منوعات

بُعيد تعيينه مديراً مكلفاً للإذاعة: صلاح التوم: الآن ستبدأ الهجرة العكسية من إذاعات الـ “إف أم” إلى هنا أم درمان

[JUSTIFY]لعبت الكاريزما التي يمتلكها دوراً كبيراً في اختياره ليكون على رأس الإذاعة السودانية مديراً مكلفاً ليس لإكمال المشوار فحسب بل لمزيد من التطوير، ففي ظن الكثيرين بأن المدير المكلف الجديد للإذاعة الأستاذ صلاح التوم، بجانب أنه (مخرج) شاطر، فإنه يتمتع بإمكانيات تجعله الأصلح لهذا المنصب، لذلك جلسنا إليه في وطرحنا عليه حزمة من الأسئلة:

* رؤيتكم لإدارة الإذاعة في المرحلة القادمة؟

هناك شيئان سأركز عليهما, أولا كوادر الإذاعة وتفعيل دورهم ليكونوا – إضافة لدورهم كمنتجين للبرامج – مستكشفين وباحثين عن مبدعين من ذوي الاختصاصات المختلفة من أجل إثراء الخارطة البرامجية، الحاجة التانية هي الحفاظ على واحدة من أهم الأسلحة والمرتكزات الخاصة بإذاعة هنا أمدرمان، وهي المكتبة الإذاعية، ونحن حاليا ننمي مسألة مهمة جداً وهي الأرشفة الإلكترونية، قبل كدة في فترة (معتصم فضل) كان في نداء للمستمعين أنه أي شخص لديه مادة يعتقد أنها مختلفة أو تاريخية أو ما موجودة في إذاعة أم درمان بنا، ونحن على استعداد لتسجيل المادة في الوسائط الحديثة، ونمنحه نسخة هدية بجانب نسختة الأصلية.

*رفعتم شعار نريد أن نجعل إذاعة أمدرمان جاذبة.. كيف لكم ذلك مع الـ (اف أم)؟

أولأً: أبوابنا مفتوحة للجميع، ثانيا الثقة، ثالثا الأجر المقدر حتى لا يبحث منسوبونا عن عمل في مكان آخر، رابعا سهولة التعامل داخل الإذاعة بمعنى أن أي مُبدع وبمجرد وصوله إلى باب الإذاعة يجب أن يحس أنه في بيته.

* ماذا عن كوادر الإذاعة هل هنالك اتجاه لتقليصها؟

سيتم التعامل مع الكوادر على أربعة محاور، فهناك من لديه الخبرة، ويفتقر إلى الدافعية، وهناك من يمتلك دافعية بدون خبرة، وهناك صاحب خبرة ودافعية، وهناك من ليس لديه الخبرة والدافعية، وهؤلاء موجودون في أي مرفق حكومي، وأنا يتوجب عليَّ التعامل معهم وفقاً لحاجتي وتفعيلهم وتحويلهم إلى طاقة إنتاج.

* بند التدريب.. غائب عن الإذاعة السودانية؟

سنركز على التدريب أثناء الخدمة، ولدينا خبير أجنبي بدأ هذا المشروع حالياً واتجهنا لتأهيل مدربين محليين على يد هذا الخبير لتدريب الكوادر الجديدة وتزويدهم بالخبرة.

* أستاذ صلاح التوم.. كل ما قلته كلام جميل، ولكن كيف؟

هناك وسائل كثيرة، مثلا مسألة (الرعايات)، وهي ليست حلاً كاملاً ولن نعتمد عليها كلياً حتى لا تتحول الإذاعة لمحل تجاري، لكن تظل الرعاية جزءاً مكملاً لدعم الدولة وهنالك خيار البرامج المفتوحة، وهي غير مكلفة، وفي مرحلة من المراحل يمكن الاتجاه للمخزون الموجود في المكتبة الإذاعية، ونقل الشيء في المكتبة بما يتوافق والمزاج الحالي خصوصا إذا تعاملنا مع الــ (24) ساعة بنظام الــ (12) ساعة، وقسمنا اليوم إلى اتنين، وهنالك إذاعات وفضائيات تقسم اليوم إلى ثلاث فترات 8 ساعات إنتاج و16 ساعة إعادات.

* ألا تتفق معي أن إذاعات الـ (اف ام) سحبت البساط من تحت أقدامكم؟

لم تسحبه، ولكنها زاحمتنا بسلاحنا لأن مدخل تلك الإذاعات هي مكتبة الإذاعة السودانية، فكثير من هذه الإذاعات اعتمدت اعتماد كلياً على مكتبة الإذاعة القومية، كما أن كوادر الإذاعة هي التي تشغل (الاف ام)، فالإذاعة السودانية ظلت طوال مسيرتها تصدر كوادر إلى الإذاعات المختلفة باعتبار أن الدخل هنا ضعيف، فيغرون كوادرنا بالمال باعتبار أن تلك إذاعات تجارية وهذه إذاعة حكومية تعتمد على المنح القادمة من وزارة المالية بجانب بعض الإعلانات، وعلى فكرة حالياً بدأت هجرة عكسية كبيرة نحو الإذاعة السودانية، وأمامي الآن العديد من الطلبات للراغبين في العوداة للإذاعة.

* مقاطعة.. لماذا لا تحافظون على كوادر الإذاعة حتى لا تغريهم الخيارات الأخرى؟

قبل كدة وضعنا شرطاً للحفاظ على بصمة إذاعة أمدرمان قلنا ماعا يزين الصوت الفلاني يظهر في الإذاعة الفلانية عشان ما نعمل الحاجة دي جبناهم وخيرناهم بين إذاعة أم درمان والإذاعات الأخرى، لأنه لو اختار إذاعة أم درمان يتوجب عليه عدم العمل في إذاعة أخرى، ولكن كان الإشكال أن من قرر اختيار إذاعة أم درمان كان يتوجب علينا توفير الوضع الذي كان سيجده في المكان الآخر، وده كان الإشكال الحقيقي بالنسبة لينا، وعلى فكرة كل الإذاعيين بحبوا إذاعة أم درمان وعارفين أنها الكبيرة، وبصمة إذاعة أم درمان بتختلف عن بصمات الـ(اف ام) التي تميل للمنوعات والترفيه.

* المنوعات هي الجاذبة، لذلك اتجه الشباب إلى إذاعات الـ (اف ام)؟

للمحافظة على جمهور الإذاعة من الشباب أسسنا إذاعة البيت السوداني باعتماد الإرث الموجود في المكتبة الإذاعة، وبروح شبابية، ونجحت وملأت الساحة، وسحبت البساط من عدد من إذاعات الاف ام أيضا أسسنا إذاعة شابة تتلمس في طريقها هي إذاعة الشباب وكل الرياضيين أيضا تجمع الشباب حولها.

* دعني أسألك، أين الشباب من المناصب الإدارية والدور القيادي؟

حاليا إذاعة الشباب يديرها شباب، بداية من مديرها وكل كوادرها حتى إداراتنا الداخلية بالإذاعة الأم إداراتها شاب، هناك برامج في الإذاعة السودانية عمرها تجاوز الثلاثين والأربعين عاماً.

* هل ستستمر أم ستتوقف؟

هناك بعض البرامج مثل (لسان العرب) و(دراسات في القرآن الكريم)، وهذه تعد واحدة من بصمات إذاعة أمدرمان، وعبق الماضي كما يقولون ثقافة تنقل للأجيال, هنالك أجيال لم تلتق بعبد الله الطيب أو بفراج الطيب السرّاج صاحب لسان العرب، هذه البرامج تعد ركائز في الخارطة البرامجية الإذاعية، ونحن ننظر للمستمع نوعه وعمره وثقافته، وبالتالي خارطتنا تتضمن جزءاً من التاريخ ونحن سودانيين معروفون بالحنين وفكرة الزمن الجميل، لذلك يجب أن تستوعب خارطتنا هذه المفاهيم، وتلك المزاجية.

* ما هي خطتكم نحو تحديث استديوهات الإذاعة تقنيا؟

نحن الآن بصدد مرحلتين، الأولى صيانة الاستديوهات، والثانية تحديثها، المرحلتين ديل ماشين مع بعض، قد تكون الصيانة مستعجلة أكثر، نحن أساسا مربوطون بالوسائل الرقمية، ولدينا عدة بدائل رقمية نستخدمها في الإذاعة.

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]