نبيل غالي

(النصر البديل).. إحباط

[JUSTIFY]
(النصر البديل).. إحباط

* كما ذكرت في عمود (سابق) لي.
* وهناك كتاب يعتقدون أن (عمودهم) هو أحد أعمدة (الحكمة السبعة).
* وأحمد الله أنني لست منهم.. لأنني عبد فقير في (عمودي)..
* المهم، ذكرت أنني كنت لاعب كرة قدم في صباي.
* وازعم أن جميع الصبية كانوا لاعبي كرة قدم.. مثلما هم شعراء.
* و(يركلون) قصائدهم.. مثلما يركلون الكرة (ضفاري)..
* وكادت تلك (اللعبة) تفقدني (ساقي).
* التي أصابها أحد اللاعبين من الفريق المناوئ.
* وبدلاً من أن (يركل) الكرة.. ركل (ساقي) بعنف من خلال (كدارته) الحذاء الكروي ذات (الكدايس)..
* ويبدو أنها كانت كدارة مسمة..
* ففقدت فيها جزءاً من لحم الساق وتسبب في شق في العظم.
* ومازالت تلك (العلامة) محفورة في ساقي بعد أن اشتعل الرأس شيباً.
* ومع ذلك لم أستسلم لـ (التوبة) من كرة القدم.
* فأصبحت إدارياً فيما بعد بنادي (الموردة) بسنار.
* وكانوا ينادونني بـ (القرقور الأحمر)..
* ووصل بي الهوس الرياضي مثلما وصل بآخرين أنني كنت أشاهد مباريات كرة القدم بإستاد سنار في (عز المطر)!!
* وجرت مياه اهتمامات كثيرة تحت جسر سنوات العمر.
* تحولت فيها (معرفتي) حتى بأسماء لاعبي كرة القدم لدينا أو العرب أو الأجانب.
* تحولت إلى (جهل مركب).
* لا يقل عن جهل أحد زعمائنا السياسيين.
* وما داير أبوح وما قادر أصرح.
* وجهل أحد فنانينا المشهورين.
* في معرفتهم لأسماء فلاسفة العرب واليونان!!
* ووفقاً لنصيحة أحد زملائي الصحفيين.. حتى لا أنعزل عن (الجماهير).
* لابد أن أسعى لمشاركتهم وجدانياً في مشاعرهم المتحمسة لـ (الكرـ قدمية) كما يصفها الكاتب المصري المعروف صلاح عيسى.
* وليس (إبراهيم عيسى) الذي أصبحت شهرته ونجوميته (جماهيرية) من خلال برنامجه صاحب المشاهدة العالية (هنا القاهرة).
* بعد أن كان معروفاً (صفوياً) لدى الكتاب والأدباء..
* المصيبة أنني بعد نصيحة ذاك الزميل.. بدأت بمشاهدة مباراة لفريقنا الوطني ضد فريق دولة أخرى وإن كان حضوري لمشاهدتها في تلك الفضائية في منتصف شوطها الأول تقريباً.
* وفجأة أحرز أحدهم هدفاً رائعاً.. فأعلنت عن حماسي الكروي المفاجئ بـ (صفقة) وتهليل وتكبير..
* فالتفت جميع من كان حولي بغضب..
* فاكتشفت أنني ارتكبت خطأ فادحاً إذ كنت أعتقد أن الذي أحرز الهدف في الشباك هو من فريقنا الوطني.
* ولجهلي.. كان الذي أحرز الهدف هو من فريق الخصم في تلك الدولة!!
* هل تدرون لماذا تنحاز أجيالنا الجديدة إلى تكريس اهتمامها لفرق كرة القدم وتتعصب لها؟
* لأن أحزابنا قديمها ومتوسطها وجديدها لم تستطع المنافحة عن مصالح تلك الأجيال وتعبر عنها.
* ولأن تلك الأحزاب جسمها عليل وعقلها معتل.
* من ثم أصبح الانتماء لفريق كرة قدم بديلاً عن الانتماء إلى أي حزب سياسي.
* بل إن سياسيينا اكتسبوا العنف (اللفظي) من الهوس (الكروي).
* أما وقد انهزم منتخبنا الوطني أمام نظيره الكيني.
* الذي نال اللقب وأسعد جماهيره وسياسييه في الذكري الخمسين لاستقلال بلادهم.
* ونحن نقترب من الذكرى (58) لاستقلال بلادنا يصاب شعبنا بأكمله بالإحباط لهذه الهزيمة.
* وقد كانت الجماهير تؤمل في (نصر بديل) لكل هزائمنا في أحزابنا.. الحاكم منها والمعارض.

[/JUSTIFY]

صورة وسهم – صحيفة اليوم التالي