نص كلمة كمال عبد اللطيف في الملتقى الثاني للإعلاميين السودانيين العاملين بالخارج
نص كلمة كمال عبد اللطيف في الملتقى الثاني للإعلاميين السودانيين العاملين بالخارج
سونا
بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. الحمد لله رب العالمين أن جعلنا من بني آدم، ومن أمة محمد صلى اله عليه وسلم وجعلنا من شعب السودان. الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. وإنا إلى ربنا لمنقلبون. الحمد لله الذي جمعنا، نحن الجالسين في هذه القاعة على محبة أوطاننا ومنحنا القدرة على التنادي من أجله وأجل أهلنا. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين. وبعد:- السيد نائب رئيس الجمهورية السادة الوزراء السادة الضيوف الكرام إخوتي وأخواتي أبناء السودان من الإعلاميين الذين تنادوا إلينا من كل بقاع الدنيا، اسمحوا لي أن أحييكم فرداً فرداً، وأن أشد على أياديكم مرحباً بكم في وطنكم وبين أهلكم وعلى تراب بلدكم الطاهر، الذي ارتوى بدماء الشهداء الذين سقطوا فداء لهذا التراب عبر عشرات، بل الآلاف من الملاحم التاريخية البطولية من لدن بعانخي وترهاقا وعمارة دنقس وبادي أبوشلوخ وعجب المانجلك وعبر نبتة ومروي وسوبا وسلطنة الفور وتوشكي والنخيلة وكرري وطماي وأم دبيكرات وعبر ثورات التحرر الحديثة ثورة 1924م وأكتوبر 1964 وأبريل 1985. إخوتي وأخواتي الأعزاء اسمحوا لي أن أحييكم وأشد على أياديكم وأنتم أبناء وبنات هذا الوطن الغالي ولدتم من آباء كرام أفاضل وحبوتم تحت أقدام نساء نجيبات طاهرات طيبات وترعرعتم في ساحات السودان ووديانه ولعبتم (شليل والفات الفات) وغفوتم على أصوات الحبوبات والأحاجي الجميلة عن (فاطمة السمحة) وابن عمها الفارس الشجاع وأنشدتم في المدارس (علمي أنت رائي أنت عنوان والولاء) و(منقو قل لا عاش من يفصلنا).. أحييكم وأنتم تنتشرون في بقاع العالم من أستراليا شرقا، إلي ألسكا والكيب تاون غربا ، تحملون سمات السودان وعزة وكرامته بأقلامكم التي تكتبون بها المصنوعة من أشجار العشر والدليب والنيم . وعيونكم التي ترون بها مكحلة بمرواد العفة والنقاء وسواد الأبنوس الأنيق.. أما عقولكم التي تفكرون بها وتبدعون بها فهى عقول الفطاحلة الذين بنوا إهرامات كبوشية وقصور العائلات المالكة في الدفوفة وكرمة والدفار. أحييكم إخوتي وأخواتي، وأحيي عبركم كل الأعلام والأفذاذ من رجالات ونساء الإعلام في بلادنا وكل الشموس المضيئة والأقمار الساطعة التي أبدعت وملأت سماواتنا بالبهجة ، أحيي عبركم الأجيال المخضرمة من مضى منهم إلي الله (متولي عيد – محمد خوجلي صالحين – أبو العزائم – بشير محمد سعيد – إسماعيل العتباني – عبد الرحمن مختار – جاد الله جباره – ليلي المغربي – رجاء حسن حامد).. وأحي عبركم من بقى منهم ولم يبدلوا تبديلا (علي شمو – سيد أحمد خليفة – تحية زروق – أيوب صديق – محمد خير البدوي – حسن عبد الوهاب – ومتوكل كمال – وحمدي بولاد وحمدي بدر الدين). السيد نائب الرئيس الإخوة الكرام والأخوات النجيبات بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنه والله ليطيب لي أن نلتقيكم اليوم في الخرطوم علي شرف الملتقى الثاني للاعلاميين السودانيين العاملين في الخارج والذي وجهنا فيه الدعوة إلي أكثر من 350 إعلامي وإعلامية يمثلون كبريات المؤسسات الصحافية ووكالات الأنباء والفضائيات الـ (بي بي سي وصوت أمريكا والإذاعة العربية في بكين – القارديان – المستقلة – الشرق الاوسط – الراية القطرية وعكاظ – الجزيرة والعربية والـ ام بي سي والاسوشيتدبرس – ورويترز) ويمثلون إدارات الإعلام في كثير من الدول والمنظمات بما فيها ا لأمم المتحدة . دعوناهم بمختلف تخصصاتهم رؤساء تحرير ورؤساء أقسام أخبار وصحفيين ومصورين ومخرجين وإداريين ومنتجين وغيرهم.. دعوناهم من (أستراليا واليابان وماليزيا والصين ولندن وباريس وجنيف ونيويورك وواشنطن والرياض والدوحة ونيروبي وأديس ابابا والقاهرة ودبي وبريتوريا ولاغوس وأبوجا). دعوناهم ليحجوا إلي أوطانهم زرافات ووحدانا يحجون إلي السودان من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم وما أكثر المنافع في بلادنا، وهل من منفعة أعظم من العودة للأوطان من بعد طول سفر وعناء ترحال ومشقة إغتراب؟؟ دعوناهم بكل الترحاب والشفافية فلم نحجر علي أحد ولم نقصي شخصا ولم نغيب أيا منهم كائنا من كان.. دعوناهم بالرغم من أن الناس خوفونا ووصفوا الفكرة بالمجازفة ووصفونا كمن يلقي حجرا في الظلام أو في مياه راكدة.. قالوا إنكم تفتحون علي أنفسكم نيران جهنم فكيف تدعون أعداءكم وتمنحونهم المنابر ليتجرأوا عليكم ولكننا قلنا لهم ومنذ اللحظة الأولى مرحبا بهم. مرحبا المعارضين قبل الموالين لأننا نلتقي جميعا في الولاء لهذا الوطن الحبيب ومرحبا بالمنتقدين قبل المشيدين لأننا علي ثقة بأن الإنتقاد الذي نراه وسمعنا به ما كان في يوم من الأيام إلا من أجل هذا البلد الطيب الذي لا تلد نساؤه إلا الطيبين فما كانت مقالات طلحة جبريل لدنيا يصيبها ولا كتابات البطل إرتزاقا ولا إنتقادات صديق محيسى عمالة ولم تكن مواقف عثمان ميرغني شخصية ولا ذاتية ولا حتى تحفظات الأفندي خيانة للوطن.. ولم يكن موقع سودانيز أون لاين إلا فرعا من فروع أندية الخريجين ومنارة من منارات الوعي والتجرد لهذا الشعب النبيل . فليس من ابناء السودان من يكون عميلا أو خائنا لأوطانه ولم تكن جمعية الإعلاميين السودانيين ولا رابطة الاعلاميين ولا إتحاد الصحفيين السودانيين بالولايات المتحدة إلا حاضنات طاهرات ونقيات لتجميع الشمل وضم الصفوف لا لعداء احد ولا لمناهضة حكومة ولكن كانت كلها تنظيمات سودانية أصيلة مستوحاة من آدابنا وأعرافنا والمثل يقول (إيد علي إيد تجدع بعيد) وحديث الرسول الكريم (صلى الله علي وسلم) إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية فلا مجال البتة لعدائها ومحاربتها بل المطلوب دعمها وتقويتها. إخوني وأخواتي أعضاء الملتقى.. نلتقي اليوم بعون الله في دوحة الملتقى الثاني للاعلاميين السودانيين والذي جاء متوافقا مع توجهنا في جهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج لعقد المؤتمر السادس للمغتربين في بدايات العام القادم إن شاء الله إذ آلينا علي أنفسنا أن نعقد سلسلة من الملتقيات المتخصصة في مختلف المجالات لنطرح من خلالها قضايا وشئون المجموعات المهنية المتنوعة بشئ من التفصيل ، ثم الخروج بتوصيات وقرارات تساعد علي تطوير هذه المهن وترسيخ علاقة العاملين فيها بوطنهم بمعنى اننا حريصون علي أن نرسم لكل مهنة خطة إستراتيجية تحدد كيفية إستفادة الوطن من أبنائه بالخارج وكيفية تقوية الصلة بين أبناء الوطن بأهلهم وعشيرتهم. ويجئ كل ذلك إستجابة لمتطلبات المرحلة الحاسمة التي تمر بها بلادنا الموعودة بنهضة حضارية في كافة المجالات الزراعية والصناعية والصحية والتعليمية والإجتماعية ، وفي مجال تقنية المعلومات . ولا نريد لإخواننا وأبناء جلدتنا في المهاجر أن يغيبوا عن هذا الفضل والنعيم الوارف بإذن الله.. نعم والله إنه لنعيم وارف… كيف لا وأمتكم السودانية تخطو بخطوات ثابتات لتحتل مكانها المرموق بين الأمم العظيمة والدول الكبرى.. فنحن قوم ما خلقنا لنكون في المؤخرة ، بل أوجدنا الله سبحانه وتعالى لنكون قادة، ونكون هداة مهديين.. لم لا ونحن أمة تمتد حضارتها لأكثر من سبعة ألف سنة” الأمر الذي لم يتوفر إلا لشعب أو شعبين في هذا العالم، لم لا ونحن أحفاد حضارة تقدمت في فنون الطب فاخترعت التحنيط الذي لم يستطع أي كائن من كان، أن يكشف سره حتى الآن، وأبدعت في علوم الهندسة فبنينا الإهرامات والقصور التي شيدت بالطوب والمونة المصنوعة من القمح الخالص.. لم لا ونحن الأمة الوحيدة التي لم يستطع لا الإسلام ولا المسيحية أن يغزوها ويدخلها عنوة بل جاء ذلك عن طريق الاتفاقيات والتراضي علي خلاف ما جرى في كل العالم القديم والحديث.. لم لا ونحن الدولة والأمة التي ورثت الأندلس بعد انهيارها بقيام مملكة سنار وورثنا الإمبراطورية العثمانية بقيام دولة المهدية.. لم لا ونحن أول دولة جنوب الصحراء نالت استقلالها ونحن من أوائل الدول التي أسست منظمة عدم الإنحياز ومنظمة الوحدة الإفريقية وجامعة الدول العربية.. لم لا ونحن السودانيون الذين بشر بهم الرسول الكريم (صلي الله عليه وسلم) حيث قال (لن تكتمل ثلتنا يا عمر إلا بأهل السودان من رعاة الإبل ممن يشهدون لا إله إلا الله).. لم لا ونحن الشعب الوحيد الذي استطاع أن يدحر جيوش الأمبراطورية البريطانية بمقتل أعظم وأخطر ضابط إنجليزي شهده التاريخ غردون باشا. لم لا ونحن نحمل هموم الآخرين فلقد قتلت قواتنا المسلحة في كل الجبهات القومية.. في فلسطين ، وكرن، ومعركة العلمين وفي قناة السويس ودعمنا ونصرنا كل حركات التحرر الإفريقية والآسيوية.. وحتى شعراؤنا لم تقتصر أشعارهم علي بلادهم بل انطلقت تمجد الأحرار في كل مكان، فلقد تغني شعراؤنا لسو كارنو ونكروما وجومو كنياتا وجميلة بوحريد والملأيو وتغنينا لباندونق ولدمشق لما استباحوا حماها وتغنينا للأندلس الفردوس المفقود والجزائر.. لم لا وحتى قادتنا الذين تعاقبوا علي حكمنا عمدوا لرفع أعناقنا فوق الهامات، فها هو السلطان علي دينار يتولي كسوة الكعبة الشريفة سنويا وعبر السنوات من دون خلق الله وسائر السلاطين في زمانه وتنظم الخرطوم مؤتمر اللاءات الثلاثة في 1967م في أحرج موقف مرت به أمتنا العربية.. لم لا ولقد كانت بلادنا دائما عنصر خير وإلفة وتجفيفا للدماء فكانت جهود السودان في كفكفة حرب اليمن ونصرة العراق ووقف نزيف الدم بين حركة فتح وملك الأردن في سبعينيات القرن الماضي وحديثا جهود الحكومة في المصالحة اللبنانية ولم الشمل الفلسطيني وتوحيد الفصائل الصومالية وإزالة الجفوة ما بين القوميين العرب والإسلاميين. الأخوة والأخوات: تذكرون أن ملتقاكم هذا يجئ في أعقاب الملتقيين الأول والثاني للسودانيين العاملين بالمنظمات الدولية ومؤسسات التمويل ويجئ كذلك كنتاج طبيعي للملتقي الأول للإعلاميين الذي عقد في عام 2006م فهو بالتالي ليس محاولة من الحكومة لتجييركم لخدمة مصالحها ولا لتقوم بإستقطابكم لصالح أحزابها، ولاتريد منكم أن تكونوا مظاهرة سياسية ضد المحكمة الجنائية ، ولا جوغة موسيقية تسير في الزفة ولا تريد لكم أن تكونوا هتيفة تهتفون للإنقاذ أو المؤتمر الوطني.. نحن دعوناكم لمصلحة الوطن العليا التي لا خلاف عليها، نريد أن تكونوا أصواتا تحدثون الدنيا كل الدنيا عن وطنكم وعن أفضاله وخيراته وعن فرص الإستثمار فيه نريد أن نستقطبكم لعضوية حزب السودان الواحد الموحد المتحضر المتقدم فهل تأبون وتمتنعون؟!.. نريد أن نجند عقولكم وأقلامكم وكاميراتكم لترسموا لوحات مشرقات لوطنكم المشرق ولشعبكم العملاق فهل في ذلك عيب أو منقصة لكم ؟؟ نريد إخواني وأخواتي الأعزاء أن نستلهم خبراتكم وتجاربكم بل ونستهدي بوطنيتكم وحبكم للوطن الذي وضعتموه في حدقات عيونكم وسويداء أفئدتكم وطيات ضمائركم المستقلة فهل توصدون الأبواب وتغلقون النوافذ وتسدلون الستائر.. أنا أجيب عنكم وكلي ثقة مبصرة أنكم لن تخذلوني في إجابتي هذه فأنا أعرفكم واحدا واحد وأعلم دواخلكم تماما ولذلك فأنا أجيب عنكم بلا وألف لا فلستم أنتم يا أبناء ( بعانخي ، تهراقا ، المهدي ويا أحفاد الكنداكة، مهيرة بت عبود، رابعة الكنانية وياسلالة الشرف الباذخ من (الذين عمروا الأرض أينما قطنوا ويذكر المجد كلما ذكروا وهو يعتز حين يقترن) ويا سلالة من قال عنهم الشاعر (حكموا العدل في الوري زمنا) أترى هل يعود ذا الزمن (ردد الدهر حسن سيرتهم ما بها حطة ولا درن) نعم أجيب عنكم يا أخوان البنات وأبناء القبائل يا من رضعتم العز والشرف من أثداء أمهاتكم.. لا وألف لا فإنكم لن تأبوا ولن تمتنعوا ولن تسدوا النوافذ ولن تغلقوا الأبواب فما علي ذلك تربيتم ولا علي ذلك نشأتم . لن تأبوا والله وأنتم الذين طالما أنشدتم (في الفؤاد ترعاه العناية بين ضلوع الوطن العزيز) ورددتم (بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام) وتغنيتم (وطن الجدود نحن الفداء من المكاره والعدا نتمنى ليك دائما تسود) و (سوداني الجوه وجداني بريدو) و (نحن جند الله جند الوطن إن دعا داعي الفداء لن نهن نتحدى الموت عند المحن نشتري المجد بأغلى ثمن هذه الأرض لنا فليعش سوداننا علما بين الأمم.. وحفظتم عن ظهر قلب أنشودة العطبراوي الخالدة (يا بلادي يا بلادا حوت مآثرنا كالفردايس فيضها منن فجر النيل في أباطحها تكفل العيش وهى تحتضن) الإخوة والأخوات: منارات هذه القاعة ونجوم سمائها وشهب آفاقها هدفنا من هذا الملتقى أن نلتقيكم أولا وأخيرا، وإن لم يدر بيننا وبينكم حوار ولا نقاش وهدفنا من هذا الملتقى أن نتيح لكم الفرصة لتشاهدوا وطنكم عن قرب وتقرأؤه بعيون سودانية عسلية، وأن تقفوا علي ما يجري فيه من حراك سياسي وإقتصادي وإجتماعي ، هدفنا من هذا الملتقى أن نعقد جلسات للحوار حول الاستراتيجية الإعلامية لتفحصوها وتمحصوها وتصوبوا وجهتها . هدفنا من هذا الملتقى أن نقف معكم علي همومكم وقضاياكم لنعمل معا علي حلها ومعالجتها وأسألكم بالله ألا تضنوا علينا بأي نصيحة ولو كانت مرة فكلام (الببكيك) أحسن من كلام (البضحكك) ولا تبخلوا علينا بأي رأي ولو كان مخالفا ولا باقتراح ما دام القصد هو الوطن والوجهة هى رفاه أهله وعزة بنيه لأن الإختلاف لا يفسد للود قضية. السيد نائب الرئيس السادة الحضور الكرام إخواني وأخواتي – فلذات أكباد هذا الوطن الغالي وفخر أهله. اليوم نسعد باللقاء بكم ونحمد الله علي هذا النجاح فلقد بدأت إجراءات التحضير لهذا الملتقى في وقت وجيز في فبراير الماضي بتشكيل اللجنة التحضيرية التي تجمعت فيها جهود وزارة رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الاعلام والإتصالات ووزارة الخارجية وتضافرت فيها جهود جهاز المغتربين مع أمانة الإعلام الخارجي واتحاد الصحفيين السودانيين حيث عقدت اللجنة حتى يومنا هذا حوالي العشرين اجتماعا شرعت أولا بحصر الإعلاميين السودانيين في كل بقاع العالم وبمختلف تخصصاتهم فبلغ العدد ما يربو علي الـ 350 إعلاميا، يمثل كل واحد منهم سفيرا فوق العادة ومفوضا لبلاده في الموقع أو المؤسسة التي يعمل فيها فقد وجدنا العجب العجاب واكتشفنا ما أثلج صدورنا اكتشفنا يا سيدي النائب أنه ما من مؤسسة إعلامية عالمية ناجحة ومتطورة إلا وكان السودانيون وقودها وزادها وعقولها المدبرة.. وجدناهم قادة ومسئولين في كبريات الصحف العالمية وقمة القنوات الفضائية العالمية ووكالات الأنباء . بل حتى وجدناهم في قمة الإدارة الإعلامية للمنظمة الدولية.. وجدناهم منتشرون من استراليا شرقا وحتى كندا في أقصى الغرب مرورا بآسيا وأوربا وأفريقيا
. وأطلقت اللجنة النداء ووجهت الدعوة وجاءت الاستجابة غير المسبوقة.. أكثر من 250 إعلامي استجابوا للدعوة بكل الأريحية والعزيمة، لا طلبا في خير عند أحد ولا خوفا من شر عند سلطان ولا رغبة في عطية.. ولكن جاءوا بكل الشجاعة والمروءة لأنهم سمعوا داعي الفداء لوطنهم فاستجابوا ولقد تحدثت بنفسي مع معظمهم بالهاتف الجوال ووقفت علي مواقفهم الثابتة والراسخة المعادية لشكل الحكم القائم في السودان، ولكن قالوها بوضوح: أن موقفنا هذا لن يمنعنا من نصرة بلادنا ونجدة أهله، فجاءوا بخيلهم وخيلائهم فمرحبا بهم بين أهلهم وعشيرتهم وحتى الذين لم يتمكنوا من الحضور أنا أعلم تماما إن الظروف القاهرة هى التي حالت دون حضورهم فانفضوا وأعينهم تفيض بالدموع علي هذا النعيم الذي فاتهم. ومضت إجراءاتنا فوجهنا الدعوة لحوالي 140 إعلاميا من داخل السودان ليحدث التلاقي الوطني في أعظم تظاهرة وكرنفال إعلامي وطني في السودان بل وفي كل الدول المحيطة. إخواتي العزيزات النجيبات بنات بنونة ، وتاجوج وبت مسيمس، وحواء الطقطاقة، وسعاد الفاتح، وفاطمة أحمد إبراهيم وفاطمة طالب، وسعاد إبراهيم أحمد، وأخوات ليلى المغربي، وسعاد أبو عاقلة ، ومحاسن سيف الدين وبخيتة أمين وآمال عباس وفاطمة غزالي. أخواني الأعزاء النجباء أبناء أحمد يوسف هاشم، وعرفات محمد عبدالله وحسين شريف ورحمى سليمان وأخوان صلاح الدين الفاضل ومحمد حاتم وعوض جادين والهندي عز الدين وعثمان شبونة وعثمان ميرغني ألف ألف مرحبا بكم في هذا الملتقى الذي ستتواصل برامجه وفقراته الحافلة بالتواصل إذ انتقينا له خيرة أبناء هذا الوطن من السياسيين والعلماء والخبراء في مجالات السياسة والاقتصاد والتخطيط الإستراتيجي لتقديم الأوراق العلمية المعدة إعدادا يليق بمقاماتكم السامقة ويحتوي البرنامج علي لقاء مفتوح وحر. نعم مفتوح وحر . لا بروتكول فيه، ولا قيود أمنية ، ولا إجراءات دبلوماسية، سيكون فيه الرئيس متاحا لكم ليسمع ما تقولون بكل الشجاعة والأريحية ، ويتخلل برنامجنا ليالي للفرح السوداني الأصيل مع (غربة الكابلي وسكره ورجوع البلابل لوطن القماري وحسين شندي وقطار الشوق متين ترحل تودينا، وأسرار بابكر وغيرهم وغيرهم من ملوك الطرب السوداني الأصيل وتلتقون أيضا مع مدير المخابرات في حديث ودي صريح وسليم لتتحدثوا عن الرقابة القبلية وقانون الصحافة، وقانون الأمن ، ونزاهة الإنتخابات، ثم ستتاح لكم زيارة هرم السودان الأكبر سد مروي وعروس الرمال الدافورية الفاشر لزيارة معسكرات النازحين فيها . وأعدكم وأعدكم وأعدكم بأن اللجنة التحضيرية ستواصل عملها كلجنة متابعة لما يخرج به ملتقاكم من قرارات لضمان التنفيذ الناجح فلن نترك شاردة ولا واردة إلا وأحصيناها وتابعناها حتى تبلغ مأمنها.. وثقوا أن قراراتكم وتوصياتكم أمانة في أعناقنا تسألونا عنها يوم القيامة وستريكم الأيام وتثبت لكم صدق نوايانا، وإخلاصنا وتفانينا وحرصنا من أجلكم أنتم . فالله الله أن تؤتي بلادكم من قبلكم . والله الله أن تضنوا علي وطنكم بخبرتكم وتجاربكم فبلدكم في امس الحاجة لكم فهو في مفترق طرق ويحتاج لآرائكم السديدة ومقترحاتكم النيرة؟؟ وختاما: الشكر والثناء والحمد لله رب العالمين علي نعمة أن جعلنا سودانيين ولم يجعلنا من غيرهم ونحمده علي نعمة اللقيا بكم في رحاب وطنكم وبين أهليكم ونحمده تعالى علي هذا النجاح والشكر موصول للسيد رئيس الجمهورية الموقر علي رعايته لهذا الملتقى وسؤاله المستمر عنه والشكر أيضا للسيد نائب رئيس الجمهورية علي تشريفه لنا في هذه الجلسة الإفتتاحية ووجوده بيننا مما يزيدنا ثقة وفخرا والشكر لكم علي تكبد المشاق والحضور وتلبية الدعوة والشكر لكل من ساهم في قيام هذا الملتقى وهم كثر يضيق المقام عن ذكرهم ومنهم الإخوة والأخوات أعضاء اللجنة التحضيرية وأعضاء اللجان الفرعية وأهل القنوات الفضائية والإعلام والصحافة والإخوة في وزارات المالية والخارجية والإعلام والاتصالات والشركات الداعمه والممولة وأهل الخير ممن وقفوا معنا بقوة.. وختام القول أقول سبحانك اللهم وبحمدك ولا حول ولا قوة إلا بالله ، عليه توكلت وإليه أنيب وهو رب العرش العظيم. لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته علي الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المصدر :سونا
بالرغم من انه لا تنشر تعليقاتنا ، هذا التعليق المعني به سيكون القائمون علي النيلين العميلة .
يا استاذ كمال ما تعترف بفشلكم حتي نفكر في الخطوة التالية لما تكذبوا علي امة كاملة مرة بشراء زمم صحافيي الداخل (اعطائهم قطع اراضي قروض) ومحاولة شراء المتواجدون في الخارج