رأي ومقالات

البشير والترابي.. ملعون أبوها السياسة!!

[JUSTIFY]تعتبر اجتماعات المؤتمر العام للمؤتمر الوطني في دورته الرابعة التي تجري فعالياتها حالياً بارض المعارض بالخرطوم، مناسبة مهمة لبداية انطلاقة حقيقية تعبر عن اشواق الناس في التغيير، خاصة ان المؤتمر ينعقد تحت شعار «نقود الاصلاح .. نستكمل النهضة»، وكل املنا ان يكون هذا الشعار هو الواقع الحقيقي للمرحلة المقبلة وليس شعاراً ينتهي مفعوله بانتهاء جلسات المؤتمر، لأننا بصراحة امام تحديات كبيرة لا تحتمل باي حال من الاحوال المزايدة او التراخي على عظمة المعاني التي تضمنها شعار المؤتمر، ونعتقد أن عودة الرئيس البشير مرشحاً لهيئة شورى المؤتمر الوطني والمجلس القيادي رسالة ذات دلالات عميقة تجيب على ما أسلفنا من حديث حول اهمية وجود البشير على رأس الدولة في المرحلة المقبلة، ليستكمل ما بدأ من حوار مع القوى السياسية ومن حوار مجتمعي وفقاً لمرتكزات الوثبة الاربعة بلوغاً للتراضي المنشود حول القضايا الوطنية، طبقاً لما وعد به الرئيس، وهو ما يؤكد ان المؤتمر العام سيحشد كل عضويته لمساندة الرئيس ليعبر بقوة ساحقة وباجماع المؤتمرين مرشحاً للرئاسة لحزبه ولعامة الشعب السوداني، وانا على ثقة ان لا خيار في المرحلة المقبلة الا لشخصية في قامة البشير بنفوذه في المؤسسة العسكرية والحزب ورصيده الوافي من العلاقات والقبول وسط الشعب السوداني، لكون البلاد تتأذى من هموم ومعضلات ابرزها الأمن، حيث النزاع في مناطق التماس او المناطق الحدودية مع دولة الجنوب وحدود السودان المترامية والبعيدة مع الدول الجوار من حولنا، واقتصادنا الذي يترنح متأثراً بتراجع الاقتصاد العالمي في كل محاوره، ولذلك لا بد للمؤتمر ان يقر اولاً الرئيس البشير باجماع كامل، لأن في ذلك رسالة لها مضمونها ومدلولها العميق على مشروع الانقاذ برمته، ومن الطبيعى ان تعلو اصوات تريد التغيير لذاته واخرى تطلبه لمصلحة المشروع، غير ان هناك حادبين على مصلحتهم الشخصية فقط داخل التغيير ولا ينظرون الا تحت اقدامهم، ومن العيب ان تتمادى بعض الاصوات تحاول ان ترسم صورة غير واقعية ومن خيالها لسودان الغد فى حال عودة البشير، غير ان قناعتنا ان السودان فى المرحلة المقبلة دون البشير سيكون مثل الدول الاخرى فى المنطقة، فوضى ما ليها حدود وانهيار سيروع سكان العاصمة الخرطوم قبل الارياف على طريقة الحوثيين فى اليمن، ولهذا فإن على المؤتمرين من اعضاء الوطنى ان يصوتوا على استقرار هذا البلد وتوحده لتقديم مرشحهم للرئاسة، بقوة تخرص الاعداء ويصفق لها الشرفاء والاصدقاء، تاكيداً للممارسة الشورية الرائعة داخل المجلس القيادى والشورى التى قدمت البشير لرئاسة الجمهورية.
والشيء الثاني أنه لا بد ان يخرج المؤتمر برؤية جديدة ويجيب على السؤال الذى لم اجد له اجابة قاطعة بعد والانقاذ تجاوزت ربع القرن فى الحكم، وهو لمن يكون الحكم لحزب الدولة ام لدولة الحزب؟ لأن الذى يجرى حالياً فى تقديرى غير مفهوم واسهم اسهاماً مباشراً فى ضعف دفعت ثمنه الدولة والحزب معاً، ولن يتأتى ذلك الا باعادة النظر في الرؤية الكلية لهياكل الحكم اولاً، ويقر تعديلاً في الدستور ليستوعب الرؤية الجديدة لاعادة الهيكلة لتستوعب تحريك الاقتصاد والحوار السياسي معاً، وبالضرورة فإن الرؤية المنتظرة من المؤتمر لا بد لها ان تستصحب المتغيرات العالمية والنقلة المعاصرة للتواصل التى اتاحتها ادوات التواصل الاجتماعي التي اعطت الناس حرية التعبير حتى من داخل مكاتبهم ومنازلهم وسياراتهم عن اية فكرة تمر بخاطرهم، وهذا التواصل التي تلاشت معه كل الفواصل وانطوت معه كل المسافات حتماً سيترك آثاراً نفسية في الشباب الصاعد لا حدود لها، مثل عدم الشعور بالحدود السياسية والجغرافية واللغوية والدينية والاثنية، لأن الشباب يعيشون في اسفير واسع توجد فيه كل هذه المجموعات يربط بينهم الموضوع المطروح او الحدث الحادث، وان كان في اقاصي الدنيا، فأصبحت البشرية مربوطة ببعضها البعص على مدى «24» ساعة الا من اراد النوم، ويمكن لاي انسان ان يشارك ويراقب في «القروبات» التي تتناول قضايا مختلفة، ولا يوجد موضوع في حياتنا اليوم الا هو محل نقاش وحوار طويل.. فهذه المسألة لا بد للمؤتمر ان يركز في سياساته على كيفية التعامل والاستفادة منها، والاستجابة في ذات الوقت لبعض ما يوفره لخدمة القضية الوطنية، لأننا في نهاية المطاف سودانيون والسودان يعلو دوماً على أي تمحور فى أطر حزبية.
وتبقى اللوحة التى زينت المؤتمر وشدته لاستحضار المسؤولية الوطنية فى حضور الدكتور الترابي للجلسة الافتتاحية ومخاطبته لها، فقد كانت نقطة تحول مهمة وكبيرة جداً علي ما اعتقد، لأنها ردمت الهوة بين الوطنيين والشعبيين اثر خلافاتهما الاخيرة التي ادت الى انشقاقهما الاخير في نهاية التسعينيات، وعودة الترابي بثقله ونفوذه حاضراً في المؤتمر العام للوطني تقفل الباب امام حقبة طويلة ومظلمة من الاختلاف الذي لم يفد الاسلاميين ومشروع الإنقاذ في شيء، بقدر ما كان سبباً مباشراً في كثير من النزاعات المسلحة التي خربت مناطق كثيرة في امنها وثرواتها الداخلية ونسيجها الاجتماعى، وانعكس صداها حتى على نفوس الاسلاميين وضربت جدار البيت من الداخل حتى تأثرت النفوس، وبلغ الغبن الحناجر.. وليت التحول يكون سريعاً للم الشمل استعداداً واستشرافاً لمرحلة جديدة، وهو أيضاً يلمح لمباركة المؤتمر الشعبي لترشيح الرئيس، وكذلك جدية الشعبي في استكمال خطوات الحوار الجاري.. يا شيخ حسن القوة الشبابية المندفعة من الخلف تنظر لكم وتنتظر بصماتكم في رسم الاطار لالتئام الجسم الواحد.. افعلوها.. والقبول من الله.
[/JUSTIFY]

الانتباهة