رأي ومقالات

الصادق الرزيقي : أمريكا والإيبولا

[JUSTIFY] خبر عالمي صغير نشرته وكالات الأنباء وأعادت نشره صحيفة «ألوان» الغراء أمس، حول اعتزام الولايات المتحدة الأمريكية تطبيق خطة عسكرية لمكافحة مرض الإيبولا في غرب إفريقيا، وإرسال ثلاثة آلاف عسكري أمريكي إلى مناطق تفشي الفيروس وإنشاء مركز قيادة عسكري في منروفيا عاصمة ليبريا وبناء مراكز علاجية هناك، وسيكشف الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن تفاصيل الخطة يوم الثلاثاء القادم خلال زيارته إلى مقر مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بمدينة أتلانتا الأمريكية.

> هذا الخبر خطير من ناحيتين، الأولى أن فزع واهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بهذا المرض المتفشي بسرعة الضوء في الغرب الإفريقي، يفتح الباب على مصراعيه للتساؤلات حول انتشار هذا المرض ونشوئه وتطوره وقدرته الفائقة على الانتشار، فالحروب الجرثومية وصناعة الأمراض واحدة من أهم وأدق الأسرار العسكرية في الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وظلت مصانع إنتاج السلاح البيولوجي والجرثومي الأمريكية لعقود طويلة تعمل على تطوير فيروسات وبكتريا وجراثيم لأمراض مستعصية، وتقوم بتجريبها على البشر في مناطق النزاعات والحروب في إفريقيا.. وليس ذلك سراً ولا يخفى على كثير من المتابعين رغم تغليف هذه الصناعة الخطرة بأغلفة سواتر منيعة لمنع اكتشافها والحصول على أدلة حولها.

> الأمر الثاني أن التجارة الثانية في العالم بعد السلاح وهي صناعة الدواء، توجد أسرار مذهلة حولها، فالأدوية لا تسجل في كثير من الدول المتقدمة خاصة الولايات المتحدة إلا بعد مضي خمس سنوات على إنتاجها، وتكشف دراسات متخصصة وخبراء في مجال الأدوية، أن بعض الشركات الدوائية الكبرى في العالم، تقوم بتمويل الحروب واصطناع الكوارث واستثمارها لتجميع اللاجئين والنازحين خاصة في البلدان الإفريقية ودول العالم الثالث، وتستغل ظروف غياب الرقابة وضعف متابعة الحكومات في مناطق النزاع، لتجريب الأدوية والعقاقير الطبية على النازحين واللاجئين واستخدامهم فئران تجارب قبل تسجيل الأدوية في بلدان العالم الأول، وذلك لمعرفة الآثار الجانبية لهذه الأدوية وتأثيراتها على الإنسان.

> ومن الطبيعي لمن يقوم بهذا العمل غير الأخلاقي بتجريب الأدوية على الأبرياء الضعفاء والمساكين، أن يقوم بتطبيق نتاج إنتاجه من الأسلحة الجرثومية والبيولوجية على الآخرين خاصة في دول إفريقيا التي يعيش فيها ثالوث «الجهل والفقر والمرض»!!

> هذا من ناحية.. أما الناحية الأخرى إذا افترضنا براءة الشركات الكبرى ورأس المال الصناعي الحربي والدوائي والجرثومي الغربي من هذه التهمة المثبتة، فإن الولايات المتحدة وهي على الضفة الأخرى من الأطلنطي تخشى بلا شك تمدد هذا المرض الفتاك وانتقاله إلى أراضيها، وقد وضعت أشد الاحترازات في هذا الشأن لمنع دخول الإيبولا إلى داخلها، وتوجد إجراءات مشددة في منافذ الدخول وفي السفارات الأمريكية بالخارج تحسباً لانتقال المرض من غرب إفريقيا إليها عبر المسافرين أو عبر السفر البحري عن طريق المحيط الأطلسي.

> وتمثل دولة ليبيريا التي ستكون فيها قيادة القوات الأمريكية البالغ عددها ثلاثة آلاف عسكري، نقطة ذات دلالة مهمة في هذا الجانب، فهذه الدولة المصنوعة هي في الأصل تتكون من المهجرين الأفارقة من الولايات المتحدة إلى الغرب الإفريقي وتحسب وكأنها ولاية أمريكية صميمة، وهي أكثر المناطق الموبوءة بهذا المرض في دول غرب إفريقيا.

> إذا كانت الولايات المتحدة سترسل رغم حذرها الشديد ثلاثة آلاف من قواتها إلى بؤرة المرض في إفريقيا، فهذا يعني أنها تملك أمصال التطعيم والترياق المضاد للمرض، وهذا يزيد الشكوك حول نشأة الإيبولا وهل هو مرض مصنوع أو جرثومة تم تطويرها؟ ولماذا لا تسعى عبر جهود مختلفة وتعاون حقيقي إلى محاصرة المرض ووضع أمصال الوقاية والعلاج في متناول الإفريقيين البؤساء الأشقياء؟ وفي كلا الحالتين لا يمكن النظر ببراءة وحسن نوايا إلى هذا الخبر الغريب والخطير!

صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. لا بد أن تكون لأمريكا يد آثمة في صناعة هذا المرض , مثله في ذلك مثل مرض الأيدز الذي سرى في الناس وأصبح مرضاً لا ينتبه الناس إليه بعد أن أخذ فترته من الضجيج والعويل , والآن مرض الإيبولا الذي ظهر قبل عدة سنوات في الكونقو بوتيرة بطيئة ثم رأوا تسريعه بزيادة الجرعة ولذلك أصبح الآن أسرع في القتل وبالنسبة لدولة ليبيريا ( والكلمة تعني الحرية ) وهي الدولة التي /كما قال الرزيقي / صنعتها أمريكا من أجل إعادة بعض أحفاد من استعبدهم الرجل الأبيض وساقهم إلى أمريكا والدنيا الجديدة ليعمروها وقد أنشئت هذه الدولة في حوالي العام 1850م , وكان آخر رئيس من سلالة أولئك المستعبدين هو : وليام تولبرت الذي انقلب عليه في العام 1980م الصول صمويل دو وقتله وعوائله ثم انقلب على هذا الأخير , شارلس تايلور وأعدمه في الثمانينات القريبة وهو من المواطنين الأصليين ولذلك لا يستبعد أن يكون الأمريكان ركزوا فيها الجرثومة لينتقموا من السكان الأصليين عقاباً لهم على إبعادهم المواطنين المجلوبين من أمريكا عن سدة الحكم , والآن تحكم هذا البلد امرأة اسمها إيلين جونسون التي تقاسمت جائزة نوبل للسلام مع امرأة أخرى وثالثتهم هي توكل كرمان اليمنية, وحتى الآن تشهد هذه البلاد استقراراً معقولاً , لا سيما مع نحاكمة شارلس تيلور الذي فر إلى نيجيريا أثناء استعار الحرب الأهلية الضارية التي جرت هناك ثم خضوعه للمحاكمة الدولية , نحن في النهاية نخشى أن تصل إلى بلادنا هذه الأمراض الفتاكة التي إن جاءتنا ستكون بسبب تمرد الذين ينتسبون إلى أهل دار فور حتى جاءتنا هذه المنظمات الإغاثية بخيرها وكثير شرها !!

  2. لك التحية أستاذ الصادق وجزيت خيراً على المقال الجميل
    فعلاً قرأت الكثير من المقالات التي تتحدث عن موضوع نشر قوات أمريكية في مناطق انتشار الايبولا والتي تتسأل عن نوايا الولايات المتحدة وهل هي من نشر الايبولا كذريعة لاستعمار لا يضع قيمة لحياة الإنسان الأفريقي