هذه الأعمال. اذن حاربوا الأعمال قبل التفكير في محاربة غسل عوائدها. حتى لا تكون هناك أموال تحتاج إلى غسل ومن ثم إلى محاربة من الدولة.

«الهندي» حينما يُبعد
لم يكن «الهندي» موفقاً في نقده لقائمة الصحافيين الوطنيين وقد وصفهم بـ «اللقاط». وهؤلاء الزملاء لا يحتاجون منه إلى احترام فقط عليه أن يحترم نفسه، فهو إذا كان يرى أن البعض دخلاء على هذه المهنة كما وصفهم بالكتبة والمراسلات، فهو كان عاملاً في «الصحة» وهي مهنة شريفة ولم يدرس الإعلام ولا تخصصاً أكاديمياً آخر، ومع ذلك تمتع من قبل بمنصب «رئيس تحرير» غير مستحق.. عارٌ عليك يا هندي.

صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]