نبيل غالي

أحزابنا.. وضرس العقل!


[JUSTIFY]
أحزابنا.. وضرس العقل!

*كنت أظن أن دون كيشوت تلك الشخصية الإسبانية التي كانت تحارب طواحين الهواء (شخصية وهمية) ..

* ولكن خاب ظني وأنا أسمع وأرى (عمايل) أحزابنا سواء الحاكم منها أو المحكوم، فتوصلت إلى قناعة أن دون كيشوت شخصية واقعية في وطننا هذا.

* أحزاب المعارضة بدأت منذ فترة طويلة بـ (صفع) نفسها..

* حزب الأمة القومي (يصفع) نفسه..

* فيتساقط من بين فكيه ضرس وناب وسن..

* وما تساقط منه يكون أحزاباً..

* وهذه الأحزاب التي انشقت عن الأصل أيضاً (تصفع) نفسها.

* فتتساقط من فكوكها الصغيرة العديد من الأسنان لأنها لم (تتور) بعد الضروس..

* ويجيء المؤتمر الوطني فيصفع حزب الأمة القومي..

* فلا يبقى للحزب داخل (فكه) سوى ضرس وناب وسِنّتيْن!

* من ثم أصبح لا يجيد (المضغ) وظهرت عليه مؤخراً علامات (سوء الهضم)..

* ولم يعد لديه حل سوى تركيب (طقم)!

* وهكذا حال الاتحادي الديمقراطي الأصل والمؤتمر الشعبي وأحزاب اليسار..

* كل منهم لطم نفسه في البدء.. ونال لطمة ثانية من المؤتمر الوطني..

* ثم وفي حركات أقرب إلى الجنون..

* أضحى مؤخراً كل حزب يصفع الآخر على وجهه.

* فاختلط حابل المعارضة بنابل الحزب الحاكم..

* ودقي يا (مزيكة)!

* ويزيد طين هذه الساحة السياسية بلة مع انسلاخ مجموعة (الإصلاحيين).

* وبعض الأحزاب اليمينية المعارضة تريد أن (تعوض) ما تساقط منها من ضروس وأنياب.. فأخذت تغازل الإصلاحيين..

* والسيد نائب رئيس الجمهورية الدكتور الحاج آدم يوسف في لقاء له مع القوى السياسية بكسلا قبل أسبوع.

* قال: (إذا سلخت المعارضة السلمية جلد الحكومة بالكلام ما بنسألها.. والبحمل السلاح نواجهه بالسلاح).

* والمعارضة السلمية ترى أنه قد بح صوتها من (السلخ الكلامي) لجلد الحكومة.

* بل اكتشفت أن جلد الحكومة لديه مناعة ضد السلخ.

* والسؤال: كيف نهتم بمشاكل هذا الوطن والالتفات إلى قضاياه البائنة..

* وحزب الحكومة وأحزاب المعارضة (يعرضون) في ساحة سياسية (غبارها) لا يسمح لحزب أن (يرى) الآخر؟!

* ما الذي يمنع (التوافق) على ميثاق سياسي (جامع) يعزز السلام والاستقرار؟

* ولم يتبق سوى عام على إجراء الانتخابات.

* ولأن أحزاب المعارضة لم تهيئ نفسها لخوض تلك الانتخابات..

* فإنها تتكئ على حلم (حكومة انتقالية) و(دستور انتقالي)..

* والمؤتمر الوطني لن يستجيب لهذا (الحلم)..

* وكل يتمترس من حيث (فهمه) للوفاق السياسي.

* المطبات كثيرة.. ويلات حرب من الحركات المسلحة.. أزمات سياسية واقتصادية.. والمواطن مطحون بين (رحى) كل ذلك.

* أما آن الأوان للالتفات إلى (منطقة وسطى) للتلاقي، بالرغم من أن الخرطوم أزيلت عنها (المحطات الوسطى)؟!

* هل خلعت أحزاب الحكومة والمعارضة (ضرس العقل) من كثرة الصفع علي بعضها؟

* اتكاءة:

قال الكباشي: (بدور ولداً كتل توبو واندرج مشّاني).

[/JUSTIFY]

صورة وسهم – صحيفة اليوم التالي