رأي ومقالات
د. هاشم حسين بابكر: العرب يحتضرون!!..
القرار هذا كان ينص على حل الجيش العراقي أقوى جيوش المنطقة العربية..!!
وقبل ذلك تم تدجين الجيش المصري فأصبح ذلك الجيش العتيد خبازا لكحك العيد..!!
في العراق ترك الأمر للمليشيات الطائفية تعيث فيه فسادا وتقتيلا..!!
وانتقل الأمر إلى اليمن حيث لا جيش بعد أن استولت ميليشيات الحوثي على كل صغيرة وكبيرة هناك، حيث قام الجيش بحل نفسه واستلم الحوثيون اسلحته دون قتال..!!
البحر الأحمر، البحر الأبيض، الخليج هذه الممرات الاستراتيجية يجب ان تبقى تحت سيطرة غير العرب، وتدفع الشعوب العربية على شواطئ تلك البحار الثمن غالياً، فحين نجد ان مصر قد استسلمت للامر الواقع، نجد ليبيا تحترق، وتونس تنتظر انفجاراً والجزائر على صفيح ساخن بعد حرب اهلية راح ضحيتها مئات الآلاف، والغليان إن لم يأتِ من داخل تونس والجزائر فإن مالي والنيجر على استعداد لاشعال النيران فالتنظيمات المتشددة على أتم استعداد، وحتى من ليبيا التي تجاور كل من تونس والجزائر كما يحدث في السودان الذي يشاطئ البحر الأحمر بشاطئ طوله سبعمائة وستون كيلو متراً..!!
واقع الحال يقول عن تقليص الدور العربي المطل على تلك البحار الاستراتيجية..!!
سوريا التي رفضت مرور خطوط الانابيب من دول الخليج عبر أراضيها يدفع الشعب السوري ثمن ذلك، فالحرب على الارهاب وضعوا لها ميزانية تفوق الخمسة عشر مليار دولار، بينما تنفض الأمم المتحدة يدها عن اللاجئين السوريين الذين يقدرون بثلاثة مليون لاجئ واربعة مليون نازح وكل التكلفة تقدر بثلاثمائة وخمسين مليون دولار أي ان نسبة اغاثة الشعب السوري تعادل اثنين من مائة من تكلفة الحرب على الارهاب..!!
هذا يعني حرمان ثلاثة مليون طفل سوري من الدراسة والتعليم ويزيد العدد كل ما طال أمد الحرب، مما يعني أن ما يجري هو تدمير لمستقبل سوريا بالقضاء على حاضرها الذي تم بناؤه على تاريخ عتيد..!!
اليمن التي لم تذق طعم الاستعمار منذ عهد أبرهة الحبشي اليوم تقدم نفسها طائعة مختارة للاستعمار عن بُعد، وفي الجانب الغربي من البحر الأحمر احترقت الصومال بصمت ومباركة عربيتين..!!
وبذا يصبح البحر الأحمر وممراته الاستراتيجية في يد غير أصحابها بعد تدجين مصر والتغيير القادم في السعودية مواصلة لما يسمى بالربيع العربي..!! داعش وجبهة النصرة تصميم أمريكي خالص بأموال عربية، وحين تمددت هذه المنظمات خافت امريكا لأن سيطرتها على تلك المنظمات قد انعدمت، ولكنها رغم ذلك استفادت فهي غني أي حرب تشتعل في أي مكان في العالم. أوعزت امريكا للمالكي بأن يفتح الطريق لداعش لدخول العراق ففتح لها الطريق بعد ان امر فلول مليشياته المسماة بالجيش بالهروب ففعلت، ولكن داعش لم تكتف فزحفت شمالاً نحو كردستان وكردستان تعني النفط وهو ما تبذل فيه امريكا كل غالٍ ونفيس حتى تحميه، وقد تجاوزت داعش الخطوط الحمراء!! ورغم ذلك لم تدخل امريكا في حرب صريحة ضد داعش بل اكتفت بالطلعات الجوية التي تشكل نسبة بسيطة لا تحسم حربا ما لم تتبعها قوات على الأرض، وهذه غير متواجدة لا في العراق ولا في السعودية ولا في امارات الخليج ولا في سورية، اما في مصر فاولويات الجيش هي مواجهة الشعب المصري وصنع الكحك والبقلاوة..!!
أسلوب إدارة الحرب وليس القضاء عليها، وهذا يعني تدمير الشعوب العربية تارة بإثارة المتشددين من السنة واطلاق يد الشيعة في العراق ولبنان واليمن وسوريا ليقتتلوا مع السنة لتزود امريكا كليهما بالسلاح كما فعلت مع العراق وايران ابان الحرب بينهما فيما عرف بايران قيت..!!
بجانب امريكا ظهر طامعان جديدان قديمان في المنطقة، ايران التي بسطت نفوذها في العراق ولبنان وسوريا واخيراً اليمن، وتركيا التي تتطلع لدور قيادي في المنطقة، ولكن الدور التركي تعطله وقائع على الأرض، أولها انها عضو اساسي في حلف الاطلسي، والذي لن يقبل أن تكون المنطقة العربية وخاصة المنتجة للنفط تحت نفوذ آخر غير النفوذ الامريكي، حتى وإن كان ذلك النفوذ من أحد أهم الاعضاء في الحلف..!!
كلا من ايران وتركيا تتصارعان صراعاً خفياً للنفوذ في المنطقة، فبالنسبة لايران فإن المنطقة معها في صراع طائفي دموي، اما بالنسبة لتركيا فإن المملكة السعودية نشأت للتخلص من الحكم التركي وبعدها ظهرت فكرة القومية العربية التي فرقت الدولة الاسلامية أيدي سبأ، وحتى في ذات تركيا قامت حركة القومية التركية «تركيا الفتاة» والتي قادها اتاتورك الماسوني!!
وضع كل من تركيا وايران بين قطبي رحى فإيران مع المنطقة في عداء صريح والمنطقة تخشاها ومع تركيا في عداء مستتر مع السعودية وظاهر مع مصر وسوريا وبين هذا وذاك تنتظر امريكا نتيجة الصراعات المركبة بين العرب وايران من جهة والعرب وتركيا من جهة أخرى وتركيا وايران من جهة ثالثة وفي جميع الحالات ومهما كانت النتائج فإن امريكا هي غنى الحرب والكاسب الأعظم..!
وراء كل هذا يقف في الظل الكاسب الحقيقي وهو اسرائيل التي تستمتع بالبترول والغاز العربيين وبأسعار تفضيلية حين تكون سوريا غير سوريا وشعبها غير شعبها بعد القضاء على مستقبلها، هذا باحياء خط الانابيب عبر سوريا والذي توقف ابان الحرب العراقية الايرانية، وهذا الخط سيعاد احياؤه من جديد ودعمه بخط آخر من السعودية ودول الخليج وحينها يدق النعش على الخليج ودوله حيث تصبح الحركة فيه في أدنى مستوياتها وكذلك البحر الأحمر الأمر الذي يقلل من أهمية باب المندب وقناة السويس الاولى ويجعل من الثانية المرتقبة مجرد عبث وضياع أموال..!!
وبذا تعم الخسارة كل المنطقة وينتهي الصراع فيها إلى لا شيء فيخسر العرب وتخسر إيران وتنوء تركيا بالخزلان وتكسب اسرائيل دون ان تدفع سنتاً واحداً فكل التكالف ستدفعها دول الخليج ويضيع الشعب العراقي ويتبعه السوري أما الكارثة الاقتصادية المدمرة فستحل بمصر وتضيع خبرات الجيش المصري عبر القرون حتى تلك التي نالها أخيراً في صنع الكحك..!!
كل هذا تحت مسمى الارهاب والحرب عليه والذي هو من صنع الغرب فكم من الآلاف يتم ارسالها من الدول الغربية وبدعم مادي عربي، وفي ذات الحين يطلقون عليهم مصطلح الارهابيين، بينما في اكرانيا يرد الالاف من ذات الدول الغربية للمشاركة في الحرب الاهلية، هؤلاء ليسوا ارهابيين في نظر الغرب، فهم إنما يحاربون روسيا على ارض اكرانية إنه زمان المتناقضات والكيل بمكيالين..!!
الآن تتم ترجمة الربيع العربي إلى الفوضى الخلاقة والتي في حقيقة الأمر وبمعناها الحقيقي دعهم يخربون بيوتهم بأيديهم!!.[/JUSTIFY]
الانتباهة