«داعش» يواصل حملته الإعلامية وينتج فيلماً وثائقياً
وأنتج تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» فلماً وثائقياً يظهر تمكن مقاتليه من التوغل داخل مدينة كوباني مع إظهار لقطات لجثث جنود «حماية الشعب الكردي» داخل مقراتهم بعد اقتحامها من قبل جنود «داعش».
وقام مقاتلو «داعش» في الفيلم الوثائقي الذي حمل اسم «عزة الأباة» الذي بثته مؤسسة «الاعتصام» المحسوبة على التنــظيم، بإحـــراق كميات كبيرة من «المواد المخدرة» وصناديق ضخمة من السجائر، واصفين المقاتلين الأكراد بأنهم «ملحدين».
واتهم تنظيم «داعش» كتائب الجيش السوري الحر المتحالفة مع الأكراد بـ»الردة»، مهدداً إياهم بالقتل مع بث صور لمقابر جماعية قام جنود التنظيم بحفرها وإلقاء المقاتلين الأكراد فيها.
وفي إشارة على قوة التنظيم استعرض الفيلم الوثائقي مداخلات من إعلاميين وسياسيين من الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوروبية وعربية، تقول إن قوة التنظيم تزداد ولم تتأثر بضربات التحالف الدولي، وذهب أحد الإعلاميين الأمريكيين إلى وصف تنظيم الدولة بأنه «جيش منظم».
ويأتي نشر الفيلم الوثائقي من قبل تنظيم «داعش» في الوقت الذي يبدو فيه اهتمام التنظيم بالإعلام ورغبته في التأثير في الرأي العام أمراً متزايداً، حيث لدى «داعش» مؤسسات إعلامية يتضح جلياً أنها تعمل باحتراف وأنها تحقق الأهداف المطلوبة منها، وهو الأمر الذي لم ينجح فيه من قبل تنظيم القاعدة ولا غيره من المنظمات الإسلامية المتطرفة.
ولدى تنظيم «داعش» جيش إعلامي يعمل على مدار الساعة حيث يأتي الفيلم الوثائقي الجديد بعد أيام قليلة على مقطع الفيديو الذي صوره التنظيم وظهر فيه الرهينة البريطاني الصحافي جون كانتلي متجولا في شوارع مدينة كوباني التي تركز القتال فيها طوال الفترة الماضية، وتبين أن مقطع الفيديو الذي ظهر فيه كانتلي تم تصويره باستخدام أحدث التقنيات والتكنولوجيا، بما في ذلك الكاميرات المثبتة على طائرات بدون طيار والتي تعتبر أحدث تقنيات التصوير في الوقت الراهن.
صحيفة «دابق»
إلى جانب فنيي التصوير المحترفين لدى «داعش» فإن التنظيم يصدر صحيفة شهرية باللغتين العربية والانجليزية وتحمل اسم «دابق»، وهي الصحيفة التي صدر منها أربعة أعداد حتى الآن.
وصدر العدد الجديد (الرابع) من «دابق» حاملاً على الغلاف صورة لأحد المعالم الأثرية الإيطالية مرفوعاً عليها العلم الأسود للتنظيم، تحت عنوان «فشل الحملة الصليبية».
وفي الصفحة الثانية من العدد الرابع نقلت صحيفة «دابق» مقتطفاً من حديث سابق لأبومصعب الزرقاوي، مؤسس التنظيم، الذي قُتل في العام 2006، قال فيه: إن الجهاد بدأ في العراق ومستمر حتى حرق أسلحة الصليبيين في دابق.
وكشف مقال منشور في العدد الرابع لـ»دابق» عن قيام داعش بأسر نساء وأطفال إيزيديين واستعبادهم وتقاسمهم وبيعهم وقال: إن عناصر داعش باعوا عائلات إيزيدية مستعبدة، وتقاسموا النساء والأطفـــال فيما بينهم عـــقب اســــتيلائهم على بلدة سنجار، في آب/ أغسطس الماضي.
واستعرض التنظيم عددًا من العمليات التي قام بها مؤخراً ضد الأكراد في مدينة كوباني السورية، فضلاً عن صور لأطفال قتلى نتيجة الغارات الجوية التي شنها التحالف الدولي.
ويصل إلى اليابان ويغري شبابها بالمغامرة
توسع الغزو الداعشي الإعلامي ليصل إلى أقصى شرق آسيا حيث سجلت اليابان حالتين لشباب تم إغراؤهم بالسفر إلى سوريا والانضمام إلى التنظيم للقتال في صفوفه، لكن اللافت أن واحداً من بين الاثنين الراغبين بالقتال في صفوف «داعش» ليس مسلماً ولم يعتنق الإسلام، كما أنه لا يرغب بالقتال لأسباب دينية وإنما بدافع الرغبة في «المغامرة».
وأعلنت الشرطة اليابانية أنها أخضعت شابين خلال الأسابيع القليلة الماضية للتحقيق بعد الاشتباه بتخطيطهما للسفر إلى سوريا التي تبعد أكثر من تسعة آلاف كيلومتر من أجل القتال في صفوف «داعش»، فيما لا يزال ياباني واحد مختطفاً لدى «داعش» منذ آب/ أغسطس الماضي، بينما تقول التقارير إن يابانيين اثنين شاركا في القتال إلى جانب التنظيم وتمكنا من العودة إلى بلادهما بعد انتهاء «المغامرة».
وقالت جريدة «التايمز» البريطانية إن الدافع وراء سفر اليابانيين إلى سوريا والانضمام إلى «داعش» ليس التعاطف مع أي من الأطراف المتحاربة هناك، وإنما «الملل والبطالة والرغبة في المغامرة».
وأعلن متحدث باسم الحكومة اليابانية الأسبوع الماضي أن الشرطة استجوبت يابانياً مسلماً عمره 26 عاماً يشتبه بأنه أراد الانضمام إلى صفوف تنظيم «داعش» بسوريا.
وعرف عن الشاب الذي لم تكشف هويته أنه طالب في جامعة هوكايدو (شمال اليابان) وكان ينوي التوجه إلى الشرق الأوسط. وقالت الشرطة اليابانية إنها صادرت جواز سفر الطالب واستجوبت شخصاً يعمل بمكتبة في طوكيو بعد أن نشر إعلانا يطلب المساعدة للحصول على عمل في سوريا.
ويمثل وصول دعاية «داعش» إلى اليابان تطوراً جديداً إذ أن الشهور الماضية شهدت تدفقاً واسعاً للمقاتلين الشباب القادمين من دول الاتحاد الأوروبي والذين تحولوا إلى مشكلة تؤرق بلدانهم وحكوماتهم فيما تسجل اليابان لأول مرة حالات من هذا النوع.
وكانت مصادر إسرائيلية أعلنت سابقاً أنه يوجد 9 يابانيين يقاتلون في صفوف «داعش» حالياً، إلا أن الحكومة في طوكيو لم تؤكد ولم تنف هذه المعلومات. لكن يبدو أن المؤكد هو حالتان فقط بينما تثور الشكوك حول السبعة المتبقين.
وبحسب قائمة نشرتها إحدى الصحف الإسرائيلية قبل أسابيع فإن روسيا هي أكثر الدول الأجنبية المصدرة للمقاتلين إلى «داعش» وبواقع 700 مقاتل روسي يحاربون إلى جانب «داعش»، أما أكثر الدول العربية تصديراً للمقاتلين إلى «داعش» فهي تونس التي أرسلت حتى الآن أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل إسلامي متطرف يحاربون في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية».
[/JUSTIFY]
م.ت
[/FONT]