“قلبى زاد وجع” رغم تطمينات الإدارة العامة للحج والعمرة.. تذمر واسع من قبل الحجيج السوداني
أبو ذر يقول بلغة ساخرة: “البامبي الناس في السودان خلوه يمشوا ياكلوه في السعودية؟”.
(1)
رغم الشكاوى المتكررة من تعقيد إجراءات السفر لأداء فريضة الحج، بيد أن والي ولاية الخرطوم بالإنابة، صديق محمد علي الشيخ، أكد في السادس من سبتمبر الجاري، حرص واهتمام حكومة الولاية بتسهيل كافة الإجراءات المُتعلقة بحجاج بيت الله الحرام، مُشيراً إلى أن ولايته ظلت تتابع ومن خلال التنسيق مع المجلس الأعلى للدعوة والإرشاد كافة الترتيبات المُتعلقة بحجاج العام الحالي. ويقول الشيخ أثناء مخاطبته بالميناء البري بالخرطوم الاحتفال بمناسبة وداع الفوج الأول من حجاج قطاع ولاية الخرطوم إن النظام الذي اتبعته الإدارة العامة للحج والعُمرة في ما يتعلق باستخدام الوسائل الإلكترونية واستخدام تقانة المعلومات والاستعداد المُبكر انعكس إيجاباً على نجاح حج العام الجاري من خلال تسهيل الخدمات والمُعاملات، وأعرب عن سعادة ولاية الخرطوم بوداع الفوج الأول، مؤكداً استمرار الولاية في التنسيق مع الجهات ذات الصلة بتوفير كافة الإمكانيات التي من شأنها أن تُسهم في راحة الحُجاج. ورغم التأكيد على استخدام الوسائل الإلكترونية واستخدام تقانة المعلومات إلا أن الاحتجاج جراء “البيروقراطية” وتعقيد الإجراءات ظل سيد الموقف لعدد من المواطنين الذين سافروا لأداء مناسك الحج والعمرة في العام الحالي.
(2)
حسناً .. التذمر من كل شيء ظل سيد الموقف لعدد من الحجاج، لكن مدير الإدارة العامة للحج والعمرة، المطيع محمد أحمد، أعلن التزام إدارته بالتنسيق مع السُلطات في المملكة العربية السعودية لخدمة حجاج السودان، وامتدح الجهود التي ظلت تقدمها سفارة خادم الحرمين الشريفين بالخرطوم، والتي ظلت تلعب دوراً مهماً وكبيراً في إنجاح أعمال الحج، من بداية الإجراءات وحتى نهاية أداء الشعيرة. وأكد المطيع اكتمال كافة الترتيبات، مشيراً إلى أنه تم تأهيل النواقل الجوية، وتمت كذلك عمليات صيانة واسعة للناقل البحري، مشيراً إلى أن المفاوضات التي تمت مع الحكومة السعودية، تم فيها اعتماد الحصة المتفق عليها، مبيناً أن السُلطات السعودية أشادت بأداء بعثة الحج السودانية والتطور المضطرد في أدائها، وتم إعطاؤهم أذونات الهبوط الكافية لشركات الطيران، خاصة بعد توسعة مطار المدينة، فضلاً عن الموافقة على دخول حجاج السودان للمنطقة (ب) بمشعر “منى” مع تقديم الخدمات الإضافية المطلوبة لهم، وكذلك استبدال البطاقة الرديفة بـ”إستيكر لاصق”، لتلافي ضياعها، كما كان يحدث في المرات السابقة، كما وافقت السلطات السعودية أيضاً على نقل الحجاج بنظام الدورة الكاملة.
(3)
رغم تطمينات مدير الإدارة العامة للحج والعمرة لكن الأستاذ عثمان ميرغني كتب في عموده “حديث المدينة” عدة شكاوى تلقتها “صحيفته” كشفت عن اتصالات وردت إليهم من الأراضي المُقسدة بشأن رداءة الخدمات المقدمة للحجيج السودانيين موضحاً أن قطاعات واسعة أبلغته بدفع (1500) ريال سعودي مقابل أن تتكفل هيئة الحج والعمرة بتوفير الطعام، لكن المفاجأة كانت لدى وصولهم المدينة المنورة تلقيهم وجبات هزيلة، وفي مكة المكرمة إعطاءهم وجبة فول مع قطعة طعمية واحدة للإفطار. وأكد ميرغني أنهم ولسنوات ظلوا يكتبون عن هيئة الحج والعمرة حتى أصدرت الحكومة قراراً بحلها، وأن رأيهم يقول إن تحرير الحج والعمرة وتركهما للقطاع الخاص يحل مشكلتين، الأولى مشكلة الحكومة التي لا يجب أن تتدخل في تفاصيل حياة الناس، ومشكلة الحجاج الذين يجأرون في كل عام بشكوى باتت مكررة لدرجة “الضجر”، موضحاً أنه يبدو أن روح “ليشهدوا منافع لهم” في هيئة الحج والعمرة أقوى من أي “منافع” أخرى للحجاج السودانيين، لافتاً إلى أن الهيئة تفيض خزائنها بأموال الفقراء السودانيين، الذين يقتعطونها من لحمهم ودمهم ليلبلوا نداء الحج، وفي كل مرة تتفنن هيئة الحج والعمرة في بث الحجج والإنجازات لتبقى رغم أنف الجميع، وأنها التفت على قرار حلها بمطالبة تحويلها إلى مجلس للحج والعمرة حتى تحافظ على المكاسب التي تحصل عليها من جيوب الحُجاج.
تذمر واسع من قطاع عريض من الحجاج احتجاجاً على تردي الخدمات، تطمينات كبيرة من هيئة الحج والعمرة بأن حج العام الحالي في أحسن أحواله، لكن العبرة بالخواتيم، لتلافي القصور، وتحديد نقاط الضعف، والإشارة إلى السلبيات منذ الآن تفادياً لعدم تكرارها في العام المقبل لينعم حجاج البيت الحرام بخدمات راقية والتفرغ لأداء المناسك بقلوب مطمئنة.
الخرطوم – بهرام عبد المُنعم
اليوم التالي