رأي ومقالات

عبدالباقي الظافر: معادلة علي عثمان ..!!

في ذاك اليوم قبل خمسة عشر عاماً دخل الرئيس البشير، اجتماع هيئة الشورى، مرتديا الزي العسكري على غير العادة.. تحسس الشيخ الترابي عمامته وطفق يبحث عن نائبه الأسبق علي عثمان.. المفاجأة أن عليا قد غاب عن تلك المناسبة التاريخية.. رغم هذا عندما سئل الترابي في مقابلة مع قناة فضائية أن كان علي عثمان يقف خلف الرئيس في تلك القرارات التي افضت لمفاصلة الإسلاميين الشهيرة، والتي جردت الترابي من كل شيء بل دفعته لاحقا إلى سجن كوبر.. الترابي عبر بإيجاز علي عثمان يقف أمام الرئيس لا خلفه.

في لقاء صحفي أجرته الصيحة مع الدكتور أمين حسن عمر ونقل في عدد من المواقع الاسفيرية قدم الرجل الجريء إفادات تيسر من قراءة الأحداث في ساحة المؤتمر الوطني.. أمين أكد أن شيخ علي قام بضغوط معنوية على الأعضاء من أجل التجديد للرئيس البشير.. في نهاية المطاف نجح الشيخ في مسعاه واجبر الرئيس على البقاء لدورة جديدة.

السؤال الذي يقفز لماذا اتخذ الأستاذ علي عثمان، هذا الموقف رغم أن هنالك اتفاقا مسبقا على أهمية التغيير الشامل.. في تقديري أن هنالك عواملا عدة إلا أن أبرزها يتعلق بصراع حقيقي داخل المؤتمر الوطني.. قراءة شيخ علي تقول إذا انسحب الرئيس من الملعب سيتقدم الدكتور نافع علي نافع.. وهذه قراءة حقيقية كشفت عنها نتائج انتخابات المؤتمر الوطني التي جعلت الدكتور نافع ثانيا على مستوى المجلس القيادي وكذلك في هيئة الشورى.. وحسب قراءة مراقبين أن منتخب بكري رئيساً ونافع نائبا أول كان سيكتسح السباق إذا ما أصر الرئيس على الانسحاب من الملعب.. وذاك حساب لم يكن غائبا من مخيلة شيخ علي.

التقدير الثاني أن شيخ علي أدرك أن هنالك تيارا غالبا يؤازر الرئيس.. وأن هذا التيار ربما عقد تفاهمات مع الرئيس البشير بعيدا عن الأضواء.. هنا أراد الشيخ أن يسجل موقفا يحفظ له في الحاضر والمستقبل .

التقدير الثالث لا يقل أهمية عن ما سواه.. كثير من أعضاء الحزب الحاكم يرتابون في العلاقة الإيجابية المفاجأة بين الشيخ الترابي والمشير البشير.. الترابي حل ضيفا على مؤتمر الحزب الحاكم وتجاهل دعوة الشيخ أزرق طيبة.. رغم أن هذا الأزرق كان قد ذبح ذات يوم ناقة أمام بيت الترابي حينما أفرج عنه من اعتقال تطاولت أشهره.. ربما للترابي مراميه للانفراد بالرئيس.. لهذا سارع شيخ علي عثمان ليحتل الأذن اليمنى للرئيس.

بصراحة.. مطلوب من شيخ علي عثمان أن يقدم مرافعة توضح مواقفه الأخيرة.. أن لم يفعل ذلك ولن يفعل سيترك الأمر برمته للتاريخ.

عبدالباقي الظافر- التيار