رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : «حزب الترابي» ومخالفة الرأي العام

[JUSTIFY]حينما طرحت الدولة مشروع الحوار الوطني ليقوم على خلاصاته ونتائجه وتوصياته منهج حكم للبلاد كارتقاء سياسي نشاهده في عمليات تداول الحكم في دول اروربا الغربية، فإن حزباً صغيراً واجهته السياسية شهرت رجلاً واحداً مارس نشاطه تحت الأضواء منذ عام 1964م حينما استمالته مؤامرة 21 اكتوبر 1964م الخبيثة، نجده يتخذ من مشروع الحوار الوطني باباً لعودة محفوظ معها «ماء الوجه». لقد عاد من هذا الحزب أو «الحُزَيْب» عشرات الاعضاء البارزين وغير البارزين وهم قيادات، بعد ان وجدوا أنفسهم داخل دائرة غضب زعيم الحزب، وأن الأمر كله لا يعدو أن يكون رد فعل من أكاديمي ولج السياسة بالشباك وليس بالباب. والدليل على ذلك إنه في عام 1964م في آخر أيام حكم «عبود» وقف خلف منصة الندوة المعروفة في ميدان جامعة الخرطوم وقال :«إن حل مشكلة الجنوب لا تحل إلا بحل المشكلة في الشمال بتغيير الحكم العسكري». انتهى.

أي إنه يقصد أن يعيد «عبود» الحكم وقتها إلى قوى الأحزاب الطائفية التي كانت قد سلمته إياه حينما استدعاه رئيس الوزراء عبد الله خليل. وجاء تصريح الترابي هذا بعد ان وصل تقرير للفريق عبود من الاستخبارات في جنوب السودان يفيد بأن بعض الأجانب يقومون بحيلة التنصير والتبشير بالعمل لصالح التمرد. وبالطبع هم مأجورون. وكان قرار الرئيس الأسبق طرد المبشرين من الجنوب لإبعاد الفتنة. وهنا كان ينبغي أن يتجاوب الإسلاميون بزعامة الترابي مع القرار، فهم اسلاميون. لكنهم ركبوا أو بعضهم مع الترابي موجة تغيير النظام الذي طرد المبشرين. لقد أصبح عبود طارد المبشرين عدواً مشتركاً للترابي وعبد الخالق محجوب.
فأين كان التكتيك؟ ألم يكن التحالف مع عبود هو الافضل والأنسب سياسياً للإسلاميين بزعامة الترابي؟! لكن ماذا كانت النتيجة؟! بعد ان اعاد عبود الحكم الذي سلمه اياه بعض الاحزاب عاد المبشرون بقيادة بعض الاجانب الالمان وغير الالمان، وجاءت ديمقراطية أخرى هشة اطاحها العقيد جعفر نميري واشرك معه الشيوعيين لمدة عام ونصف العام من 25 مايو 1969م إلى 16 نوفمبر 1970. وهي فترة اطول من التي تقلد فيها الشيوعيون بعض المناصب في حكومة سر الختم الانتقالية التي استلمت من عبود. وبعد ذلك لم يجد الإسلاميون استقراراً سياسياً وتنظيمياً إلا بعد مصالحة 1977م وامتدت إلى عام 1985م..

ثمانية اعوام صالحوا فيها حكم نميري العسكري، لكنهم لم يصالحوا حكم عبود رغم انه لم يقم بانقلاب، بل سُلّم الحكم بتوجيه من رئيس الوزراء وزير الدفاع آنذاك عبد الله خليل. وأثناء حكم الإنقاذ لم يضع الترابي نظرية سياسية ذكية للتعامل مع الحكومة، وكانت نتيجة لذلك قرارات الرابع من رمضان. وبعد القرارات لم يصبر مثلما يفعل جهابذة السياسة، بل انشق من الحزب الحاكم وكون مجموعة تفاءلت باتباعه حزباً صغيراً عاد منه الكثير مثل محمد الحسن الأمين والي شمال كردفان الأسبق، والدكتور بدر الدين طه والي ولاية الخرطوم الأسبق، والدكتور الحاج آدم يوسف نائب رئيس الجمهورية السابق. وحامد ممتاز أمين الشباب بالمؤتمر الوطني حالياً.. وغيرهم كثر. وها هو حزب الترابي يلبي نداء الحوار الوطني، وهذا جيد جداً لكنه يأتي للحوار باتجاه معاكس للرأي العام، فكل المجتمع السوداني بكل احزابه وجماعاته بارك قرار الحكومة بإغلاق المراكز «التجنيدية» الإيرانية إلا حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الترابي. فهو إذن لا يعبر عن الرأي العام وتطلعات المجتمع السوداني، وإذا كان يريد كسب الذين تعرضوا للتشيُّع على قلتهم، فيبقى هذا عملاً تنظيمياً رخيصاً ومكلفاً في الدنيا والآخرة.. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.

صحيفة الإنتباهة
ت.أ[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. الترابي ماسوني مثل الصادق المهدي فلافرق بينة وبين الشيعة المجوس