إمام محمد إمام: القبض على لاعب كرة بتهمة حمله للافتة مكتوب عليها (تسقط الإنقاذ)
في البدء لم يكن لدي شخصيا أي اعتراض على تجربة أن يرعى الجيش فريق الأهلي أو أن يدعم الأمن فريق الخرطوم أو أن تتبنى الشرطة فريق النسور كما هو حادث عندنا الان،بل كنت ممن يعتبرونها تجربة مهمة وضرورية لتطوير اللعبة وكسر احتكارية هلال مريخ هذان الفريقان اللذان استأثرا بكل شئ وذهبا بكل دثور كرة القدم ولم يتركا للبقية سوى الفتات،ولعل مما لا ينكره أي رياضي أن هذه الاحتكارية الثنائية قد انعكست سلبا على الدوري السوداني وتدنت بمستوى المنافسة فيه بما جعله من أضعف الدوريات التنافسية،كما عزز من قناعتي هذه أن بعض الدول من حولنا عربية وأفريقية على رأسها (مصر القريبة دي) قدمت نماذج ناجحة لرعاية المؤسسات العسكرية والنظامية لفرق كرة القدم في بلادها،وكان رأيي خلافا لما يطرحه الناقدون للتجربة باعتبار أنها تميز فرقا بعينها وتشملها بالدعم والرعاية دونا عن الفرق الأخرى،وكان الأحرى بها كونها مؤسسات قومية أن تدعم كل الفرق بلا استثناء،كان رأيي أنه لا تثريب على الجيش والأمن والشرطة في رعايتهم للفرق الثلاثة المذكورة،اذ لا بد للتجربة من نقطة تبدأ منها،كما أن حكاية تفريق (دم الدعم) الذي يمكن أن تقدمه المؤسسات الثلاث وتوزيعه بين الفرق كافة بلا استثناء لن يحقق الجدوى التي يمكن أن يحققها في حالة تركيزه بدلا من تشتيته،وكان مأخذي على الناقدين هو أنهم عوضا عن تثبيط التجربة واحباطها كان عليهم السعي لاستقطاب المزيد من المؤسسات الرسمية والأهلية المقتدرة لرعاية بقية الفرق …الشئ الوحيد الذي وافقت عليه هؤلاء الناقدين هو مشاركتي لهم التخوف من استغلال محتمل للنفوذ من هذه الجهات ذات الحول والطول وهو ما حدث غيرما مرة،ولكن رغم ذلك لن ندعوا لايقاف هذا النهج وانما لتصحيحه وتقويمه.
إمام محمد إمام- صحيفة التغيير