رأي ومقالات

يوسف عبد المنان : الوﻻية المريضة

[JUSTIFY]ماذا حصدت الحكومة من تقسيم ولايات دارفور الثلاث إلى خمس. هل تحقق السلام واستقرت الأوضاع وتضاعف الإنتاج؟ أم أن الأوضاع انحدرت إلى أسفل أكثر مما كانت عليه قبل مؤتمر كنانة الذي عقدته الحكومة عملاً بنصائح بعض منسوبيها بادعاء أن ذلك المؤتمر سيكون عوضاً وبديلاً عن فشل مفاوضات الخارج وتمترس بعض حاملي السلاح من أبناء الإقليم وراء وأمام مطلب وحدة إقليم دارفور وإمعاناً في تنزيل مبدأ المخالفة في السياسة اتخذت الحكومة قرار إعادة تقسيم دارفور إلى خمس وﻻيات.
وللأمانة بعض أبناء دارفور في النظام وخارجه من الحلفاء والأصدقاء وجيرانه وشركاؤه دفعوا الحكومة دفعاً لاتخاذ قرار إعادة التقسيم البعض ينتظر من فتات التشظي وظائف منها يقتات ويرتقي لمراتب الحكام ومتخذي القرار واليوم تقف ولاية شرق دارفور شاهداً على الفشل المزري لفكرة التقسيم.
لم تستقر الأوضاع وتزدهر الضعين بل تفاقمت الصراعات القبلية وبات الوالي حائراً ماذا يفعل والعقيد “الطيب” لا تنقصه القوة ولا تشكو خزينته من قلة المال ويسنده القصر ولكن تعوذه الحيلة والبصيرة ماذا يفعل إزاء أوضاع تتدحرج كل يوم إلى أسفل ويتقدم بعض الوزراء والمسؤولين الذين اختارهم باستقالاتهم ويختارون الناي بأنفسهم من الوﻻية التي باتت تحتل بكل جدارة سرير رجل الوﻻيات المريض ولا شفاء له إلا بوصفة حكيمة تأخذ بأسباب المرض ويقبل المريض على تجرع الدواء المر.
وينتظر الحزب الحاكم امتحاناً عسيراً في قادم الأيام هل يستطيع عقد مؤتمره العام واختيار مرشحه لمنصب الوالي والوﻻية منقسمة إلى نصفين سالت دماؤها حتى ارتوت أرضها الرملية وتصدع مجتمعها إلى قبائل وأفخاذ وفشلت تماماً فكرة تقصير الظل الإداري، وبات المنطق والقرار الحكيم إعادة النظر في أمر ولاية شرق دارفور إما بوقفة جادة جداً لمعالجة أسباب الصراع واتخاذ القرارات التي تعيد لحمة المجتمع إلى ما كانت عليه، وإما إلغاء الولاية كلياً وتذويبها في جنوب دارفور مرة أخرى ولكن ما عاد يجدي وقوف الحكومة مراقباً للأحداث كأن ما يحدث لا يعنيها في شيء وبيدها كل شيء لكنه عجز القادرين عن التمام.

المجهر السياسي
خ.ي[/JUSTIFY]