منوعات

ساحر الموندلين: سليمان زين العابدين.. رحلة الإبداع من صافرة القصب إلى الوتر

[JUSTIFY]ولد (سليمان زين العابدين)، بضاحية شمبات ببحري، (1937)م، فنشأ وترعرع على حب الموسيقى، وعشق العزف على الآلات، فصنع لنفسه صافرة من القصب وهو يافع وعزف بها أعذب الألحان، ولما كبر كبرت موهبته معه متحدياً كل الظروف، فلم يقهر ولم ينهر أو تخُر عزيمته، فصمد ودرس وطوّر موهبته إلى أن أصبح من أهم وأمهر عازفي آلة الموندلين، فأدهش كل من سمعه بعذوبة لحنه وعبقرية أدائه، وهذا ما سنتعرف عليه خلال الأسطر التالية:

صعوبات ولكن..

رغم صعوبة وسائل المواصلات والعنت الذي كان يلاقيه، إلا أن رغبته الكبيرة في تكملة تعليمه آنذاك هي التي كانت تدفعه، وهي أيضاً ما أوصلته إلى ما هو فيه اليوم من شهرة وذيوع وتميز، فقد التحق بـ (الجامعة الشعبية) لتطوير تلك الموهبة، وقد كان يذهب إليها بـ (الطُرماي) الذي كان وسيلة المواصلات الوحيدة حينها، وهناك تعلم كل فنون العزف على الآلات الوترية وعند توقف تلك الوسيلة قرر شراء دراجة حتى يتمكن من تكملة تعليمه، لكن لم تمض الأمور كما يتمنى فقد توقف سليمان من الذهاب إلى جامعة، وهو في سنة الأخيرة في عام (1953)م، وبعدها قرر السفر والعمل بالتجارة في جنوب السودان، وهنالك أنشأ عدداً من الفرق الموسقية التي كانت تعزف وتغني في الأفراح فقط، مكث سليمان قرابة الـ (15) سنة عزف خلالها لأشهر الفنانين الشماليين المقيمين هناك كـ (حسين عبد النبي، وعوض الضو وكمال ود القوم)، ومن ضمن تلك الكوكبة (عوضية) التي كانت تتغنى بأجمل أغنيات الراحل (محمد أحمد عوض).

تعاقدات وفنانون

بعد مرور كل تلك السنوات قرر سليمان العودة لأهله وداره، وفي العام (1965)م تعاقد مع الفنان الراحل (خضر بشير) فكان أول عوّاد له وظل برفقته حتى رحل، وبعد عشر سنوات من وفاته، انضم إلى فرقة الراحل (خوجلي عثمان) عازفاً للكمان بصورة دائمة، بالإضافة إلى تعاونه مع الفنان (النور الجيلاني)، الذي أصبح أول عازف لآلة الموندلين في فرقته، وذلك في العام (1976)م. وعند حدوث أي تضارب في مواعيد حفلات (خضر بشير والنور الجيلاني)، كان النور يلغي ارتباطه لانشغال سليمان مع (خضر)، اعتزل الملحن والعازف القدير سليمان العزف في العام (2013)م بعد آخر حفل إقامة الفنان النور الجيلاني أتمَّ الله له الشفاء.

جولات عالمية

في مواسم المهرجانات طاف (سليمان) وجال جميع أنحاء العالم برفقة الفنان (النور الجيلاني)، فذهبوا إلى الإمارات لإحياء حفل أعياد الاستقلال التي تقيمها الجالية السودانية هناك، ولبوا دعوة الحكومة البلجيكية للغناء في أحد مهرجاناتها الدولية، ومنها ذهبوا إلى ألمانيا.

تجربته مع التلحين

أعدَّ سليمان ألحان العديد من الأغنيات، وكانت أول تجاربه (خواطر فيل) للفنان النور الجيلاني، تمت مراجعتها بالقاهرة وطُبعت بالمملكة العربية السعودية، وفي عام (1967)م، وبعد نجاح أغنية خواطر فيل أحبَّ سليمان اقتحام المجال بكل ما أوتي من قوة، ففكر في تأسيس فرقة تُعنى بالأطفال، فكانت (زهرات شمبات) التي جذبت عدداً من الشعراء منهم (قاسم الحاج) و(عبدالمنعم الغول) ومن أشهر أغانياتها (مُناجاة بين تلميذ وتلميذة).

إضاءة

تُعد آلة الموندلين من الآلات الشعبية في أوروبا، التي تصنع من الخشب مدبلة الأوتار، ومعها ريشة بلاستيكية تستخدم للعزف، وتحتوي الآلة على عدد من المفاتيح مهمتها وزن الأوتار الأربعة، ويقال إن الطريقة التي يوزن بها الموندلين قريبة جداً من وزنة الكمنجة.

إسدال

اعتزل سليمان العزف، في أعقاب آخر جفل أحياه رفيق دربه الفنان (النور الجيلاني).

اليوم التالي
أ.ع[/JUSTIFY]