أوان الرحيل المر

عشت فينا نبيلا
وكنت عليلا
زماناً طويلا
كيما تهيئنا لهذا الرحيل
لكنا لفرط العشق
كنا نظنك سرمدا
ويكبر فينا اليقين بأنك لا محالة ناهض من ركام الأسقام
قمرا يضيء
فكيف اليوم والصحائف سودت
والإذاعات نائحات؟
والتلفاز ما انفك يجتر النبأ..
…
…
الآن وبعد قليل
والعصافير تروح وتغدو ثاكلات
والخيول صهيل
ورحلت يا “ماديبا”
الآن
ونحن من ادخرناك لغد مجهول
فالطريق نحو الحرية لا يزال طويلا
ورحلت يا “ماديبا”
الآن
ونحن من ادخرناك سنينا
فكيف نبكيك وقد جفت مآقينا
من حروب بأيدينا
وكوراث بها ابتلينا
ورحلت يا “ماديبا”
الآن
ونحن أبناؤك
فى أفريقيا
وآسيا
عربا ولاتينا
لا نزال
حفاة
عراة
جياعا
ومضطهدينا.
…
…
من لنا سواك هاديا إلى صراط الحرية
يا أميرا على قلوب العذارى
ونقشا على زند المناضلين
لماذا الآن ترحل؟
وماذا نحن قائلين
لأحفادنا
إن هم طلبوا مثالا حيا
لحاكم حكيم قوي صادق أمين؟
وكيف بعد اليوم نمضي بين الأمم
وكنا بالأمس نحن الأفارقة
نمشى كالطووايس مزهوّين..
..
ماديبا منا
للهند غانديها
وجيفارا لأمريكا
وأنت بتاج الفخر كاسينا