رأي ومقالات
البشير والترابي.. ملعون أبوها السياسة!!

والشيء الثاني أنه لا بد ان يخرج المؤتمر برؤية جديدة ويجيب على السؤال الذى لم اجد له اجابة قاطعة بعد والانقاذ تجاوزت ربع القرن فى الحكم، وهو لمن يكون الحكم لحزب الدولة ام لدولة الحزب؟ لأن الذى يجرى حالياً فى تقديرى غير مفهوم واسهم اسهاماً مباشراً فى ضعف دفعت ثمنه الدولة والحزب معاً، ولن يتأتى ذلك الا باعادة النظر في الرؤية الكلية لهياكل الحكم اولاً، ويقر تعديلاً في الدستور ليستوعب الرؤية الجديدة لاعادة الهيكلة لتستوعب تحريك الاقتصاد والحوار السياسي معاً، وبالضرورة فإن الرؤية المنتظرة من المؤتمر لا بد لها ان تستصحب المتغيرات العالمية والنقلة المعاصرة للتواصل التى اتاحتها ادوات التواصل الاجتماعي التي اعطت الناس حرية التعبير حتى من داخل مكاتبهم ومنازلهم وسياراتهم عن اية فكرة تمر بخاطرهم، وهذا التواصل التي تلاشت معه كل الفواصل وانطوت معه كل المسافات حتماً سيترك آثاراً نفسية في الشباب الصاعد لا حدود لها، مثل عدم الشعور بالحدود السياسية والجغرافية واللغوية والدينية والاثنية، لأن الشباب يعيشون في اسفير واسع توجد فيه كل هذه المجموعات يربط بينهم الموضوع المطروح او الحدث الحادث، وان كان في اقاصي الدنيا، فأصبحت البشرية مربوطة ببعضها البعص على مدى «24» ساعة الا من اراد النوم، ويمكن لاي انسان ان يشارك ويراقب في «القروبات» التي تتناول قضايا مختلفة، ولا يوجد موضوع في حياتنا اليوم الا هو محل نقاش وحوار طويل.. فهذه المسألة لا بد للمؤتمر ان يركز في سياساته على كيفية التعامل والاستفادة منها، والاستجابة في ذات الوقت لبعض ما يوفره لخدمة القضية الوطنية، لأننا في نهاية المطاف سودانيون والسودان يعلو دوماً على أي تمحور فى أطر حزبية.
وتبقى اللوحة التى زينت المؤتمر وشدته لاستحضار المسؤولية الوطنية فى حضور الدكتور الترابي للجلسة الافتتاحية ومخاطبته لها، فقد كانت نقطة تحول مهمة وكبيرة جداً علي ما اعتقد، لأنها ردمت الهوة بين الوطنيين والشعبيين اثر خلافاتهما الاخيرة التي ادت الى انشقاقهما الاخير في نهاية التسعينيات، وعودة الترابي بثقله ونفوذه حاضراً في المؤتمر العام للوطني تقفل الباب امام حقبة طويلة ومظلمة من الاختلاف الذي لم يفد الاسلاميين ومشروع الإنقاذ في شيء، بقدر ما كان سبباً مباشراً في كثير من النزاعات المسلحة التي خربت مناطق كثيرة في امنها وثرواتها الداخلية ونسيجها الاجتماعى، وانعكس صداها حتى على نفوس الاسلاميين وضربت جدار البيت من الداخل حتى تأثرت النفوس، وبلغ الغبن الحناجر.. وليت التحول يكون سريعاً للم الشمل استعداداً واستشرافاً لمرحلة جديدة، وهو أيضاً يلمح لمباركة المؤتمر الشعبي لترشيح الرئيس، وكذلك جدية الشعبي في استكمال خطوات الحوار الجاري.. يا شيخ حسن القوة الشبابية المندفعة من الخلف تنظر لكم وتنتظر بصماتكم في رسم الاطار لالتئام الجسم الواحد.. افعلوها.. والقبول من الله.[/JUSTIFY]
الانتباهة