عبدالباقي الظافر: هل سأل الفاتح المنصور لماذا توجد جالية سودانية ضخمة في إثيوبيا..ونحو أربعة مليارات دولار، فرت من بين أيدينا
أمس نقلت الصحف تصريحاً غير موفق جرى على لسان رئيس البرلمان.. دكتور الفاتح عز الدين المنصور، كان يخطب في جموع الجالية السودانية بأديس أبابا، متوعداً من يعيقون تطبيق قانون الاستثمار بالويل والثبور وعظائم الأمور.. قال رئيس البرلمان بالحرف “المشكلات الناجمة من تطبيق القانون دائرة قطع رقبة ما دايرة تمليس”.. كل الصحف ترجمت اللغة الخشنة إلى أن رئيس البرلمان يتوعد بجز رؤوس من يخالف تطبيق قانون الاستثمار.
بداية هل سأل السيد الفاتح المنصور لماذا توجد جالية سودانية ضخمة في الشقيقة إثيوبيا.. منطق الاقتصاد يجعل السودان منخفضاً اقتصادياً تأوي إليه أفئدة الإثيوبيين.. الذين خاطبهم المنصور ليسوا عمالة محدودة القدرات بل هم رجال أعمال ضاق بهم الوطن وفشل برلمانهم في سن تشريعات تجعل السودان جاذبا للاستثمارات الوطنية.. النتيجة أن نحو أربعة مليارات دولار، من أموالنا فرت من بين أيدينا، ووجدت في إثيوبيا مرتعاً خصباً في الاستثمار.. هنا من هو أولى باللوم والتوبيخ ليس إلا عجز حكومتنا سياسياً واقتصادياً.
في تقديري أن مفهوم الفصل بين السُلطات غائب تماماً عن رئيس البرلمان.. في كل الدنيا البرلمان جهاز منوط به التشريع.. أما تنفيذ القوانين فتلك مسئولية السلطة التنفيذية..ليس الأمر زلة لسان ولكنه غياب رؤية.. قبل أسابيع استدعى رئيس البرلمان حكومة ولاية الخرطوم طالبا تقرير موقف عن كارثة السيول والفيضانات ..بعدها زار رئيس البرلمان ولاية الجزيرة متفقدا حال أهلها .. أما آخر مبادرات الرئيس الفاتح المنصور فقد كانت في مجال تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية ..المهمة التي عجزت عنها المؤسسات السيادية والسياسية يتصدى لها برلمان الفاتح عز الدين.. في هذه الحالة سيبشر الوطن بطول حصار ودوام عزلة.
بصراحة.. بلادنا تمر بمنعطفات حرجة تستوجب مبادرات من البرلمان.. هنالك قوانين سيئة السمعة تحتاج إلى تعديلات آنية مثل المتعلقة بالحريات.. هنالك أجواء حوار تستوجب مشروعات قوانين تهيئ المسرح السوداني ليستضيف الخصوم والأصدقاء ..بل إن هنالك قوانين ثبت بما لا يدع مجالا للشك أنها تساعد على توطين الفساد بدلا من محاربته وليس هنالك اصدق نموذجا غير قانون إبراء الذمة الذي منح جميع المسئولين شهادة حسن سير وسلوك.
رغم مل هذه المساحة الواسعة إلا أن رئيس البرلمان يمارس الصيد الجائر في نطاق بعيد عن سلطاته وصلاحياته.. حتى عندما يخطف مولانا المنصور عصا التنفيذي فلا يجد غير أن يهوي بها على رؤوس شعبنا الغلبان.
بقلم عبدالباقي الظافر- التيار السودانية
[SIZE=6]يا استاذ عبد الباقى حسب فهمى البسيط ان عز الدين عندما خاطب المستثمرين السوانيين فى اثيوبيا بتلك العبارات القاسية كان يعنى الذين اعاقوا قوانيين الاستثمار فى السودان و جعلهم يهربون باموالهم الى الخارج .و الله اعلم .[/SIZE]