فتح الرحمن النحاس: العلاقة بين السودان ومصر هي العلاقة الأقوى “شعبياً” في المنطقة العربية، أما في الإطار “الرسمي” فهي “المتأرجحة” ما بين “الصفاء” و”التعكر”.. مثل “مسرحية كوميدية”
السودان لم يدخل ضمن قائمة المقاطعة.. واختار الرئيس النميري أن يظل “جسر التواصل” مفتوحاً بين الخرطوم والقاهرة.
في الهيئة العامة للاستعلامات قال لنا أحد الموظفين الكبار “دعوهم يقاطعوننا أما أنتم.. في السودان فلا!!”.
العلاقة بين السودان ومصر هي العلاقة الأقوى “شعبياً” في المنطقة العربية، أما في الإطار “الرسمي” فهي “المتأرجحة” ما بين “الصفاء” و”التعكر”.. مثل “مسرحية كوميدية” يتفرج عليها شعبا البلدين، لكنها لا تؤثر فيهما إلا بما هو “قليل”.
السودان يحتاج لمصر، ومصر تحتاج للسودان، وأمنهما السياسي والمائي والغذائي يربط بينهما، شاءت أي دولةٍ منهما أو أبت.
وتظل “السياسة” في الخرطوم وفي القاهرة بحكوماتها وإعلامها هي “المسئول” أو “المتهم الوحيد” في تعكير مُناخ العلاقات بين البلدين!!
الأيديلوجيات والصراعات الدولية في المنطقة العربية لن تقضي على علاقات الشعبين..
والخرطوم والقاهرة علي درجة واحدة من “الحرص” علي الإسلام والعروبة.. والسودان مستهدف، ومصر مستهدفة، وما يمنع “ضرر الإستهداف” شئ واحد هو “العلاقة الأخوية” بين البلدين..
لا حلايب ولا شلاتين، ولا اعتقال مرسي وبديع، ولا سد النهضة، يمكن أن تتحول “لعوامل” تقطع رَحِمْ العلاقة بين السودان ومصر…
والكراهية بينهما “ممنوعة”، ليس بقرار ولكن “باختيار طبيعي” يسكن في نفوس السودانيين والمصريين، ومن يقول غير ذلك فهو “كاذب”.
خيار العلاقة المستدامة بين البلدين لا يقرره البشير ولا عبد الفتاح السيسي، بل يقرره المواطن العادي في السودان ومصر.
الخيار الأفضل، أن يتم إبعاد السياسات الحكومية وإعلامها من فضاء العلاقة الأبدية بين السودان ومصر.
القضية هي “أمانة” مُعلقة علي رقاب السودانيين والمصريين ولن يستطيع أحد أن يأبي حملها.
فتح الرحمن النحاس
صحيفة “ألوان”، الجمعة 26/9/2014